يسعى دائماً إلى تقديم الأفضل والمميز، في كل خطوة له، يختار عملاً يقدمه بشكل مختلف، ويبحث بإستمرار عن السر الذي يجعله يوافق عليه، من دون تردد، وهذا ما حدث مع الممثل كريم عبد العزيز وأسرة فيلم "كيرة والجن"، الذي بدأ عرضه بدور العرض في مختلف أنحاء الوطن العربي في 30 حزيران/يونيو.


وفي تصريحات خاصة لموقع "الفن"، أكد الممثل كريم عبد العزيز، أن هناك العديد من الأسباب التي جعلته يوافق على تجسيد دور البطولة في هذا الفيلم من دون تردد منه أو من فريق العمل، وفي مقدمتهم المخرج مروان حامد، فقال عبد العزيز :"مروان بمثابة أخي، ونحن متفقان إنسانياً وفنياً، فهو يستطيع أن يخرج من الفنان ما لا يعلمه، وهو قارئ عميق، ولديه رؤية جديدة، وسينمائي حتى النخاع، كما أنه أتاح لي فرصة العمل مجدداً مع الكاتب أحمد مراد، إذ إننا نجتمع للمرة الثالثة، وشعرت معه بالتقارب الفكري، حيث أني من المعجبين بكتاباته".

وعن الشخصية التي يجسدها في الفيلم، والتي جعلته أيضاً يتحمس للمشاركة في العمل، قال :"إنها المرة الأولى التي أجسد فيها شخصية تاريخية تعود إلى عام 1900، وهي أحمد عبد الحي كيرة، الفدائي المصري، والذي كان كيميائياً يتودد للإنجليز بشكل كبير، لدرجة أنهم تعاملوا معه على أنه إبن الإمبرطورية، وعندما بدأت ثورة 1919، كان الإنجليز يتركون له المعامل التي كانوا يحضرون فيها البارود والذخيرة، ولكن يحدث تحول في شخصيته ليصبح فدائياً ووطنياً من نوع خاص، ولهذا السبب هي شخصية قوية ومغرية بالنسبة لي".
وأضاف :"العمل يقدم تشريحاً لحقبة مهمة جداً في تاريخ مصر، "كيرة" هو من رجال سعد زغلول، ويعتبر الذراع اليمنى لجمال فهمي، وهو من رجال المقاومة، وترك له الإنجليز المعامل التي صنع بها السلاح الذي قتلهم به، وهو تقبل إهانة وضرب من كل من حوله، حتى أن أهل بيته قالوا له إنه تسبب بفضيحة بالنسبة لهم، فهو قبل على نفسه أشياء غريبة من أجل حبه لبلده، وصعب عليّ أنه قتل ودفن في تركيا".

ومع تجسيد كريم عبد العزيز هذه الشخصية لأول مرة، كشف عن التحضيرات لها، والتي إستمرت لفترة طويلة، فقال :"الفيلم مرهق وليس سهلاً، فلقد تعمقت في قراءة الرواية، ثم عقدت جلسات عديدة مع المخرج مروان حامد لنحضر للشخصية والزمن الذي تدور فيه الأحداث. "كيرة" يتنكر في أحداث الفيلم في أكثر من شخصية، وهذا أمر متعب، خصوصاً وأنه شخصية شديدة الذكاء، وكانت لديه قدرة غير طبيعية على التنكر، إلى درجة أنه كان لديه 4 بيوت يسكن فيها، ولا ينام إلا وهو ينتعل حذاءه بسبب الهروب، وكان يتحدث باللغة الإنجليزية، فإن هذا العمل بُذل فيه مجهود كبير جداً، ولذلك يمكنني القول إن "فيلم كيرة والجن" تم عمله بدمنا، وأتمنى له النجاح".

وعن تعاونه للمرة الثانية مع الممثل أحمد عز بعد مسلسل "الإختيار"، قال لنا عبد العزيز :"هو أخ وصديق ورجل محترم جداً، ويحترم زملاءه والصناعة وموقع التصوير، وأنا سعيد جداً لأنني تعرفت عليه، وتقتربت منه كإنسان، والجمع بيننا من خلال الفيلم، كان من أسهل ما يكون، فأحمد عز وأنا لم نناقش في أي شيء، إن كان طريقة وضع الأسماء على التتر، أو الأجور، أو غيرهما، فلقد قرأت السيناريو مع أحمد عز، وأبلغنا موافقتنا للمخرج مروان حامد، وعندما وجدنا مروان متفاهمين، قال إن هذا التفاهم سهل عليه كوارث كثيرة كان يقلق منها، والحمد لله، لم يكن بينه وبين عز إلا كل خير".

وعن كواليس العمل مع الممثلة هند صبري، قال :"عملنا معاً لأول في فيلم "الفيل الأزرق 2"، وشعرت حينها بأننا نعرف بعضنا بعضاً منذ سنوات طويلة، فهند أعتبرها صديقتي وأختي، ولقد أحسست بهذا الشعور منذ أول مشهد في "الفيل الأزرق 2"، بالإضافة إلى أني كنت أتمنى العمل مع نجمة بهذا الحجم، فهي رائعة وخلوقة ومبهرة".

أخيراً سألنا كريم عبد العزيز عن إهتمامه بالإيرادات، فقال :"الإيرادات مهمة بكل تأكيد، لأن السينما فن وصناعة، ولقد درست الإخراج، وأفهم ذلك جيداً، فالفيلم تتم صناعته فنياً بطريقة مميزة، ثم يتم طرحه تجارياً، وبالتالي فشباك التذاكر مهم، والإيرادات هي أمر أكثر أهمية، وأتمنى من الله أن يعطينا على قدر مجهودنا، لأننا بذلنا في العمل مجهوداً كبيراً جداً".