بعد سنوات من الغياب، لم يقبل الممثل السوري غزوان الصفدي أن يعود عودة ساذجة أو مجانية، بل أراد أن يفطرنا على عودة قوية، اقتنص بها الأعمال الأكثر قرباً للناس هذا العام، وعاد من خلالها، فهو الممثل المبدع الذي استطاع أن يكسب محبة الجمهور بالكثير من الاجتهاد والإقناع.


لا يحتاج غزوان الصفدي إلى شكل جديد أو حيلة جديدة حتى يكسب الود، لقد بنى مملكته على مر سنوات، واستطاع أن ينجح، ويكون في خانة الحاضرين، رغم غيابه الطويل.


عاد إلينا غزوان الصفدي في "كسر عضم"، متمكناً من أدواته ومهاراته، فهو من أولئك الذين يحملون أبجديتهم كما هي، فـ وجه الفكاهة عنده واحد، ووجه الإجرام عنده واحد، لا زيادة ولا نقصان، بحسب المشهد المطلوب.
هذا الممثل الذي يرتدي شخصيته مهندماً بكل تفاصيلها ومكنوناتها، حتى ولو كانت الشخصية مهزوزة، فهو يتنبأ بمكنونات هذه الشخصية من خلال إحساسه، فيعيش الدور، وينغمس فيه إلى حد نقتنع فيه بأنه وُلد كذلك.
لم أشهد حالات سابقة أن تعلق الناس بالمجرم واللص، فالشخصية السلبية بالدراما دائماً مكروهة ومنبوذة من المشاهد، إلا أن غزوان الصفدي أتقن شخصية "بسام"، وقدمها بأسلوب طريف، جعلنا نتعلق بالمجرم.
وبرغم نجاحاته السابقة، إلا أن عودة غزوان الصفدي للدراما هذا العام من خلال مسلسل "كسر عضم" ومسلسل "مع وقف التنفيذ"، أنصفته أكثر، فقد عرف كيف يخطف قلوب المشاهدين، نافياً أن يكون الدور الكبير أو دور البطولة هما اللذان يصنعان منه شخصية حاضرة.
"كسر عضم"، عمل يشقّ الأنفاس، ومرآة لـ آلام السوريين، كل لحظة في هذا العمل لها قيمتها الخاصة، تفتح الوجدان على خيالات ومشاعر لا تنتهي، دراما مؤلفة من 30 حلقة، كتبها علي معين صالح من عمق القلب، وأخرجتها رشا شربتجي بلمساتها الغنية عن التعريف.