هي مراسلة قناة الجزيرة القطرية في الضفة الغربية المحتلة، مقدسية أي أنها ولدت في القدس، فبادلتها الحب، هيشيرين أبو عاقلةالتي قتلت برصاصة جبانة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في رأسها على الرغم من ارتدائها سترة الصحافة واعتمارها خوذة واقية وأصيب زميلها المصور في الظهر لأنهما كانا ينقلان بشاعة ما يرتكبه المحتلون من انتهاكات.
حاولتشيرين أبو عاقلةعلى طريقتها إيصال صوت الفلسطيني المنكوب والمظلوم والذي يعاني يومياً من القهر من قبل سلطات الاحتلال والتضييق عند المعابر وفي إقامة شعائره الدينية وفي مصادرة بيوت الفلسطينيين وأراضيهم واعتقالهم وصولاً إلى قتل الأبرياء منهم من دون ذنب سوى أنهم تجرأوا على مواجهتهم، وكانت وفق ما ذكر زملاؤها وزميلاتها في القناة الإخبارية تحب عملها ولا تكل أو تتعب من الانتظار لساعات كي تنقل رسالة متلفزة عن ممارسات الاحتلال،شيرين أبو عاقلةمراسلة فلسطينية مقدسية حتى الشهادة، كانت تنقل حدث اقتحام مخيم جنين فأصبح مقتلها الحدث على أيدي رصاص الجنود المحتلين، فانتصر الدم على الرصاصة والضحية على الجلاد، ليخلّد اسمها وفضلت أن تكون إحدى المساهمات في إلقاء الضوء على ممارسات العدو الاستكبارية وأن تكون ممهدة ومساهمة على طريقتها لغيرها من أبناء بلدها في توقهم ونضالهم لتحرير أرضهم من نير الاحتلال.

​​​​​


بطاقة تعريف

ولدتشيرين أبو عاقلةفي يناير/ كانون الثاني عام 1971 في القدس، وهي تحمل الجنسية الأميريكية، وتخرجت من مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في مدينة القدس.
تابعت شيرين دراستها بداية لتتخصص في الهندسة المعمارية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، لكنها عادت وتوجهت إلى دراسة الصحافة بعد اكتشافها عشقها لها، فحصلت على بكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك الأردنية، وكان تخصصها في الصحافة المكتوبة.
اختارت أبو عاقلة بعد تخرجها العودة إلى الأراضي الفلسطينية، وعملت في عدة هيئات إعلامية متنقلة بين إذاعة صوت فلسطين وقناة عمّان الفضائية، ثم انتقلت في عام 1997 إلى العمل بقناة الجزيرة الفضائية بعد عام من انطلاقها فكانت من الرعيل الأول لمراسليها الميدانيين ورافقت تطور هذه القناة ,كان عملها أولوية لديها إلى يوم مقتلها في 11 من أيار/مايو 2022 برصاصة غادرة في الرأس.

سيرتها العملية في فلسطين المحتلة


من أبرز ما قالتهشيرين أبو عاقلةويظهر مدى تواضعها وإنسانيتها وتعلقها بوطنها والقضية الفلسطينية ونصرة المظلومين في بلدها نستعيد تصريحاً لها ضمن فيديو ترويجي بثته قناة الجزيرة في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيسها الـ 25، إذ قالت أبو عاقلة: "اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم...أنا شيرين أبو عاقلة".
غطّتشيرين أبو عاقلةعدداً كبيراً من فصول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في الأراضي المحتلة على مدى ربع قرن، وكانت السلطات الإسرائيلية دائماً ما تتهمها وفق حديث سابق لها لشبكة الجزيرة بأنها تصوّر مناطق أمنية، مضيفة بأنها كانت تشعر باستمرار أنها مستهدفة وفي مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطِنين المسلّحين.
ومن أبرز تغطياتها للأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في عام 2000 والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطول كرم عام 2002، والغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التي تعرض لها قطاع غزة.
تمكنتشيرين أبو عاقلةمن دخول سجن عسقلان في عام 2005 بعد السماح لها بذلك لتصبح أو صحافية عربية تدخله، وأجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين الذين أصدرت محاكم إسرائيلية أحكاما طويلة بالسجن في حقهم وقد تأثرت كثيراً بعد إطلاعها على أوضاع الأسرى الذين أمضى بعضهم ما يزيد على 20 عاماً خلف القضبان.
اختارت قناة الجزيرة مراسلتها النشيطةشيرين أبو عاقلةلتكون أول من يفتتح بثها المباشر من القاهرة في يوليو/تموز الماضي، وذلك إبّان تحسن العلاقات القطرية-المصرية والسماح لقناة الجزيرة بالعودة إلى القاهرة.

