وقّع الأستاذ أنطوان كبابه على مسرح مدرسة الفرير الجميزة، كتابه "المشهد الأخير"، بحضور نخبة من أبناء المنطقة ومن محبي السينما.

يشكل الكتاب مرجعاً لمحبي السينما وتاريخ السينما في لبنان، منذ العام 1900 حتى أيامنا هذه، فهو يوثق كل صالات السينما في لبنان، من بيروت إلى طرابلس، مروراً ببيت مري وبسكنتا والحمرا والبرج.

الأستاذ أنطوان كبابه، هو هاوي سينما منذ صغره، عشق كل ما يتعلق بالسينما من كاميرات، حتى رائحة الصالات، كان يدفعه شغفه في عمر السبع سنوات، للذهاب ثلاث مرات في اليوم إلى السينما، ذهب به شغفه إلى أخذ الصور التي كان يشاهدها في أفلام أميركية صورت في لبنان، وتعاون مع فريق إعداد، وأعاد رسم الصور لتصبح كأنها صورة آنية ملونة. زار كافة المناطق اللبنانية من مدن وضيع، لاستكشاف ما حل بالسينمات القديمة، منها ما بات مهجوراً، ومنها ما أصبح محل ألعاب كبير، أو سوبرماركت، فسينما ستار في عين الرمانة، على سبيل المثال، أصبحت كاراجاً للسيارات.

كتاب "المشهد الأخير" بالعربية والفرنسية في نفس الوقت، ويعرض تسلسل تاريخ السينما في لبنان، بالإضافة إلى ذكريات الأستاذ كبابه، وما كان يحصل في الصالات من تصفيق عندما يمر مشهد قبلة، أو كيف كان يتفاعل الجمهور، ويتحمس مع أحداث الفيلم. تاريخ السينما في لبنان تاريخ عريق، كانت الصالات في الستينيات تحتوي أكثر من ألف مقعد، في حين أن هناك صالات سينما اليوم تحتوي على عدد محدود جداً من المقاعد. إشتهر لبنان بأنه بلد الثقافة في الشرق، لكن الحرب اللبنانية قضت على معظم السينمات التي بدأت تغلق أبوابها. ثم عادت وازدهرت السينمات في منطقة جونية، ومؤخراً في فترة انتشار فيروس كورونا، إتجه الناس الى متابعة الأفلام عبر المنصات، فكانت الرصاصة الأخيرة التي تكاد تقضي على السينما.

كتاب "المشهد الأخير" عمل إستقصائي في المحفوظات والوثائق القديمة، يعيد إظهار الأماكن التي لم تعد موجودة، استعان خلاله الأستاذ كبابه بذاكرته، كما زار مواقع كانت سابقاً صالات سينما. كذلك شاهد أفلاماً أجنبية في لبنان، بالإضافة إلى أفلام لبنانية، بحثاً عن أثر ما، ليعيد رسم الصالات بمساعدة فريقه. يحتوي الكتاب على صور نادرة لصالات سينما قديمة في بيروت والمناطق، وكذلك على إعلانات لأفلام ما زالت مؤثرة حتى اليوم. الكتاب يشهد لسنوات جميلة في دور السينما، ويعرّف جيل الشباب على ما كان عليه الفن السابع في لبنان، والذي ساهم في الإشعاع الثقافي للبلد.
كتاب "المشهد الأخير" متوفر في كل فروع مكتبة أنطوان.