أبدع في عمله من خلال تعاونه مع فنانين لبنانيين وعرب، يقدمون ألواناً غنائية مميزة. عمر صباغ، موزع موسيقي لبناني، يحب كل جديد، ولا يخاف من التحدي.
نجاحاته العديدة توجتها عدة جوائز حصل عليها في لبنان والعالم العربي.
موقع "الفن" إلتقى الموزع الموسيقي عمر صباغ، بعد خوضه أول تجربة موسيقى تصويرية في مسلسل "شتي يا بيروت"، وكان لنا معه هذا الحوار الشيّق.

ما الفرق بين التوزيع الموسيقي في الثمانينيات والتسعينيات، والتوزيع الموسيقي اليوم؟

الإختلاف كبير بين التوزيع الموسيقي في السابق والتوزيع الموسيقي اليوم، وبالطبع سيكون هناك اختلاف في السنوات المقبلة، فعالم الموسيقى واسع، ودائماً ما نبحث عن الجديد لتقديمه للجمهور.
قد يكون ذلك في المزج بين الآلات، والتطوير بالأفكار الموسيقية، بحسب موضوع كل أغنية، يمكننا القول إن التغيرات في مجال التوزيع الموسيقي تلحق بالتغيرات والتقدم الذي يشهده العالم على مختلف الأصعدة والمجالات، ومجالنا تحديداً هو مساحة للإبتكار الدائم، والتنويع والتغيير.

أي من الفنانين أحببت التعاون معه أكثر من غيره ولماذا؟

كل الأغنيات التي توليت توزيعها موسيقياً أحببتها، وكانت محطة مهمة بالنسبة لي، لأكون صريحاً معك، لا أنظر إلى الأغنية على أساس من سيغنيها، بقدر ما أتطلع في كل مرّة إلى تقديم عمل مختلف، يتماشى مع موضوع الأغنية، والـMood الذي يليق بها.

تعاونت خلال مسيرتك مع أسماء فنية كثيرة، بينهم وائل كفوري، فارس كرم، آدم، ناصيف زيتون وسيف نبيل، ماذا أضافت لك هذه الأسماء وماذا أضفت أنت لها؟

لا شكّ أن التعاون مع هذه الأسماء وغيرها أيضاً من الفنانين شكّل إضافة مشتركة لي ولهم، تماماً كما يكون النجاح مشتركاً للجميع. أسعى دائماً لتقديم ما يليق بشخصية الفنان، وبالأغنية التي نعمل عليها معاً، والإختلاف بين شخصيات الفنانين والألوان الموسيقية التي يقدمونها، يسمحان لي بتقديم أفكار موسيقية لها آفاق جديدة.

ما هي مشاريعك في الفترة المقبلة؟

لدينا العديد من الأغنيات التي نعمل عليها مع الفنانين الذين ذكرتهم، وفنانين غيرهم أيضاً، فالفترة المقبلة ستشهد إصدارات مميزة أيضاً مع الفنانين أصالة ورامي عياش وأنغام.

كم تصعب مهمة الموزع الموسيقي في إبراز اللحن، خصوصاً عندما يكون إسم الملحن كبيرًا؟

كل العناصر مجتمعة مهمة في صناعة الأغنية وصعبة، فالكلام يحتاج إلى اللحن ليُغنى، واللحن لن يَظهَر إلا عندما يكون مصحوباً بالتوزيع الموسيقي. السر يكمن في التوليفة الجميلة التي تمكّن كل عنصر من إبراز الآخر بشكل جميل، فتنتج عنها الأغنية الجميلة.

ماذا أضاف لك عملك في الموسيقى التصويرية لمسلسل "شتي يا بيروت"؟

هذه التجربة كانت مختلفة تماماً عن كل ما قدّمته في التوزيع الموسيقي للأغنيات، أستطيع القول إنها تجربة جديدة، خصوصاً أنها كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها مسلسلاً وأترجم الإحساس الذي يصلني من الممثلين، والحوار إلى موسيقى.
العمل على مسلسل يحتاج إلى مجهود كبير، ويستنفذ الكثير من الإحساس والطاقة، حتى يستطيع المؤلف الموسيقي أن يغوص في أعماق الشخصيات، ويترجم مشاعرها، والمواقف التي تواجهها إلى موسيقى. الهدف أن يصل إحساس هذه الشخصيات إلى المشاهد، حتى لو لم يكن يتابع الحوار، فليس من السهل أن تغوص في عمق كل شخصية، وتحوّل إنفعالاتها إلى موسيقى.

كيف تؤثر الجوائز في مسيرة الفنان، كونك فزت بأربع جوائز حتى الآن؟

الجوائز التي يكون مصدرها الجمهور، وهو المتلقي الأساسي للأغنيات التي نقدّمها، تكون الأهم، فالنجاح يأتي من الجمهور، والجوائز ليست إلا حافزاً للاستمرار، وتقديم الأفضل دائماً. الحمد لله استطعنا على مدار السنوات الماضية أن نقدّم أغنيات لاقت أصداءً طيبة عند الجمهور، فاختارها لتكون المفضلة لديه، وبالتالي ما إختاره الجمهور كان مصدر الجوائز والتكريمات التي حصلنا عليها.

من ينافسك على الساحة اللبنانية والعربية؟

جوابي ليس ديبلوماسياً، ولكن فعلاً أنا غداً منافس لنفسي اليوم، كما أنا اليوم منافس لنفسي أمس، بالنسبة لي مفتاح النجاح هو منافسة كل شخص مع نفسه، وهي المنافسة الأقوى، والتي تثمر أفضل النتائج.

بعد تعاونك مع كبار النجوم، نلاحظ أنك لا ترفض التعاون مع مواهب جديدة، هل ذلك لأسباب مادية؟

أنا لا أدخل في لعبة الأسماء والتصنيفات، "نحنا عم نشتغل فن"، والفن عالم مفتوح لكل من يملك موهبة، الأساس هو الأغنية، بعيداً عن أي أهداف أخرى، لذلك لا أتطلع في عملي إلا إلى الناحية الإبداعية للعمل، الإبداع لا يعرف حسابات ومحسوبيات.