أن يتحول الممثل من تقديم الأدوار الكوميدية لتقديم الأدوار التراجيدية، سيكون له تأُثير غير عادي على الجمهور الذي إعتاد عليه في تقديم الكوميديا بكل أنواعها، فلقد تمكن الممثل هاني رمزي من أن يعبّر من خلال أدائه عن إمكانياته الكبيرة في التراجيديا، رغم ظهوره لأول مرة في دور "ظابط المخابرات اسماعيل" ضمن أحداث مسلسل "العائدون". وقد اشتهر من قبل بأداء الأدوار الكوميدية الاجتماعية، إلا أنه حظي بإعجاب الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاع تجسيد الدور ببساطة ممثل قدير وأن يظهر هذا التحول في الشخصية، فظهرت مساحة أخرى من التمثيل عند الممثل هاني رمزي مما سيجعل الجمهور يحاول أن يراه في هذه النوعية من الأدوار الجادة مرة أخرى. ويقدم خلال الفترة المقبلة فيلم "شقاوة أونلاين" وما زالت فكرة تقديم الجزء الثاني من "غبي منه فيه" أمنية يحاول تحقيقها، كل تلك الأمور وكواليسها كشف عنها في حواره مع موقع "الفن".

بعد دورك الجاد في مسلسل "العائدون"، تعود للكوميديا من خلال فيلم سينمائي؟

بالفعل الفيلم كان من المفروض أن يحمل اسم "عمر المحتار"، واستقر فريق العمل على تغيير الاسم إلى "شقاوة أونلاين"، إحترامًا للشعب الليبي، فلم نقصد أية إهانة أو سخرية لأي رمز من رموز الوطن العربي، فالفيلم ملامحه كوميدية بعنوان وهو من تأليف سامح سر الختم وشادي محسن، وهو الفيلم الذي أعود به للسينما بعد غياب استمر أربع سنوات منذ أن قدمت فيلم "قسطي بيوجعني" عام 2018.

وما القضية التي يتناولها الفيلم ؟

الفيلم يتناول قضية مهمة جداً نعيشها حالياً، وهي "السوشيال ميديا"، إذ نرصد مدى تأثيرها علينا وعلى أفكارنا وآرائنا وشخصياتنا وسلوكنا، حتى أصبحنا تابعين لها بشكل مطلق في حياتنا اليومية، وستتم مناقشة جميع هذه المخاوف بشكل كوميدى غير تقليدي، فنسلط الضوء على الشباب الذين يتخذونه كنوع من الدخل المالي، وكيف أصبح هذا الجيل في عالم وهمي، وأصبح هناك أبطال في هذا العالم من الممكن أن يكونوا غير متواجدين بالعالم الواقعي، إذ يعيش الشباب في العالم الافتراضي أجواء ومشاعر مزيفة عكس ما يعيشونه فى العالم الواقعي.

وما هي الشخصية التي تقدمها؟ ومن هو الجمهور الذي تستهدفه؟

أقدم دور شاب يدعى "عمر" يعمل في مجال الدعاية والإعلان، وله قدرات قوية في التعامل مع "السوشيال ميديا" ويحب فتاة من طرف واحد، وبعدها تتوالى الأحداث بأسلوب كوميدي جميل وعفوي، فالعمل لا يستهدف الجمهور المصري أو العربي فحسب، بل سيكون موجهاً للعالم أجمع، خصوصاً أن هذه القضية باتت تشغل العالم بأسره.

وماذا عن الجزء الثاني من فيلم "غبي منه فيه"؟

كانت أمنيتي أن أقدم الجزء الثاني، بناءً على رغبة الكثير من الجماهير بعد أن حقق الجزء الأول نجاحاً كبيراً، ولكني في إنتظار سيناريو جيد، إلا أن المهمة أصبحت صعبة بعد رحيل حسن حسني وطلعت زكريا، لكن هذا هو القدر، إذا كان هناك جزء ثان ربما تكون قصة جديدة مع أحداث جديدة وأتمنى أن يعجب الناس إذا وجدنا سيناريو جديداً لائقاً بعد نجاح الجزء الأول.

