ليس جديداً أن يكون النجاح حليفاً استراتيجياً لنجمة إن أمسكت بالتراب، حوّلته إلى ذهب بصوتها وموهبتها. إنها نانسي عجرم، صاحبة الباع الطويل في مجال الإبداع والتقدم المتواصل الذي لا يعرف كللاً أو مللاً على الاطلاق.

الموضوع هذه المرة هو الكليب المصور لأغنيتها "ما تعتذر"، والذي شكل صدمة إيجابية في لبنان والدول العربية، ترجمته مواقع التواصل الاجتماعي بنهر كبير من الثناء والإبهار من النتيجة المفاجئة للغاية.

أراد مخرج الكليب سمير سرياني وبعينه الثاقبة، الإضاءة على القدرات التمثيلية لنانسي، التي سبق وفجرتها في أكثر من عمل، ورشحتها بحكم الكثير من النقاد، إلى أن تكون نجمة دراما في لبنان والعالم العربي.

في هذا العمل، مساحة التمثيل لنانسي أكبر بكثير من كل الأعمال التي سبق وقدمتها، فقد جسدت دور الأم المناضلة، التي تتحمل تعاطي زوجها للممنوعات، وتخلق حواراً عميقاً مع ابنها لتجنبه الآثار السلبية للوالد المدمن.

نانسي أتقنت بسلاسة لعب الدور من دون مبالغة أو تكلف أو تصنع، متحكمة بلغة جسدها، وملامح وجهها المعبر، والذي يروي حكاية أم منهكة من معاملة الزوج وإفراطه في إستعمال القوة مع عائلته، وزوجته على وجه الخصوص.

نانسي المبدعة في هذا العمل، تضع إصبعاً على جرح إجتماعي ينزف منذ زمن، وهو العنف الأسري، والذي وعلى الرغم من كل حملات التوعية، ما زال منتشراً على نطاق واسع في مجتمعنا اللبناني والمجتمعات العربية.

توليفة هذا الكليب عنوانها الإبداع، بدءاً من أداء نانسي المتفوق والمبهر، مروراً بالقصة، وصولاً إلى الإخراج. هذه الخلطة أثرت في الرأي العام اللبناني، والعربي على وجه العموم، حيث إنهالت التعليقات المشيدة والمثنية على دور وحضور نانسي النابض بالتجديد، وبعنصر المفاجأة على الدوام.

بهذا العمل، أتثبت الفنانة نانسي عجرم أنها الرقم الصعب على مر السنوات، بعدما عاهدت النجاح حليفاً دائماً، والتجدد مناصراً متواصلاً لكل الأعمال التي تطرحها.

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى أن الأغنية من كلمات وألحان نبيل خوري، وتوزيع موسيقي باسم رزق، وقد شارك نانسي في بطولة الكليب الممثل رودني الحداد.