تراها في حركة ناشطة من دون أي ملل، فهي تسعى باستمرار إلى تقديم الأفضل والمميز. مهمومة دوماً بقضايا مجتمعها ومهنتها، وهو ما تترجمه في أعمالها التي تركز فيها على دور المرأة في المجتمع.
"معالي ماما" هو أحدث أفلامها، وذلك بعد غيابها عن السينما لفترة طويلة، وذلك لأنها تبحث دائماً عن النص الذي يناسبها، خصوصاً أنها وجدت أن السينما المصرية تعاني من قلة الأدوار النسائية المميزة بشكل عام، والتي تناسب مرحلتها العمرية بشكل خاص.
إنها الفنانة بشرى، التي أعلنت في مقابلتها هذه مع موقع "الفن"، دعمها لفيلمها "معالي ماما"، سواء بتخليها عن نصف أجرها، أو برسالة الفيلم حول لم شمل الأسرة، وبالتأكيد على دور المرأة الأم والعاملة والمعيلة لأسرتها.

"معالي ماما" فيلم يتناول الأم العاملة، التي تواجه العديد من المشاكل في تربية أبنائها، وهناك الكثير من النجمات اللواتي يهربن من تجسيد دور الأم، ما الذي حمسك لقبول الدور؟

أنا لا أخاف من دور الأم، فأنا أجسد أحياناً شخصيات أكبر من عمري بـ 10 سنوات، وأقدم دور أم لأولاد تكون أعمارهم أحياناً ثلاثة أضعاف أعمار أبنائي، وتجسيد هذا الدور يدل على ثقة في النفس وفي موهبتي، وهذا لا يعني أني لن أجسد دوراً لسيدة غير متزوجة، ولكن المهم هو أن تتم كتابة أدوار نسائية مميزة، وهذه مشكلة كبيرة في النصوص، وفي المواضيع التي نقدمها للسينما، فمعظم الأدوار المكتوبة لا تناسب شرائح عمرية مختلفة للممثلات الموجودات على الساحة، فنضطر إلى أن نجسد شخصيات أكبر أو أصغر من أعمارنا الحقيقية، ولذلك يكون دور الممثل أن يتنوّع ويتلوّن ويختلف لناحية الشكل والموضوع.
وما حمسني للمشاركة في العمل، هو أن الفيلم عائلي، يصلح لكل أفراد الأسرة، ويمكن الذهاب إلى السينما ومشاهدة الفيلم في الإجازة مع العائلة كلها، فهو ليس مرتبطاً بشريحة عمرية معينة، وموجه للجمهور العام، ولقد قمت بدوري، ودعمت العمل من خلال تقاضيّ عنه نصف أجري، فهذه تجربة مهمة.

حدثينا عن دورك كأم في الفيلم، وكيف كانت التحضيرات له؟

لأن أولادي في الفيلم كبار في السن بعض الشيء، كان لا بد من أن أقوم بتكبير شكلي، من مكياج وتسريحة شعر وملابس، بالإضافة إلى طبيعة الشخصية كإمرأة عاملة في منصب مهم، إذ يجب أن تكون ملتزمة بشكلها اللائق بطبيعة العمل، بالإضافة إلى كونها مرشحة لمنصب هام، فكان من المهم أن أركز على شكل الشخصية وتفاصيلها، حتى أقنع المشاهدين، وهو ما نلجأ إليه كممثلات.

كيف كانت كواليس العمل؟

كانت جميلة جداً، المخرج والمنتج أحمد نور هو إنسان رائع جداً، وقائد يحب أن يجمع الناس، لأنه شخصية أسرية جداً، ما ينعكس على فريق العمل كله، خصوصاً الأطفال، فإنهم يضفون بهجة وبراءة على موقع التصوير بسبب حيويتهم، وأحمد نور معتاد على وجود الأطفال في الأعمال التمثيلية، لأنه قدم من قبل مسلسل "يوميات زوجة مفروسة".
كانت تجربة ممتعة في الكواليس، فلقد سعدت بالتعامل مع الأطفال، خصوصاً أنهم محترفون ويحترمون ساعات العمل الطويلة، وتحية لأمهاتهم اللواتي حضرن إلى أماكن التصوير، وجلسن طوال ساعات العمل، وكأنهن عنصر من عناصر الفيلم، وفرحت بوجود كل أبطال الكوميديا في العمل، وأيضاً الشباب الجديد، الذين بخفة دمهم أعطوا الكواليس روحاً جميلة.

المشاهد التي جمعتك بالممثل محمود الليثي كانت كوميدية جداً، وأظهرت الكيمياء الموجودة بينكما.

أنا سعيدة جداً لأني شاركت في ترشيح محمود الليثي للعمل معنا في الفيلم، وذلك عندما كان يتم وضع إقتراحات من فريق العمل ليكون معنا، وسررت بأنه وافق على تجسيد الدور، وبيننا كيمياء كبيرة، ولكنها لم تستغل بشكل كامل في الفيلم، أتمنى أن نعمل معاً كثيراً، ومحمود لديه نفس الحماس لهذا الأمر، فقصة الأطفال كانت المحرك الرئيسي في الفيلم، إلى جانب قصة الأم، وكان لا بد أن تحصل على حقها في الأحداث.

هل بشرى كأم مختلفة عن شخصية "معالي" بطلة الفيلم؟

هناك تشابه كبير لناحية الأمومة بين بشرى و"معالي"، فأنا إمرأة عاملة، وأتواجد لساعات طويلة خارج المنزل، و"معالي" كذلك، وأنا معتمدة على نفسي طوال حياتي، ولكني لا أشبه "معالي" في كل التفاصيل، فهي أرملة، أما بالنسبة لي، والحمد الله، فزوجي موجود، ولكن صراعات الأسرة ومشاكل الأولاد والمراهقين والأطفال ومشاكل التعليم، كل هذه الأمور موجودة في أي بيت مصري، وأنا بيت من هذه البيوت.

ما كان السبب في ابتعادك عن السينما في الفترة الماضية؟

ابتعادي عن السينما وبشكل خاص من أمام الكاميرا، كان لأني كنت أخدم صناعة السينما من خلف الكاميرا، من خلال مهرجان الجونة، الذي يخلق منصات مهمة لدعم صناع السينما الشباب، ودعم أفلامهم، والبحث عن منتجين وموزعين ورعاة لتقديم جوائز لصناع هذه الأفلام، ليتمكنوا من إستكمال أفلامهم، وهو عمل سنوي أقوم به طوال العام، بالإضافة إلى مشاهدة الأفلام، والمشاركة في المهرجانات، ومتابعة ما وصلت إليه المهرجانات الأخرى. مهرجان الجونة أخد 6 سنوات من عمري، وهو ما أخّرني عن الوقوف أمام الكاميرا، بالإضافة إلى أنني عندما لا أجد أدواراً مناسبة مكتوبة للمرحلة العمرية الخاصة بي، أفضل أن أنتظر لأصل إلى مرحلة عمرية مناسبة تجعلني أقدم أدواراً أفضل.