غابت عامين عن الساحة الفنية، لتعود إلى الجمهور ضيفة شرف في مسلسل مهم هو "فاتن أمل حربي" الذي عرض في شهر رمضان المبارك وهو من بطولة الممثلين نيللي كريم وشريف سلامة.
صدقي التي تمتلك تاريخاً مشرفاً في التمثيل، تحدثت لموقع "الفن" عن أسباب موافقتها على المشاركة في "فاتن أمل حربي"، ودور الفن في تسليط الضوء على القضايا الإجتماعية، كما تحدثت عن التعامل مع المخرج محمد العدل والمؤلف إبراهيم عيسى، وغيرها من الأمور الشيقة.

ما سر غيابك عن الدراما لفترة طويلة؟

كنت أعتذر عن العديد من الأعمال التي تعرض علي خلال العامين الماضيين منذ أن قدمت شخصية "سهير" في مسلسل "ليه لأ"، لأنني لم أجد نفسي في تلك الأعمال، فأنا ارفض الموافقة على أعمال فنية من أجل التواجد فقط، لذلك اعتذرت عن أعمال كثيرة عرضت علي، لأنها كانت ستؤثر بشكل سلبي على مسيرتي الحافلة بالأعمال الفنية الناجحة، فلا يصح أن أقدم أعمالاً أقل فنياً عما قدمته من قبل، فكل شخص له طريقة تفكير وأنا أفضل البقاء بدون عمل للمحافظة على اسمي، فلست مستعدة للنزول عن مستوى الأعمال التي قدمتها، وما يهمني أن يوضع اسمي في أعمال تليق بتاريخي الفني، إلى أن عرض علي مسلسل "فاتن أمل حربي" وبالرغم من صغر الدور والذي أعتبره ظهوراً شرفياً، إلا أني وافقت من دون تردد لجرأة وأهمية موضوعه ورسالته الهادفة، فأنا أوافق على بعض الأعمال لأهمية المواضيع التي تناقشها وليس لأهمية دوري بحد ذاته.

ما الذي حمسك للمشاركة في هذا العمل لتعودي من خلاله ولو بدور بسيط؟

العمل ككل يقدم قضية مهمة جداً تمس كل امرأة تعرضت لظروف أدت إلى انفصالها عن زوجها ولديها منه أبناء، لقد قابلت العديد من السيدات مثل فاتن في أروقة المحاكم وقاعاتها ولقد تعرفت على معاناتهن، وفي الحقيقة العمل يهدف إلى تصحيح مسار الأسرة، ويوجه رسالة تحذير للرجال بصورة خاصة، فالمسلسل يعتبر فرصة لإلقاء الضوء على قضية تهم السيدات والرجال وربما يكون فرصة أيضاً من زاوية أخرى لتسليط الضوء على ما يفعلونه بأولادهم، فنحن نعيش في عالم ذكوري وبالرغم من التغيرات التي تحدث في المجتمع وتغير وضع المرأة أيضاً إلا أن القوانين لا تتغير منذ زمن، والفن دوره إلقاء الضوء على القضايا التي تهم المجتمع، من جانب الترفيه.

ماذا عن دورك في العمل؟

أقدم دور "ميسون" سيدة مسيحية، تجمعها صداقة قوية مع "فاتن" زميلتها في العمل، حيث يعمل الاثنان في الشهر العقاري، وهي سند لها، شخصية مستقلة وواعية، تحاول حل مشاكل صديقتها، كما إنهما يتعرضان للعديد من المشاكل، ولكن لا أظهر في الأحداث كنموذج للمرأة القوية، كما اعتاد الجمهور أن يراني، أو الكوميدية، لأن الموضوع لا يتحمل ذلك لكن هناك ملمح خفيف من خفة الظل، فداخل كل مجموعة من الأصدقاء ستجد من يتمتع بخفة الظل ويحاول تهوين المواقف الصعبة.

