في الـ 31 من شهر آب/ أغسطس عام 1997، صدم العالم بوفاة أميرة ويلز ومحبوبة الجمهور ديانا، في حادث سير غير متوقع في العاصمة الفرنسية باريس.
هذا الحادث الذي لم تعرف حتى الآن ملابساته، ولم يتم تأكيد ما إذا كان مدبراً أو لا، لم يودِ بحياة أميرة ويلز فقط، إذ كانت نهاية حياة شخصين آخرين، السائق هنري بول وحبيب ديانا العربي عماد الفايد، أو المعروف بـ"دودي الفايد".
لهذه الأسباب ولأسباب كثيرة أخيرة، إرتبط إسم دودي الفايد بإسم الأميرة ديانا، من دون ذكر الكثير من المعلومات عن حياته الشخصية وحياته السابقة، والتي بعد قراءة هذا المقال، سيتبين أنها تحمل من الإثارة ما يكفي للفت أنظار الجمهور.

طفولة دودي الفايد

دودي الفايد أو عماد الدين محمد عبد المنعم الفايد ولد عام 1955 في الأسكندرية، في مصر، وهو الإبن الأكبر للبليونير المصري محمد الفايد.
ومحمد الفايد هو مالك "Harrods"، وهو متجر راقي في لندن، فندق الـ Ritz في باريس، ونادي فوتبول في إنكلترا، أما والدته فهي المؤلفة السعودية سميرة خاشقجي، هي أخت تاجر الأسلحة الشهير عدنان خاشقجي، وقريبها الإعلامي الراحل جمال خاشقجي.
من الخارج، تبدو حياة دودي رائعة، مليئة بالطيارات، والقوارب والبيوت حول العالم، إلا أنه تم إرساله بعيداً عن منزله في عمر صغير، وعاش وحده في سويسرا وبعدها في بريطانيا.

دخول دودي عالم الإنتاج الفني

في الصيف الذي سبق وفاة الأميرة ديانا ودودي الفايد، كانت صور الحبيبان ظاهرة على أغلفة كل الصحف، تحت عنوان "الاميرة ديانا وحبيبها الجديد"، وكانت كاميرات الباباراتزي ترافقهما أينما ذهبا، ولكن قبل ذلك، فقد عرف عماد الفايد كمنج الأفلام، زير النساء والولد المدلل الذي يخصص له والده شهرياً ما يفوق الـ 400,000 يورو.
دودي كان يحب قيادة السيارات السريعة، وأن يعيش حياة الرفاهية القسوة. عمل في مجال الإنتاج الفني، وتمثيل الأدوار الثانوية في هوليوود.
أنتج أفلام مثل: "Chariots of Fire"الذي حصل على جائزة أوسكار.

​​​​​دودي عرف أيضاً بزير النساء، الذي ينفق الكثير من المال على حبيباته، ويقدم لهم هدايا فخمة للغاية، الأمر الذي جعل قائمة مواعداته طويلة من عارضة الأزياء بروك شيلدز، للممثلة الأميركية جوليا روبرتس، الممثلة وينونا رايدر، داريل هانا والمنتجة تينا سيناترا..
وقبل إرتباطه بديانا، تزوج دودي من الممثلة الأميركية وعارضة الأزياء سوزان جيرارد لثمانية أشهر وانفصلا بعدها عام 1980، وبعدها عقد خطوبته على عارضة الازياء كيلي فيشر، والتي قبل أسابيع قليلة من موته، أقامت مؤتمر صحفي، تكلمت فيه عن كيف قام دودي بهجرها على التلفون قبل يومين من حفل زفافهما فقط، مؤكدة أن السبب كان علاقته بديانا.

