الجميلة روبين عيسى، ممثلة سورية سحرت متابعيها بكل دور جسدته، وبكل شخصية أخذتنا من خلالها إلى عالم التميز، وفي كل عام تضع سطراً جديداً في مسيرتها الفنية المبدعة، بعدة أعمال تطل من خلالها على محبيها، خصوصاً في شهر رمضان هذا العام، إذا إنها تشارك في ثلاثة مسلسلات هي "جوقة عزيزة"، الجزء الخامس عشر من "بقعة ضوء" والجزء الثاني من "بروكار".
وكان لموقع "الفن" حوار خاص مع الممثلة روبين عيسى لمعرفة كواليس أعمالها التي تعرض حالياً، وآرائها حول العديد من المواضيع.

كيف ترين وضع بلدك سوريا الآن؟

توجد صعوبات بشكل عام على الكثير من الأصعدة وليس في سورية فقط، لكن دائماً نقول إن القادم أفضل، ونأمل الخير في المستقبل، وأنا شخصياً أتمنى الخير للجميع، وأدعوهم ليكونوا متفائلين من أجل تستمر الحياة بشكل أفضل.

تشاركين في مسلسل "جوقة عزيزة" بشخصية "انشراح"، أخبرينا أكثر عن دورك؟

شخصيتي "انشراح" بدأت بالظهور مع نهاية الحلقة الثانية، ليس لها علاقة ببنات الجوقة أو المرقص، هي شخصية مختلفة لها خط درامي خاص، تبدأ بشيء معين، ويوجد لها مفاجأة غير متوقعة في نهاية العمل، وأنا أحب هذه الشخصية لأنها مميزة، وأتمنى أن تحدث وقعاً وتكون مؤثرة.

وماذا عن "بقعة ضوء"؟

مشاركتي في "بقعة ضوء" هي عبارة عن خمس لوحات، توجد بعض الانطباعات الأولية من الناس، لكني لم أسمع بعد رد فعل واضح عن العمل، إلا أنني أتخيل أن الناس يحبون متابعة "بقعة ضوء" لأنه وجبة خفيفة مهضومة. أود أن أنظّم وقتي من أجل أن أشاهد الأعمال التي شاركت بها، أو حتى الأعمال الأخرى.

ما هي الشخصية التاريخية التي ترغبين في تجسيدها؟

تستهويني الأعمال التاريخية، وأحبها، وأستمتع كثيراً عندما أعمل بها، وكانت لدي عدة تجارب، من ضمنها شخصية زبيدة، زوجة هارون الرشيد، أيضاً أم المهلب أبي صفرة، وتوجد عدة شخصيات تاريخية أتمنى تجسيدها، لأنها معروفة ومغرية لأي ممثلة، منها زنوبيا والخنساء.

أنتِ اليوم نجمة تلفزيون وسينما ومسرح، هل ترين أنك أخذتِ نصيبك الكافي من الشهرة؟

الشغف في هذه المهنة أثناء عملي بالسينما أو التلفزيون أو المسرح هو المعيار، وشعوري به يجعلني أشعر أني بخير، وأتمنى أن أحافظ على هذا الشغف .. مفهوم الشهرة مرتبط بالانتشار على مستوى الوطن العربي، وبموضوع تسويق أعمالنا على القنوات الأخرى وليس فقط القنوات المحلية، لكن الآن يبدو أن هذه الفكرة كسرت من خلال المنصات التي أتاحت للأعمال الوصول إلى المشاهد العربي بشكل أوسع، وبالطبع الممثل يصل غالباً إلى الانتشار من خلال الأعمال العربية المشتركة المشاهدة بشكل كبير في أرجاء الوطن العربي، وأنا كانت لدي مشاركة في بعض الأعمال المشتركة، ولكن مسلسل "باب الحارة" وهو عمل غير مشترك، وهو العمل الأول الذي ساعدني على الانتشار.

