ما بين عامي 1939 و1945، وفي ظل خلق ما عرف بالعرق الألماني الآري، تحت حكم النازيين بقيادة أدولف هتلر، تم تنفيز برنامج عرف بعنوان "أكشن تي 4"، ويستهد التخلص من الأشخاص لحاملين لإعاقات ذهنية أو تشوهات خلقية وذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق الموت الرحيم.


نشطت في تلك الفترة في مجال العروض التمثيلية، عائلة "أوفيتز" وهي عائلة رومانية يهودية عانى أفرادها من التقزم، ومع إرساء عدد من القوانين المعادية لليهود برومانيا، منعت هذه العائلة من تقديم العروض فاضطر أفرادها للتستر عن أصولهم أملا في النجاة من هذه القوانين الجديدة.
وفي الـ 12 من شهر أيار 1944، وجد 7 أفراد أقزام من هذه العائلة التي تتكون من 12 فرداً، أنفسهم بمعسكر الإبادة بأوشفيتز وأعدم رميا بالرصاص بقية الأفراد الذين كان طولهم عاديا.
كان من المقرر إعدام البقية عن طريق التسمم في غرف الغاز، إلا أن طبيب نازي يدعى جوزيف منجليه والذي كان يعرف بـ "ملاك الموت" طلب بتسليمهم له لإجراء أبحاث طبية حول داء التقزم وطبيعته.
وتحولت هذه العائلة لفئران تجارب لدى جوزيف الذي ساهم في توفير غذاء وفير لهم، وفي حفاظهم على شعر رأسهم، كما طالب بالعديد من الأشخاص الذين يحملون المرض نفسه، حتى حصل على مجموعة مكونة من 22 فرداً.
وبحسب بعض الشهادات، مارس ملاك الموت تجارب فظيعة على الطفل شمشون أوفيتز البالغ من العمر 18 شهراً فعمد لسحب كميات هامة من دمه بشكل شبه يومي تاركا إياه على حافة الموت كما لجأ أيضا لقتل وطبخ عدد من المصابين بالتقزم بهدف استئصال عظامهم وعرضها بالمتاحف الألمانية.
وفي الـ 27 من كانون الثاني 1945 عثر الجنود السوفييت على المخيم الذي قتل فيه حوالى المليون شخص بطرق فظيعة، وتم إخلاءه ليتبين أن أفراد عائلة أوفيتز إستطاعوا أن يكونوا من الناجين رغم كونهم يهودا ومعاناتهم من إعاقة جسدية.