هي فنانة من الجيل الذهبي للأغنية، نالت الميدالية الذهبية عن فئة الأغنية الشعبية العربية في استوديو الفن عام 1993، وانطلقت بعدها نحو الشهرة.. أصدرت العديد من الألبومات مع شركات إنتاج مختلفة، وهي على الترتيب: "على كل بهواك، أصعب قرار، شيناناي، لا مستحيل تنساني، عليك عيني، حتفضل في قلبي عام 2006"، واشتهرت بأغنيات لا زالت تبث في الإذاعات ويرددها محبوها، ثم أصدرت أغنيات منفردة، وأنشودة دينية، وأطلقت أغنية وطنية إبان كارثة إنفجار المرفأ.. وها هي تعود إلى محبيها بعد غياب لظروف خاصة، بأغنية من كتابتها وتلحينها بعنوان "إنت عود"، التي حصدت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وتتحضر لأعمال جديدة.
مع الفنانة المتألقة جوانا ملاح، كان لنا من موقع "الفن" هذا الحوار للإضاءة على عدد كبير من التساؤلات التي تهم الجمهور.

ما رأيك ببرامج المواهب التي عرضت بعد "استوديو الفن" مثل "أراب أيدول" و"ستار أكاديمي" و"ذا فويس"، وهل يمكنها أن تصنع نجوماً؟

هذه البرامج نعرف كلنا أن لديها إنتاجات ضخمة، ودائماً في أي وقت وعصر ممكن أن يخرق فنان بموهبته ويصبح نجماً، خصوصاً إذا كان محاطاً، أو عرف كيف "يشتغل"، بالنسبة لي "استوديو الفن" حالة خاصة بتركيبته وبالخبرة العظيمة التي كان يمتلكها المخرج الراحل سيمون أسمر، وكان معروفاً أن أغلب النجوم على الساحة الفنية منذ السبعينيات هو من أطلقهم في سماء الفن.

غبت لـ12 عاماً عن الأغنية الرومانسية، ما هو السبب الحقيقي لابتعادك وهل كان بسبب الزواج؟

أنا لم أبتعد عن الفن بسبب الزواج والعائلة والأولاد، وأعلنتها أكثر من مرة، وقلت إنه كانت لدي أسبابي الخاصة والشخصية، وأنا لم أتزوج في الأساس، وكان الموضوع مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة.

هل درست التلحين في المعهد الموسيقي أم أنها موهبة لديك؟

إلتحقت بالكونسرفاتوار لأمرّن صوتي، والبدايات كانت مع آلة موسيقية وهي العود من أجل الـ "تمبو"، وكنت أتعلم "صولفيج" و"فوكاليز" والغناء الشرقي، أما بالنسبة للتلحين فقد درسته واكتشفت بالصدفة وبالإحساس أنني أستطيع أن ألحن لنفسي، وبدأت بأغنية "أنا عربية" وأكملت في أغنيتي الأخيرة "إنت عود".

توفي والدك وكنت في عمر الست سنوات.. كم أثر غياب الأب في حياتك على نشأتك، وممن ورثت صوتك الجميل؟ وما طبيعة العلاقة التي كانت تربط والدك بالموسيقار الراحل بليغ حمدي؟

الأب خسارة كبيرة لأي طفل، وأنا مثل أي طفل حرم من والده في سن مبكرة، وهذه الخسارة تبقى محفورة فيّ، لكن الحمد لله والدتي امرأة وأم عظيمة وهي عوّضت هذا الغياب، وورثت من والدي الصوت الجميل، وكانوا يشبهون صوت والدي لصوت الفنان الكبير وديع الصافي، وكان والدي صديقاً لعدد كبير من الفنانين والعمالقة أمثال بليغ حمدي وفهد بلان وميادة الحناوي ووليد توفيق، لذا لم تكن علاقة والدي بالموسيقار حمدي علاقة عمل بل كانت محصورة فقط بالصداقة.

عودتك بعد كل هذه السنوات بأغنية عاطفية هي "إنت عود" تثبِّت أقدامك في الساحة الفنية برغم العدد الكبير من الفنانين والمنافسة؟

أملك مكانتي فنياً فمن أول ظهور لي سرت على الطريق الصحيح وكنت من المحظوظين لمحبة وإحاطة الناس واحتضانهم لي والذي اكتشفته حالياً، والمنافسة لم أتوقف عندها أبداً، وما ينافسني هو أعمال، ولدي تحدٍّ دائم، وأية أغنية أعمل عليها أقوم بمقارنات مع ما قدمته وما سأقدمه في المستقبل وهذا ما يشغلني، لذا محيطي دائماً قلق وهناك حسابات كثيرة ودقيقة كي أقدم عملاً مدروساً ويعتمد كله على الإحساس ليس أكثر.