اغتيالها

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على شيرين أبو عاقلة بهدف قتلها وذلك في 11مايو/أيار 2022 أثناء توجهها لتغطية الأوضاع والتطورات في مخيم جنين، فأردتها لترتقي شهيدة كما استُهدف معها زميلها علي السمودي بإطلاق النار عليه في ظهره أثناء تغطيته للحدث نفسه لكنه قيد العلاج، وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة شيرين أبو عاقلة بعيار ناري بالرأس وأن وضعها حرج للغاية وذلك خلال تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، وما لبثت وزارة الصحة أن أعلنت بعد دقائق من إصابتها أنها توفيت نظرًا لوضعها الحرج في قسم الطوارئ بمستشفى ابن سينا التخصصي بمدينة جنين.
ودانت شبكة الجزيرة الإعلامية في بيان هذه الجريمة التي يراد منها منع الإعلام من أداء رسالته محمّلة الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل الزميلة الراحلة شيرين"، وجاء في بيان الشبكة :"في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة".
وقد صرّح السمودي الذي كان برفقة أبو عاقلة وتعرّض للإصابة أيضاً بأن المكان حيث كانا يتواجدان كان خالياً من أي محتجين أو متظاهرين أو راشقي حجارة ما يدلّ على أن الاحتلال تعمد إصابة الفريق الصحفي، مضيفاً :"أن الاحتلال يعتزم تنفيذ عملية واسعة في منطقة جنين، معتبرا ما جرى تحذيرا ورسالة للصحفيين حتى لا يغطوا الجرائم التي سيرتكبها الاحتلال".
مدير مكتب الجزيرة في فلسطين أكد من ناحيته أن شيرين كانت تلبس الخوذة والدرع الواقي، معتبرا أن من أطلق النار عليها كان يستهدفها بشكل شخصي.


تشريح جثمانها

سادت حالة غضب بعد مقتل شيرين أبو عاقلة واتجه عدد كبير من الفلسطيين والمتضامنين إلى منزلها التي ما لبثت شرطة الاحتلال أن اقتحمته بُعيد ساعات من اغتيالها ثمَّ قامت بفضِّ التجمّع في محيطه واعتدت بالضربِ على المتضامنين.
نُقل جثمان شيرين أبو عاقلة إلى كنيسة دير اللاتين بجنين للصلاة عليها، ولاحقًا نُقلت إلى نابلس لإجراء التشريح لها بعد طلب النيابة العامة الفلسطينية وموافقة ذويها في معهد الطب العدلي بجامعة النجاح الوطنية، حيث جرى تشريح جثمان أبو عاقلة وأعلنَ مدير دائرة الطب العدلي في ريان العلي الانتهاء من المرحلة الأولى من التشريح مؤكداً أنه لا يُوجد أيُّ دليلٍ على أنَّ إطلاق النار كان من مسافة تقلًّ عن متر، وأضافَ أنه تمَّ التحفظ على مقذوفٍ مشوه حتى تتمَّ دراسته مخبريًا، وبعد إخراج جثمان الزميلة شيرين أبو عاقلة من معهد الطب العدلي في مدينة نابلس، ثم نُقل جثمانها إلى مقر مكتب الجزيرة في مدينة رام الله فتجمعت جماهير غفيرة أمام مكتب شبكة الجزيرة في رام الله لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليها من زملائها الصحافيين ومحبيها ومعارفها وشخصيات عامة ، حيث انطلقت من هناك مسيرة جنائزية في شوارع المدينة، وسط حالة من الغضب والاستنكار الشديدين، ثم نقل الجثمان إلى المستشفى الاستشاري العربي.



تضامن واسع وفنانون وممثلون ينعونها

نعى عدد كبير من الفنانين والممثلين العرب شيرين أبو عاقلة التي اعتبروا أنها كانت تنقل الحدث فأصبحت هي الحدث نذكر منهم :
الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي :"وستبقين الى الابد يا شيرين صوت فلسطين السيادة والكرامة ووجه فلسطين البطولة وروح أرضها المباركة وسيبقى دمك ودم كل شهداء الارض المقدّسة أمانة في يد الله … الى أن يقول كلمته .. فمتى يا الله تكون عدالتك؟؟ …كلنا إنتظار".
الفنان اللبناني ​راغب علامة​ :"كم هو مُؤلم استشهاد الصحافيّة شيرين ابو عاقلة من قبل الاحتلال الصّهيوني".
أضاف :"انه خبر حزين جداً ومؤسف، لأن فيه قتل للانسانيّة ولإرادة الحياة. ومن الأخبار السيّئة التي تفوح منها رائحة الدّماء البريئة والقتل والموت،كامل العزاء للوطن العربي باستشهاد الفقيدة رحمها الله".
الفنانة اللبنانية ​نانسي عجرم​ :"شيرين أبو عاقلة شهيدة الصحافة والوطن والقضية... الله يرحمك".
الممثل اللبناني بديع أبو شقرا :"كيف تقتل الحقيقة، تقتل صحافيا، فكيف اذا كانت شيرين ابو عاقلة".
الفنانة الإماراتية ​أحلام​ :"شيرين ابو عاقله رحمكي الله يا صوت فلسطين وستظلين في الذاكره يابنت فلسطين الحره، إنا لله وإنا اليه راجعون".
الفنانة السورية ​أصالة​ :"شو فيه شهاده أكبر من هيك شهاده .. بنت فلسطين الجريحه بالجنّه بإذن الله .. آمنت بوطنها وعملها ودفعت روحها تمن الحقّ .. كلّ بيت عربي بيدعي لك بالرّحمه يابطله من وطن أبطال شيرين ابو_عاقلة"، مع وسمَيْ : "فلسطين" و "فلسطين قضية الشرفاء".