ما رأيك في ردود الفعل حول العمل منذ بداية عرضه؟

ردود الأفعال إيجابية تجاه العمل وهناك قبول كبير لدى شريحة عريضة من الجمهور في الوطن العربي، فلقد توقعنا ذلك الأمر، وأعتقد أن ذلك يعود إلى قضيته الموجودة في بيوت كثيرة، فهذه القضية منتشرة وتزيد، وترقب الجمهور للتعرف على النتيجة وإلى ما وصلت إليه علاقة "فاتن"وزوجها، وأنا في الحقيقة أتابع ما يثار حول العمل وأتمنى أن يؤدي لتغييرات في تشريعات القانون مثل فيلم "أريد حلاً"، لأن هذه هي رسالة الفن الحقيقية، ففريق عمل المسلسل أشبه بكتيبة تحاول أن تقاتل من أجل تحسين وضع المرأة في المجتمع، وتصحيح مسار الأسرة، وإرسال رسالة أو تحذير للرجال بصورة خاصة.
كما أن إيمان واقتناع فريق العمل بالقضية التي يتناولها المسلسل، أسهم في ظهور أدوارهم بشكل متميز وراق، وظهرت حالة تعاطف من قبل الجمهور مع بعض الشخصيات داخل المشروع، وإحساسهم بالغضب تجاه البعض الآخر.

كيف وجدتِ التعاون مع المخرج محمد العدل؟

هناك علاقة احترام متبادلة مع محمد العدل كمخرج مبدع وصديق، فلقد قدمنا معاً منذ 3 سنوات مسلسل "حارة اليهود"، وتسبب هذا العمل في نقلة مهمة في حياتي، ومع مسلسل "فاتن أمل حربي" عرض علي الشخصية التي قدمتها بعد كتابة 3 حلقات فقط منه، وأنا لم أتردد لحظة بالموافقة لثقتي الشديدة به في الحقيقة، خاصة وأنه يقدمني للجمهور في قالب جديد لم أعتد عليه من قبل، إذ إني مؤمنة بالقضية التي يتناولها المسلسل، كما أن الشخصية مريحة إنسانياً، ويخرج من الجميع كامل طاقتهم الفنية بهدوء شديد، فأجواء البلاتوه كانت مليئة بالفكاهة، رغم أن غالبية المشاهد مُركبة وتتطلب تركيزاً كبيراً من الجميع.

ماذا عن تقديم عمل من تأليف إبراهيم عيسى؟

الحقيقة لقد وضع يده في أول عمل يكتبه للدراما التلفزيونية على مجموعة من المواضيع المهمة لتقديمها في عمل واحد، إذ لديه القدرة على تقديم القضايا بشكل واقعي، ويستعرضها بعيداً عن الدبلوماسية، فالمسلسل يمس المرأة بشكل أساسي والمجتمع ككل، ولا يكتفي بتسليط الضوء على المطلقات فحسب، بل يرصد المعاناة التي تواجهها المرأة بشكل عام في المجتمع، وتُسلب منها حريتها، والحقيقة أن الأعمال الدرامية التي تناقش مشكلات المرأة المصرية، لن نجدها بثقل كتّاب كبار مهمين، لأنه عندنا كتّاب كبار وثقال لكنهم يجلسون في المنزل، بالرغم من إنهم يشكلون وجدان المجتمع المصري وأخلاقياته، وبالطبع هناك شباب جيدون ولكنهم يكتبون من رؤيتهم وخبرتهم القليلة.

كيف ترين وضع إسمك على التتر؟

حفظ مكانتي ومشواري الفني، فالمسلسل قصته تدور حول الممثلين نيللي كريم وشريف سلامة وابنتيهما داخل العمل، فهم الخط الرئيسي، ومن المهم أن نشارك الأجيال المختلفة في الأعمال مثلما حدث معي قبل ذلك، فقد قدمني نجوم كبار وأعطوني فرصة، وبعد أن كانت أسماؤهم في الصدارة، شاركوني في أعمال وأصبحت أسماؤهم بعدي، ونيللي كريم نجمة كبيرة ولقد قدمت نجاحات عديدة، وعلى المستوى الشخصي أكن لها كل الحب.