هل عُرِضت عليك أعمال تمثيلية، أو يمكن أن تخوضي غمار التمثيل يوماً ما؟

بالطبع عرض عليّ أن أخوض هذه التجربة، وحتى أن أقدم برنامجاً فنياً، ولكني لا أشعر أنني أستطيع أن أدخل هذين المجالين.

عودتك إلى الساحة الفنية ستكون مكثفة، أم ستختارين أن تتأنّي في تقديم أعمال جديدة؟

بالنسبة لي تكثيف أعمالي الفنية لمجرد التواجد ليست في قاموسي فنياً، وأحب أن أقدم عملاً كاملاً متكاملاً، وأرشيفي إلى الآن ما زال "حياً"، وأتطلع دائماً إلى أن ينجح العمل بكل المقاييس ويستمر.

أي ملحن تفضلين التعامل معه؟ هل يمكن أن تغني بلهجات أخرى غير المصرية واللبنانية، مثلاً المغربية والخليجية؟

أشعر بأن أي ملحن ممكن أن يضيف أي شيء بمسيرتي وأنا دائماً حاضرة لأتعامل معه، وبالنسبة للهجات بالطبع أستطيع أن أقدم ألواناً غير المصري واللبناني ولكن يجب أن أعمل على اللهجة كي أؤديها بشكل صحيح، والأغنية الخليجية ينطبق عليها الأمر نفسه والمهم هو الإتقان.

هل تتابعين مسلسلات؟

أتابع أي عمل متقن وجيد ويحمل قصة، ويتابع مشاكلنا الإجتماعية والإنسانية وحتى العاطفية، إن كان في لبنان أو في مصر أو سوريا أو العالم العربي، كلهم يبذلون مجهوداً ليقدموا للمشاهد أفضل ما عندهم وأقول لهم "يعطيكن ألف عافية"، وأتقدم بالمعايدة للأمة الإسلامية وعلينا جميعنا بالخير والسلام وراحة البال لمناسبة اقتراب حلول رمضان المبارك.

أي ممثلة تتأثرين بها وتحبين أن تتابعي أعمالها، وأي فنانة تحبين أن تستمعي لأغنياتها؟

الساحة اللبنانية غنية بالفنانات المخضرمات وكلهن نجمات ولديهن بصمة، وأنا لست في وارد أن أوضع بمقارنة مع أحد، وهناك العديد من الفنانات تربطني بهن صداقة.
لدي حالة من العشق للفنانين أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وشادية، فلقد نشأت على أصوات هؤلاء العمالقة في الفن، لذلك أنا ضعيفة أمامهم لأنني عشت مع موسيقاهم منذ أن كنت طفلة، ورحم الله الذين توفوا منهم وأطال الله بعمر الباقين.

عرفنا أنك تحضّرين لكتاب وهي تجربة مختلفة عن الفن والغناء، أخبرينا قليلاً عن محتواه، وكيف قررتِ أن تباشري بالكتابة؟

كنت بدأت في الكتابة منذ سن الثالثة عشرة إن كانت خواطر أو شعراً، لكن موضوع الكتاب بدأ معي منذ الثورات العربية أو الربيع العربي في عام 2017 وهي لا زالت تتبلور، فأكتب قليلاً وأتوقف ثم ألجأ للغناء، ولم أنهه بعد، وباختصار يتحدث الكتاب عن الحياة لكن بطريقة مختصرة ويشبه نظرتي إلى العديد من الأمور التي أراها، ومن خلال خبرتي المتواضعة كأي إنسان يمر بتجارب في الحياة وسأشاركها مع الناس عبر هذا الكتاب.

ما هي الكلمة التي توجهينها لمحبيكِ ولقراء موقع "الفن"؟

لموقع "الفن" ولجمهوري كل الحب، وأتمنى أن نظل متفائلين ويداً واحدة ويجمعنا لبنان، حالياً ليس لدي سوى صلاة على نية أن يعود لبنان أجمل مما كان بناسه وشعبه الذي يُدَرّس بكل ما يعانيه، أحبكم كثيراً، وحبي لكم ليس له حدود، وشكراً جزيلاً.