جويس عزام لبنانية كسرت القاعدة وإستطاعت ان تدخل التاريخ من بابه العريض برياضة كانت حكراً على الرجال نظرا إلى ما تطلبه من مجهود جسدي ودعم معنوي

ولدتجويس عزامفي العاصمة اللبنانية بيروت في 24 حزيران 1984 خلال الحرب اللبنانية.
كانت طفولتها غير مستقرة ومليئة بالعقبات، وكل ما تتذكره هو الانتقال من ملجأ إلى آخر واضافة الى ذلك ، لم تكن تمارس الرياضة أبدًا بسبب حالتها الطبية فكانت تعاني من مشاكل في الرئتين وشخّص الأطباء حالتها أنها تعاني من "فرط الحركة" (مفاصل الساقين فضفاضة والركبتان تنحنيان للخلف) كما انه لديها أيضا خوف من المرتفعات. كانت دائمًا تتعرض للتنمر في المدرسة بسبب مرضها ، لكن هذا لم يمنعها من تحقيق أهدافها ، لذلك قررت البدء في الجري كل يوم لتثبت أنه لا يوجد شيء مستحيل.
تخرجت جويس عزام من كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية في إجازة الهندسة المعمارية . كما حازت على درجة الدكتوراه في المناظر الطبيعية والبيئة من جامعتها في روما ، بالإضافة إلى 3 درجات ماجستير ، واحدة في الحفاظ على المدن والمباني التاريخية ، والأخرى في نماذج الحوكمة وإدارة النظام العام المحلي ، والأخيرة في الهندسة المعمارية.

عام 2005 إكتشفت عزام حبها للمشي وسط الطبيعة والجبال اللبنانية، والذي تطور مع مرور الوقت ليصبح شغفاً بتسلق الجبال.

وبعد أن اكتشفت عزام أنه لا يوجد امرأة لبنانية استطاعت تسلق أعلى قمة بكل قارة في العالم المتمثلة في (سيرو اكونكاجوا في قارة أمريكا الجنوبية ودينالي في قارة أمريكا الشمالية، وفينسون ماسيف في القارة القطبية الجنوبية وألبروس في أوروبا وكيليمنجارو في إفريقيا وإيفرست في آسيا، وكارستنز بيراميد أو ماونت كوسيوزكو فى آسيا). ويعتبر المشروع من أصعب الإنجازات إذ لم يتمكَّن سوى 51 شخصاً في التاريخ من إنجاز هذا التّحدي.
قررت جويس عام 2012 أن تأخذ هذا التحدي على عاتقها وتحقق هذا الإنجاز لبلدها لبنان.

في نهاية عام 2013 كانت قد تسلقت جويس 3 قمم لكنها اضطرت إلى التوقف بعض الوقت من أجل استئناف دراستها حيث حصلت جويس على منحة دراسية من جامعة سابينزا في روما وأرادت تحصيل الدكتوراه ثم عادت إلى التسلق في سنة 2017.

وفي غضون عامين، عام 2019 حققت جويس تحديها بتسلقها ​قمة إفريست​ وهي الأعلى في العالم بإرتفاع 8848 متر فوق سطح البحر لتكون أول لبنانية تحقق هذا الإنجاز.
وخلال رحلة صعودها إلى أعلى قمة في العالم، قمة جبل "إفرست"، وعلى مدار 57 يوماً، كانت عزام على موعد مع المجهول، والذي تطلب منها الاستعداد الجسدي والذهني،الأمر الذي حافظ على حياتها بعد ما واجهته من إنتهاء مخزون الأكسجين الخاص بها على ارتفاع 8 آلاف و400 متر، ما جعلها تختبر لحظات فاصلة بين الحياة والموت لمدة 20 دقيقة تقريباً ريثما ساعدها الفريق المرافق لها في الحصول على الأكسجين.

جائحة كورونا وتأثيرها على جويس

وفي عام 2016، قررت عزام أن تخوض التحدي الأكبر للمستكشفين، بعد اجتيازها لتحدي السبع قمم بتاريخ 23 مايو/أيار العام 2019، وتصل أيضاً إلى القطبين الشمالي والجنوبي، وتصبح بذلك رابع امرأة بالعالم تحقق هذا الإنجاز، وأول عربية.
وخلال تحضيرها لرحلة القطب الجنوبي، التي تتطلب اجتياز مسافة ألف و300 كيلو متر بالمزلاج مع حمولة يبلغ وزنها 120 كيلو غراماً، تفاجأت عزام بموجة فيروس كورونا، الذي ألغى جميع مشاريعها، إلا أنه لم يؤثر على حلمها في تحقيق التحدي الأكبر للمستكشفين.

عقبات واجهة جويس في مشوارها

كانت قد كشفت جويس عزام في تصرحات صحفية سابقة أنها كانت تتعرض للكثير م الضغوضات من قبل عائلتها وأصدقاها حيث إعتبروا أنها تقوم بتصرفات صبيانية في طفولتها وذكرت جويس سابقاص أن أمها كانت تقول لها في صغرها "كوني فتاة" وذلك لأنها كانت نعود غلى المنزل مغطاة بالطبن.
كمات ذكرت جويس أن مشوارها لم بكن سهلاً فإنها لم تحظى بالعم المعنوي من المقربين لها بإستثناء أخاها جورج الذي كان بشجعها دوماً ويمارس معها الرياضة بإستمرار