روايات إسرائيلية حول رفع المسؤولية عن قوات العدو في قضية مقتلها

قال مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري إن الرواية الإسرائيلية تغيرت 4 مرات خلال اليوم؛ ففي المرة الأولى جرى الحديث إسرائيليا عن أنه تم تحييد مخربيْن، واتضح لاحقا أن المخربين اللذين تعرضا للرصاص هما الشهيدة شيرين التي اغتيلت، وعلي السمودي الذي أصيب.
ثم جاء التعديل الثاني في الرواية بعد تأكد استشهاد شيرين وإصابة السمودي، للإعلان عن أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار خلال اشتباكات، في حين لم تكن هناك أي اشتباكات أصلا.
التعديل الثالث في الرواية جاء من رئيس الأركان الإسرائيلي الذي أكد أنه "لا يمكن تحديد جهة النيران التي استهدفت شيرين أبو عاقلة، ونأسف لمقتلها، وعيّنا فريقا خاصا للتحقيق".
ثم جاء التعديل الرابع -كما نقلته صحيفة هآرتس- ليمثل ما يشبه اعترافا إسرائيليا بقتل شيرين أبو عاقلة.
في حين نقلت صحيفة هآرتس عن تحقيق الجيش الإسرائيلي أن الرصاصة التي أصابت شيرين من عيار 5.56 ملم، وأطلقت من بندقية طراز "إم 16" (M16)، كما ذكرت أن بعض رصاصات جنود وحدة دوفدوفان الإسرائيلية أطلقت باتجاه الشمال حيث كانت توجد شيرين أبو عاقلة التي كانت على بعد 150 مترا لحظة استهدافها، وأطلقت وحدة دوفدوفان العشرات من طلقات الرصاص.

مراسم تشييع حاشدة

انطلاقًا من مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة البيرة ، ودع محبو المراسلة الفلسطينية ​شيرين أبو عاقلة​ إلى مثواها الأخير، والتي توفيت الأربعاء في 11 أيار مصابة باطلاق نار من القوات الاسرائيلية، اذ احتشد محبوها في موكب عسكري شعبي، حاملين شهيدة وممسكين بالاعلام الفلسطينية إلى مثواها الأخير، ووصل جثمان الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة إلى مدينة رام الله في تمام العاشرة من صباح الخميس في 12 أيار، من المستشفى الاستشاري، مروراً بمقر الرئاسة الفلسطينية، في تمام الـ11 صباحًا، للتكريم والوداع بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومن ثم ينطلق موكب الجنازة إلى القدس المحتلة، وذلك بعد أن ظهرت النتائج الأولية لتشريح جثمانها.

جدل معيب حول جواز الترحم عليها

في يوم مقتلها، وبدل أن يتداعى كل الغيارى على الحرية والإنسانية لإدانة جريمة إعدام المراسلة الصحافية التي كانت ضحية التغطرس والإجرام الصهيوني، تلهى عدد كبير من الناس بمسألة هل يجوز شرعاً أن يترحموا على شيرين أبو عاقلة أم لا بسبب ديانتها، الأمر الذي أثار غضباً كبيراً خصوصاص في أوساط المثقفين والفنانين الذين اعتبر أغلبهم أن كل هذا الجدال معيب ويحيد بالبوصلة عن القضية الأساس وهو أن شيرين هي شهيدة الصحافة والواجب والقضية بغض النظر عن ديانتها ومن التعليقات، خرجت الممثلة المصرية المعتزلة تيسير فهمي لتثول كلمتها في هذا الأمر وكتبت :"إلى المتخلفين دينياً وإنسانياً ربنا يرحم كل إنسان بصرف النظر عن ديانته"، أما الممثل المصري عمرو محمود ياسين فكتب، من ناحيته :"دار الإفتاء المصرية سبق وأكدت أنه يجوز الترحم على غير المسلمين وكذلك أفتى أحمد الغامدي المدير العام السابق لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية هل كل الناس اللي صدعونا من الصبحوفاكرين نفسهم حراس العقيدة يصمتوا؟ وعلق الممثل السوري مصطفى الخاني كاتباً:"من المستغرب جدا أن يتجرأ البعض ويقرر من تجوز و من لا تجوز عليه الرحمة ، وكلام رب العالمين في القرآن الكريم واضح جدا في الآية ٦٢ من سورة البقرة :بسم الله الرحمن الرحيم ( ان الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )صدق الله العظيم ..رحمة الله على الاعلامية البطلة شيرين ابو عاقلة".