ليا بو شعيا ممثلة موهوبة عرفها الجمهور من خلال بطولتها للعديد من المسلسلات، منها "النحات"، "أم بديلة" و"بيروت سيتي"، إلا أنها قررت هذه المرة أن تفاجئ محبيها بخطوة جريئة، وهي ترشحها للانتخابات النيابية اللبنانية في دائرة المتن، سعياً منها لتحسين وضع المواطنين في لبنان، خصوصاً الفنانين والممثلين.
وكان لموقع "الفن" حوار معها لمعرفة سبب اتخاذها هذه الخطوة، ومشاريعها المستقبلية.

لماذا قررتِ الترشح للانتخابات النيابية؟

لم يكن الموضوع في بالي، لكن تربط عائلتي صداقة بالوزير السابق الياس المر، ورأوا أنه من الضروري أن يكون عنصر الفن موجوداً في الانتخابات من خلالي كممثلة.
أما أنا من ناحيتي، فمنذ بداية الثورة، كنت في الشارع، وأريد أن أحسّن بلدي وأطوّره، فرأيت أن فكرة ترشحي كممثلة للانتخابات النيابية جيدة، لأننا كممثلين لا نحصل على حقوقنا، أو على امتيازات خاصة بنا، خصوصاً أن النقابات الفنية في لبنان لا سلطة فعلية لها، وما شجعني هو أن كبار الممثلين يشكون لنا نحن الجيل الجديد في الفن، من الوضع، مؤكدين أن حقوقهم مهدورة، ولا ضمان للشيخوخة. أحزن حين أرى أن شغف الفنانين والممثلين أصبح بالعمل خارج لبنان، بسبب الوضع الذي وصل إليه بلدنا.

ما الذي ينتظر المواطن اللبناني إن أصبحت ليا نائب في البرلمان اللبناني؟

سأعمل في الإجمال من أجل ضمان الشيخوخة، لأن هذا الموضوع يعنيني، وأدرك أهميته، ولمسته من خلال تجربتي مع كبار النجوم الذين رأيت معاناتهم لأن موضوع الإستشفتاء وتأمين الأدوية والعلاج لم يعد سهلاً في لبنان. كما أنني سأشمل الأطفال في الأعمال التي سأركز عليها، لأن هناك العديد من الأهالي الذي لا يستطيعون تأمين العلم لأولادهم وإدخالهم إلى المدارس، أو تأمين حاجاتهم، كما أؤكد أنني سأكون صوت الفنانين وكل مواطن، لأن اللبنانيين يهاجرون إلى الخارج من أجل الأمان، لكنهم غير مرتاحين في بلدان الإغتراب، وأعرف تماماً أنهم يتمنون العودة إلى الوطن.
كما أسعى لإنشاء معهد لتعليم الموسيقى والتمثيل في قضاء المتن.
وسأعمل على رصد الموارد لإنشاء دار أوبرا في المتن، تستقطب مسارحه أسماء ثقافية فنية عالمية لامعة، ويتضمن متحف ثقافي تعرض فيه أهم الأعمال الفنية التاريخية العربية والأجنبية، وذلك بهدف تعريف الكبار والصغار على الإرث الثقافي.

كيف تردين على منتقدي ترشح الممثلين والممثلات للانتخابات النيابية؟

أنا كنت بعيدة عن الانتقادات، لأني عرفت كيف أظهر صورتي كمرشحة مستقلة، هدفها تحسين البلد، وفي حال فزت، سأكون سعيدة، وفي حال لم أفز، سأكون ممتنة للخبرة التي اكتسبتها في الفترة الماضية، خصوصاً أنني تعرفت على الكثير من الأشخاص، وكوّنت صداقات عديدة، ولمست كيف يعيش كل مواطن، واحتياجاته.
وسأضيف أمراً مهماً، وهو أنه ليس كل النواب والوزراء متخصصين في العلوم السياسية، ففي أوكرانيا رئيس البلد ممثل كوميدي، المهم هو كيفية تطبيق القوانين، والسعي إلى تنفيذها كنواب أو مواطنين.

لماذا لم تروّجي لنفسك كثيراً على مواقع التواصل الإجتماعي كمرشحة؟

أنا في الحياة، وحتى في مجال التمثيل، لا أحب أن أفرض نفسي وأنشر كل دقيقة منشوراً لأذكر الناس بي، لأنني أعرف ماذا أفعل، وأعلم أن موضوع الانتخابات بعيد عن مجالي، لكن ترشحي يؤكد أنه حتى الفنانين يستطيعون الترشح، لأن الفن أساسي في حياة الإنسان، فهو يعطيه الإيجابية والراحة.
بالنسبة للترويج، اكتفيت بمنشور على صفحتي وببعض البوسترات على الطرقات، لكي يتعرف المواطنون عليّ كمرشحة عن دائرة المتن، لكني فضلت أن أعمل مع الناس على الأرض، وهذا مفهومي الشخصي للترشح، وعائلتي لطالما هدفت إلى مساعدة الآخر، وأنا في العادة لا أحب أن أدخل عائلتي في هذه المواضيع، لكن ما أريد أن أسلط الضوء عليه، هو العمل على الأرض وليس على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنني أريد أن أحافظ على صورتي كممثلة، لأنني أحب مهنتي، وأريد أن أستمر فيها.

هل يحق للنائب أن يستمر في عمله في التمثيل؟

أنا سألت عن الموضوع، وقيل لي إن الامر متاح، ففي النهاية هذه مهنتي وعملي، لكن طبعاً يجب أن أحافظ على صورة معينة، وحتى لو لم أصبح نائباً، سيكون لدي مشاريع كثيرة على الأرض لأهل المتن وللبنان.

هل حظوظك مرتفعة للفوز بالانتخابات النيابية؟

أتكل على ربي، وأظن أن هناك عنصر الحظ في الموضوع، لأنني مرشحة عن المقعد الكاثوليكي الوحيد في المتن، لكني أقول في نفسي دائماً "لا تكرهوا شيئاً لعله خير لكم"، والله هو من وضع هذه الخطوة في طريقي لهدف معين، فأنا متأكدة أن هناك هدفاً من الأمر، وأعتبر نفسي فائزة من خلال المشاركة في الانتخابات ضمن لائحة "معاً أقوى" في المتن.

في حال لم تفوزي، ماذا تكوني قد حققتِ من خلال هذه التجربة، وماذا أضافت لكِ كممثلة؟

أصبح اللبنانيون يعرفونني أكثر، خصوصاً أن المسلسلات التي شاركت فيها كانت موجهة أكثر للجمهور الخليجي والعراقي، كما أنني تعرفت على العديد من الأشخاص، بالإضافة إلى دعم كثيرين لي، وتشجيعهم هذه الخطوة التي اتخذتها.

إلى جانب الانتخابات، هل تحضرين لأعمال جديدة؟

هناك مسلسل بين لبنان والإمارات، وسيكون جيداً للغاية، وأنتظر العمل فيه، وأريد أن أنوّه بأن كل شركات الإنتاج التي عملت معها، شجعتني في ترشحي على الانتخابات النيابية، وأنا أضع آمالي في الله وأتكل عليه.