مشوار طويل من الأعمال المنوعة ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، جسدت في كل منها أدواراً مختلفة، وهي لا تهمها مساحة الدور، إذ إنها شاركت في عدد كبير من الأعمال كضيفة شرف، مؤكدة في حوارها مع موقع "الفن"، أنها لا تستاء من ذلك، وتعتمد على تأثير الدور في أحداث العمل التمثيلي، والدليل على ذلك، ظهورها في شهر رمضان الحالي كضيفة شرف في مسلسل "بابلو".
إنها الممثلة سوسن بدر، التي حصلت مؤخراً على العديد من الجوائز والتكريمات، ومن بينها حصولها على جائزة "إنجاز العمر" من مهرجان أسوان لأفلام سينما المرأة، وتكريمها في إحتفالية عيد الأم، وتكريم الأم المثالية، من أمهات الطلاب ذوي الهمم والعاملات في كلية الآداب بجامعة عين شمس.

كل عام تطلين على محبيكِ بالعديد من الشخصيات المميزة، ولكن هذا العام اقتصر الموضوع على ظهور خاص لك في مسلسل "بابلو".

قررت الحصول على بعض الراحة هذا العام، ولكن الدور في مسلسل "بابلو" لطيف جداً، ولا يمكن أن يطلق عليه دور، فهو بمثابة ظهور خاص ضمن أحداث العمل، وما جذبني للشخصية هو أنها مكثفة جداً من خلال المشاهد القليلة التي أقدمها ضمن أحداث العمل، والتي أظهر فيها مع الممثل حسن الرداد، وأنا أشعر بالسعادة عندما نعمل معاً.

وما هي تركيبة الشخصية؟ وكيف حضّرتِ لها؟

الشخصية مشاهدها معدودة وبسيطة جداً، فلن أتمكن من شرح ما هي تركيبتها، حتى لا أقوم بحرق تفاصيلها، ولكن كل ما يمكن أن يقال، إن هذه الشخصية هي المحرك الأساسي لأحداث المسلسل، ما أعتبره شطارة من المؤلف الأستاذ حسان الدهشان، والمخرج الأستاذ محمد عبد الرحمن حماقي، أما بالنسبة لتحضير الشخصية، فيكون بنفس الطريقة لأي عمل، سواء كنت ضيفة شرف أو في دور كامل، حيث يتم تحضير الشخصية بتفاصيلها، وطريقة كلامها وملابسها وشكلها، فكل ممثل لا بد وأن يقوم بالتحضير بشكل جيد لظهوره على الشاشة.

ما رأيكِ في فكرة الظهور كضيفة شرف أو في ظهور خاص في بعض الأعمال؟

وجودي في أي عمل كضيفة شرف لا يشكّل مشكلة بالنسبة لي، ولا أشعر بسببه بالخجل، ولكن يكون لي شرط في قبول هذا الدور، وهو أن يكون مؤثراً في الأحداث وليس هامشياً، فأدوار الممثلين الذين هم في عمري، لا تتوافر في السينما في الوقت الحالي، فبعد 25 عاماً من العمل في السينما والدراما والمسرح، لا أجد أدواراً تناسبني، بالرغم من وجود العديد من المشاكل والقضايا التي يمكن تقديمها، ولكنها تحتاج إلى شجاعة من المنتجين والمخرجين لتنفيذ هذه النوعية من الأدوار.

هل غيابك عن الدراما هو بسبب عودتك إلى المسرح في مسرحية "رحلة المداحين"؟

المسرح عشقي، وأنا سعيدة بالعودة إليه بعد 7 سنوات، منذ مسرحية "المحروسة والمحروس" لمحمد أبو العلا السلاموني، إخراج شادي سرور، ولكن هذه المرة، سيكون التعاون مع السيناريست عبد الرحيم كمال والمخرج محمد الخولي، من خلال مسرحية "رحلة المداحين" التي تعرض خلال شهر رمضان الحالي، تحت إشراف إيهاب فهمي، الذي سخر كل إمكانات المسرح للعرض، منها توفير ساعات البروفات، ليكون عرضاً موفقاً، ويشاركني في بطولة المسرحية مجموعة من نجوم المسرح القومي وفرقة إنشاد ديني.

