"دفاتر مايا - Memory Box" فيلم يروي قصة الابداع اللبناني الذي يعكس صورة لبنان الحضارية، في ظل الازمات التي لا تنتهي.


الفيلم من تأليف وإخراج جوانا حاجي توما وخليل جريج، ويستند الى قصة حقيقية، عن اكتشاف مجموعة رسائل وأشرطة كاسيت، كانت حاجي توما أرسلتها إلى صديقة لها خلال سنوات المراهقة في ثمانينيات القرن العشرين، إبان الحرب اللبنانية.
فخلال الحرب، تجمع صداقة بين مايا وليزا التي تهاجر مع عائلتها إلى فرنسا. لكن علاقة الصداقة بين الفتاتين لا تتوقف، بل تستمر عبر المراسلات وتسجيل أشرطة الكاسيت، حيث تروي مايا لصديقتها ليزا، تفاصيل حياتها خلال الحرب اللبنانية، كذلك المغامرات العاطفية التي تعيشها في لبنان. يساعدها الحب على اكتشاف نفسها وتخطي المآسي التي تفرضها الحرب على عائلتها، مثل مقتل شقيقها شادي، الذي يترك الوالد في حالة يأس، تدفع به الى الانتحار.


بعد استقرار مايا في كندا مع والدتها وانجابها إبنتها المراهقة اليكس، تتلقى بعد 30 عاماً طرداً، هو عبارة عن صندوق يحتوي على المراسلات بين مايا وليزا وأشرطة الكاسيت التي تختصر هذه العلاقة بين الصديقتين. مايا التي تكتشف من خلال الطرد أن صديقتها ليزا توفيت، ترفض الغوص بمحتويات الصندوق.
يدفع الفضول بإبنتها اليكس الى قراءة ما في الصندوق والاستماع الى أشرطة الكاسيت لتكتشف نواحي من شخصية والدتها لم تكن تعرفها.
اصرار الفتاة على اكتشاف حياة والدتها في شبابها، يدفع بالوالدة الى البوح بأسرار ومكنونات نفسها، لتكون عبر عمل الذاكرة هذا، قد تغلبت على مآسي الماضي وويلات الحرب، وما يرافقها من قلق وخوف.
يبدو للمشاهد أن الفيلم يروي قصة مألوفة لشبح من الماضي، إنما المعالجة الابداعية للصورة مؤثرة في المشاهد ومبتكرة بصرياً لكيفية لعب الذاكرة، وكيف تؤثر في شخصيتنا، وفي حياتنا في الوقت الحاضر.