ما هي الوسيلة المناسبة برأيك كي يصل الفنان إلى الجمهور اليوم؟ وما هي الوسيلة التي يصل بها لكنكِ تكرهينها؟

الوسيلة المناسبة كي يصل الفنان إلى قلب الجمهور، وكي يحبه ويرسخ بذاكرته، هي أعماله وأدواره وانتقاؤه الدقيق لها، حسب الفرص التي تقدم له، والآن أصبحت الميديا وسيلة سهلة للوصول إلى الجمهور، وهي أمر إيجابي بالطبع، لأن الفنان يستطيع التقرب بشكل مباشر من المتابعين، عن طريق البث المباشر، بالإضافة إلى عرض أعماله، والتسويق لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لكني أرى أن الوسيلة المناسبة والصحيحة بالنهاية هي انتقاؤه لأعماله.
وأنا لا أكره أي طريقة أو وسيلة للوصول إلى الجمهور، وأعتبر أنني لست نشيطة بما فيه الكفاية على السوشيال ميديا، ويجب أن أكون فعالة أكثر.

ما هي الآلية المتبعة لدى روبين عيسى كي تطور نفسها باستمرار؟

بالبداية أرى أن الممثل بشكل عام يجب أن يحرص على التواجد بعمل مسرحي ضمن فترات زمنية متقاربة، لأن العمل بالتلفزيون يسرقنا من المسرح، وخلال العمل بالسينما والتلفزيون، لا يستخدم الممثلون سوى ربع أدواتهم، لكن المسرح، هذا الفضاء الواسع، يتطلب منك استخدام أدواتك بالكامل، سواء كجسد أو كصوت بشكل واضح، وهذا بالطبع يجعل المسرح أفضل وسيلة كي ينشط الممثل أدواته وصوته ويطورها، وأنا أحاول دائماً أن أتواجد في أعمال مسرحية، ولو كانت الفترة بين العرض والآخر بعيدة قليلاً، طبعاً بحسب العروض التي تقدم لي.

ما رأيك في تحول القضايا الاجتماعية إلى قضايا رأي عام على السوشيال ميديا؟

كل القضايا تتحول إلى قضايا رأي عام بمجرد طرحها على السوشيال ميديا، أي حدث أو قضية سواء كانا مهمين أو لا، تساهم السوشيال ميديا في انتشارهما بشكل كبير وعلى نطاق واسع، وبالطبع لهذا الأمر وجهان، وجه إيجابي من خلال انتشار القضية وتأثير الرأي العام اللذين يسلطان الضوء على العديد من المشاكل والأخطاء، أو حتى الكوارث، بالبداية من الممكن أن الناس لم يسمعوا بها، لكن الآن أصبحوا يعطون آراء مؤثرة وتكون النتيجة صحية، وأحياناً يكون الوجه سلبياً في ما يخص المواضيع التي تتفرع إلى التنمر، وأشياء سيئة، وقضايا غير مهمة تأخذ حجماً أكبر من حجمها.

هل ترين أن الرد على التعليقات السلبية أمر صحي للفنان؟

أي شخص سواء كان فناناً أو لا، فهو يتأثر بالطبع بالتعليقات السلبية، لأنه لا يوجد أي شخص يحب أن يرى تعليقاً سلبياً أو جارحاً يخصه، والتعليقات السلبية أو التنمر هي نتيجة التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بسبب إتاحة هذه المواقع لأي شخص أن يتطاول عليك، وأن يعطي لنفسه الحق في أن يسيء لك، أو أن يجرحك، لكني لا أرد على التعليقات، لأن هذا الأمر هو موضوع منتشر، لا يمكن إيقافه، أو الرد على الجميع، أو حتى ضبطه.

إلى كم عملية تجميل خضعتِ حتى الآن، وهل تفكرين في اجراء المزيد منها في المستقبل؟

خضعت لعملية تجميل لأنفي عندما كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية بالسنة الثالثة فقط لا غير، وفي الوقت الراهن، لا أفكر بعمليات التجميل، لكني لا أعلم إن كنت سأحتاج إليها في المستقبل البعيد، أنا لست ضد عمليات التجميل، وخصوصاً اذا كان لدى الشخص مشكلة تزعجه ويريد التحسين، فلا بأس بذلك، لكن أنا ضد أن نصبح جميعنا نشبه بعضنا البعض، وكفنانين يجب أن لا نغير في هوية وجهنا التي تعتبر خصوصيتنا، والتغيير فيها هو أمر غير صحيح.