وكيف وجدتِ تكريمكِ من مهرجان أسوان السينمائي، خصوصاً وأنه عن مجمل أعمالك؟

شعرت بالفخر الشديد والسعادة، كما أن هذا التكريم له طعم خاص، لأنه من مهرجان متخصص في سينما المرأة وقضاياها، وأتمنى الاستمرار لهذا المهرجان في تقديم الأفلام من جميع دول العالم، سواء في مجال إبداع المرأة أو عن قضاياها المختلفة، وذلك لأهميته على الساحة المصرية والعربية، فوجود مهرجان يهتم بالمرأة وقضاياها له أهمية كبيرة، خصوصاً وأن هناك العديد من القضايا الخاصة بنا، والتي نحتاج إلى الوقوف عندها، والتفكير فيها ومعالجتها، منها مشكلات ختان الإناث وعدم المساواة في العمل، والعنف ضد السيدات، فمعالجة هذه القضايا بشكل موضوعي، يساعد في تغيير نظرة المجتمع والقانون تجاه النساء.
ولكن أكثر ما أسعدني في هذا التكريم، هو تكريمي مع الأستاذة إنعام محمد علي، فهي أول من ساعدني في الفن وآمنتت بموهبتي، وكانت السبب في وجودي على الساحة الفنية.

تم تكريمك مؤخراً أيضاً في مهرجان "الجودة والتميز" وفي مهرجان "قمة مصر للأفضل"، وكذلك في كلية الآداب.

سعدت بتلك التكريمات، فكل منها له مكانة في قلبي، كما أن التكريم يعني كثيراً بالنسبة لأي فنان، ويدفعه للتقدم دائماً، ويعطيه طاقة إيجابية تجعله يشعر بقيمة ما يقدمه، كما أنني لمست الحب من جميع الذين كانوا حاضرين في كل هذه التكريمات، فالتميز والجودة كان التكريم عن مسلسل "أبو العروسة" وكان له معني جميل بالنسبة لي وقد استقبلنا د. مرسال ابراهيم رئيس المؤتمر بكل ترحاب هو والحضور، وكانت سعادتي اكبر لتكريمي مع سيد رجب، فهو تكريم عن عمل قريب إلي قلبي، وأيضا التكريمات الأخري كل منها له طعمه وحلاوته، ولذلك سعدت بها جميعاً.

مع ذكر مسلسل "أبو العروسة"، كيف ترين نجاح هذا العمل بالرغم من تقديم الجزء الثالث، وتفاعل الجمهور معه؟

السبب في نجاحه هو بساطته، وأنه شبه كل المصريين، ويناقش قضايا قريبة من همومهم اليومية، ولذلك كان من المهم جداً تقديم هذا العمل في هذه الفترة، لأنه أعاد إلى الأذهان الطبقة الوسطى، والتي اختفت من الأعمال الفنية خلال الفترة الماضية، حيث كانت تناقش قضايا الطبقة الارستقراطية والطبقة الفقيرة وما دونهما. كما أن أهم ما يميز هذا المسلسل، هو عدم ارتباطه بفترة زمنية معينة، وإنما من الممكن أن يعيش لسنوات طويلة مع الناس، لأن أحداثه عبارة عن يوميات أسرة مصرية مُحبة لمن حولها، ما جعل المشاهدين يبادلونها نفس مشاعر الحب على الشاشة. منذ تحضيرات الجزء الثاني من المسلسل، ونحن نعلم كصناع العمل أن له جزءاً ثالثاً، مؤلفاً من 45 حلقة، ولكن أكثر ما لامسني بشكل كبير وحقيقي، كان قضية المعاشات، لأنها قضية شائكة للغاية، ومهمة، ويعاني منها العديد من فئات المجتمع.

كيف كان التعاون مع الممثل سيد رجب في الأجزاء الثلاثة من "أبو العروسة"، خصوصاً وأن هناك كيمياء تجمعكما على الشاشة أحبها الجمهور؟

سيد بالنسبة لي ليس مجرد زميل في العمل، هو من أجمل الناس الذين عملت معهم، وذلك بسبب طيبة قلبه، وهو محترم وملتزم، ويعلم حدود عمله، وكزميل وصديق وإنسان، أفرح كثيراً بالكواليس معه في العمل، ولقد كنت سعيدة للغاية، بعودتي إلى موقع تصوير هذا العمل للمرة الثالثة، لأنني أعتبر عائلتي فيه بمثابة عائلتي في حياتي الشخصية.

في الختام، ماذا عن جديدك بعد عيد الفطر؟

هناك العديد من المسلسلات، من بينها مسلسل "الجمعية"، من تأليف محمد سمير مبروك، وإخراج محمد النقلي، وأنا في انتظار عرض فيلم "في القلب"، مع خالد سليم ونسرين طافش وهالة فاخر.