ولكن الجميع كان يعتقد إنك ستعود بعمل درامي تراجيدي بعد نجاحك في تقديم شخصية الضابط في "العائدون"؟

إن دوري كعميل مع المخابرات المصرية في المسلسل كان بالفعل جديداً علي، والحقيقة لم ألعب دوراً مشابهاً له حتى من قبل، وسأسعى لتغيير جلدي وأختار أدواراً بعيدة عن الكوميديا في الفترة المقبلة، ولكن فيلم "شقاوة أونلاين" اتفقت عليه من قبل مسلسل "العائدون" بفترة طويلة، وللعلم لقد قدمت أدواراً تراجيدية وكلاسيكيات في إطار التمثيل والتدريب بالأكاديمية، لكن العودة للتراجيديا على الشاشة كانت تقلقني، إلا أن رد الفعل أراحني بشدة، وحفاوة استقبال الجمهور جعلتني أعيد التفكير في اختياراتي بعد ذلك، فبعد هذا الاستقبال من المشاهدين قد أغير تفكيري وأتجرأ في تقديم أعمال أخرى ليست كوميديا.

وهل كانت ردود الأفعال على دورك في المسلسل السبب في تفكيرك بتغيير جلدك؟

هذا حقيقي، فردود الأفعال كانت مميزة وقوية منذ بداية ظهوري، فعندما عرض علي العمل قلت لهم إنني سأقدمه كتحدٍ، كما إنني اندهشت إذ وجدت أن هناك إجماعاً على ترشيحي لهذا الدور، وتعجبت أن لهم بعد نظر فيّ لهذه الدرجة، ولقد عملت بكل جدية على الشخصية وتفاصيل الدور، سواء مع متخصصين أو مع مخرج العمل ومؤلفه حتى أتمكن من تطويع الأدوات التي أمتلكها في سبيل إتقانه، فلقد جاءتني الفرصة أن أغير جلدي ويرى الناس أن خلف "الكوميديان" ممثل يجتهد، ويكون لي وجه جديد في عمل مهم، ولهذا عندما سألوني عن اسمي على التتر قلت لهم أن يكتبوا الوجه الجديد ولكن عدت وقلت ضيف شرف.

وما الذي جذبك للمشاركة في "العائدون" ؟

الحقيقة عندما قرأت العمل وعرضوا علي الظهور كضيف، وافقت وأقبلت عليه بحب كبير جدًا، وعندما قرأت السيناريو اكتشفت حقائق كثيرة، فلقد رأينا أشياء كثيرة لم نكن نعرفها، ولم نكن نعرف خفايا الكثير من الأمور كانت خلف الجدران ومنها الدواعش وتخطيطهم للسيطرة على الدولة، كما أنه عمل مهم وشرف كبير لأي شخص يشارك فيه ومكتوب بشكل جميل جدًا والإنتاج بطل مطلق في هذا العمل، وأتمنى في الحقيقة أن تكون مشاهدته ليس على مستوى العالم العربي فقط، بل أن يشاهده العالم أجمع، فلقد عانينا جميعاً من الإرهاب وليس مصر فقط.

قبل مسلسل "العائدون" كان لك أول تجربة مع المنصات حدثنا عنها؟

"القاتل الذي أحبني" وأنا سعيد بهذه التجربة العزيزة على قلبي والمميزة، خاصة أنني أعتبر المسلسل شاملاً لكل ألوان الدراما العربية بما تضمه من الكوميديا والرومانسية والأكشن والدراما البوليسية، وفيه أيضاً إثارة وألغازاً، بالإضافة لأحداث كثيرة إستمتع بها المشاهدون، وتناسب جميع الأعمار للأسر العربية، وقدمت من خلاله دور "معتز"، وهو رسام يدور حَوله لغز كبير، فمن يغضبه ويحزنه يموت هذا الشخص في اليوم التالي، وبذلك يحاول في الحلقات اكتشاف لماذا يموت هؤلاء الأشخاص، وهذا العمل الذي جمعني بصديقي المخرج عمرو عابدين بعد سنوات طويلة.