قصة حب الأميرة ديانا ودودي الفايد

عام 1997، قام رجل الأعمال المصري محمد الفايد، بدعوة الأميرة ديانا وأبناءها الإثنان الأمير ويليم الذي كان يبلغ من العمر الـ 15 عاماً آنذاك، والأمير هاري الذي كان يبلغ من العمر الـ 12 عاماً إلى منزله القائم في سانت تربيز، حيث إلتقت بدودي الفايد للمرة الأولى.
بعد طلاقها من الأمير تشارلز، واعدت الأميرة ديانا طبيب قلب باكستاني يدعى حسنات خان، والذي أكدت إحدى صديقاتها أنه كان حب حياتها.
إنفصالها عنه بعد ذلك، وعدم دعوة العائلة الملكية لها ولأولادها لقضاء العطلة الصيفية معهم، تسببا في حزن الأميرة ديانا الأمر الذي دفعها لقبول دعوة دودي الفايد لها ليخته، إضافة إلى قبول الهدايا التي قدمها لها من فواكه، وغرفة مليئة بالورود وساعة من ماركة "كارتييه".

دودي، المعروف برقيه ومعاملته الجيدة للنساء، إستفاد أيضاً من شهرة والده الذي حثه على التقرب من ديانا.
أحد أصدقاء دودي الفايد أكد أنه أخبره ذات مرة: "أريد أن ألتقي بإمرأة تجعل وجهي يبرز على غلاف مجلة People"، والإجابة لهذا الطلب كانت بالطبع، الأميرة ديانا.

الليلة الأخيرة

بحسب أصدقاء ديانا، فإنها كانت فقط تمضي وقتاً جيداً مع دودي، ولا تسعى لأن تتحول العلاقة إلى أمر جدي، أما بالنسبة لدودي، هذا العلاقة كانت مهمة بشكل كبير له. في تلك الليلة، أي في الـ 31 من شهر آب، بعض المعلومات تؤكد أن دودي كان يسعى لطلب يد ديانا، كما أنه كان قد إشترى خاتم الزواج، وكان قد خبأه في الغرفة التي إستأجرها لهما في فندق الـ Rtiz في باريس.

ما حصل في تلك الليلة في غرفة الفندق لم يعرف به أحد، ولكن قام ريتشارد كاي، صحافي دعته الأميرة ديانا قبل ساعات من موتها، بالتلميح أن الأمر حصل، من دون ذكر جوابها.
يبدو أن العالم لن يعلم الحقيقة. بعد ساعات من هذا الأمر وقعت الحادثة وتوفي الإثنان.

قرر الثنائي الذهاب لتناول العشاء في تلك الليلة، ولكن غيرا خطتهما في آخر لحظة نظراً لملاحقة الصحافة والموصورين لهما، وقررا الذهاب إلى منزل دودي القريب من الفندق، ما أدى بالتالي إلى تغيير الخطة الأمنية.
وإستقلت الأميرة ديانا ودودي سيارة مرسيدس بنز S280 سوداء مستأجرة موديل عام 1994، وخرجا من المدخل الخلفي للفندق وكان برفقته حارس دودي الشخصي تريفور ريس جونز، الذي جلس في المقعد الأمامي جوار السائق.
بعد دقائق قليلة من خروجهما، وقع حادث السير الأليم، عندما اقتربت السيارة من النفق وكانت تسير بسرعة 65 ميلاً في الساعة، قطع مسارهم سيارة فيات أونو بيضاء وكانت نقطة التصادم المميتة، هي ذلك العمود الذي تناثرت فوقه قطع السيارة المحطمة.

جنازة الأميرة ديانا ودودي الفايد

بعد وفاة ديانا ودودي، أقيمت لديانا جنازة ضخمة، صورت وحضرها أكثر من 2.5 بليون شخص من العالم، من جهة أخرى جنازة الفايد كانت أقل أهمية في أحد الجوامع في لندن.
وقام محمد الفايد بتشييد تمثال ليجسد حب الإثنان، وهو عبارة عن رجل وإمرأة يمسكان بحمامة، وسمي بالـ ضحايا الأبرياء.
قام محمد الفايد بعدها ببيع التمثال للعائلية الملكية القطرية عام 2010.
يذكر أن محمد الفايد لا يزال على قيد الحياة، وعمره يناهز الـ 90 عاماً، اختفى عن الأنظار منذ 30 سنة تقريباً، أي بعد وفاة إبنه.