منذ حوالى الثلاثة عقود، أطلقت السيدة ميرنا البستاني، وهي أول سيدة دخلت مجلس النواب اللبناني، حدثاً ثقافياً كبيراً، لفت إنتباه متذوقي الموسيقى الراقية في لبنان والعالم، والذي هو مهرجان البستان الدولي، الحدث الذي يترقبه اللبنانيون وعشاق الموسيقى في دول كثيرة، بشغف كبير، لأنه مهرجان عريق، يجمع أصالة الموسيقى والأسماء الفنية الرائدة في مجالها.
وبعد غياب قسري بسبب الظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان واللبنانيون، إنطلق مهرجان البستان في دورته الـ28، وكان لموقع "الفن"، لقاء مع الرئيسة التنفيذية لمهرجان البستان الدولي لورا لحود، حدثنا خلاله عن المهرجان، وكشفت لنا عن الأمسيات الغنائية والمشاهير الذين يحيونها، وعن النشاطات التي تقام على هامش الحدث، كما ووجهت رسالة إلى اللبنانيين ومحبي مهرجان البستان الدولي.

كم شكلت عودة مهرجان البستان تحدياً كبيراً لكم هذا العام، خصوصاً أن الظروف الإقتصادية في لبنان ما زالت صعبة، ولا زلنا نعاني من انتشار فيروس كورونا؟

كل اللبنانيين يعانون من الوضع السيئ جداً الذي نعيشه، وجميعنا نحاول أن نستمر ونواجه كل المعاناة، طبعاً هناك صعوبات كثيرة، ولكننا نرفض أن نستسلم، والثقافة مهمة جداً، خصوصاً للبنان، فهي ملجأ لنا في وقت الإنهيار، وتُسعدنا كثيراً.

كيف تشجعين الناس على حضور حفلات مهرجان البستان، وماذا عن أسعار بطاقات الدخول؟

حاولنا قدر الإمكان أن نخفض أسعار بطاقات الدخول، ووضعنا سعراً موحداً لكل بطاقات الدخول لجميع الحفلات، وهو 350 ألف ليرة لبنانية، مع الإشارة إلى أن هناك العديد من النشاطات المجانية، التي تقام على هامش المهرجان، منها ورش عمل، ومحاضرات، من بينها محاضرة عن المؤلف الموسيقي وملحن النشيد الوطني اللبناني وديع صبرا، ستقام في متحف سرسق في 28 شباط عند الساعة السادسة مساء.
وقد خصصنا سيتي باص مؤلفاً من طابقين، سيكون موجوداً عند الساعة السادسة والنصف مساء، في ساحة الشهداء في وسط بيروت، لنقل من يرغبون بحضور حفلات المهرجان التي ستقام في فندق البستان في بيت مري، وكلفة النقل للشخص الواحد ذهاباً وإياباً 150 ألف ليرة لبنانية.

هل سيغطي مدخول أسعار البطاقات مصاريف المهرجان؟ وكيف لمستم إقبال اللبنانيين من حيث حضور حفلات المهرجان لغاية الآن؟

أبداً، المدخول لن يغطي المصاريف، ولن يكون هناك ربح، فمن الخيال أن تحضر حفلاً كلاسيكياً في أوروبا يكون فيه سعر بطاقة الدخول ما يساوي حوالى 15 دولار، ولكن الحمد لله أنه لا زال هناك أشخاص يؤمنون بوجود الثقافة، وبأن دورها مهم للبنان، وهم يساعدونا ونحن نساعد بعضنا البعض.
بالنسبة لإقبال اللبنانيين، حضورهم قوي جداً، فهم متعطشون ومشتاقون للموسيقى والحفلات الجميلة والثقافة، خصوصاً بعد أكثر من سنتين على انتشار فيروس كورونا، وظروف العزل والحجر الصحي.


الموسيقى الكلاسيكية تطغى دائماً على مهرجان البستان، لماذا ليس هناك تنوع أكثر ليشمل المهرجان أنواع موسيقى أخرى؟

صحيح أنه بالإجمال كل حفلات مهرجان البستان هي موسيقى كلاسيكية، ولكن هذه الموسيقى سلسة وغير معقدة، وجميل أن نستقدم للبنانيين نجوم الموسيقى الكلاسيكية إلى لبنان، من دون أن يضطر محبو الموسيقى الكلاسيكية في لبنان للسفر إلى الخارج لحضور حفلات هؤلاء النجوم، ولكن هناك دائماً مشاركات لبنانية قوية في المهرجان.
أشير إلى أن هناك حفل "رسايل" في فندق البستان، للفنانة أميمة الخليل، في 11 آذار/مارس المقبل، والتي تشارك لأول مرة في المهرجان، ويرافقها في العزف زوجها المؤلف الموسيقي هاني سبليني، والأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية، بقيادة المايسترو أندريه الحاج.


أمس الثلاثاء كان هناك حفل مجاني في أوتيل البستان، إسمه "يوم لم ينتهِ"، خلاله سأل المخرج علاء ميناوي الجمهور عن شعورهم بعد إنفجار 4 آب، وكان في نفس الوقت على المسرح، عازف البيانو فلاديمير كوروميليان والرسام أحمد عامر، اللذان ترجما إجابات الجمهور من خلال العزف والرسم، بالإضافة إلى وجود شخص ترجم ما يحصل على المسرح بلغة الإشارة.
يوم الأحد الماضي قدمنا حفلة مجانية على كورنيش عين المريسة، مع فرقة Royal Academy of London Quintet.
الجمعة 25 شباط، هناك حفل الأوركسترا الوطنية اللبنانية السيمفونية، في كنيسة مار يوسف في مونو، وقد دعونا إلى هذا الحفل قائدة الأوركسترا الفنزويلية غلاس ماركانو، التي لديها كاريزما كبيرة، وهي ستقود الأوركسترا، وقبل يومين من حفلها، أي اليوم، ستكون هناك جلسة مع غلاس ماركانو في الجميزة، تعرف خلالها عشاق الموسيقى عليها أكثر.
هناك حفل تشيللو يحييه العازف فيكتور جوليان لافيريير في قصر سرسق في 9 آذار، وإخترنا إقامة الحفل في هذا القصر، لأنه تهدم بسبب إنفجار بيروت، وأعيد ترميمه.
في 13 آذار، نختتم المهرجان بحفل "الأوبرا من أجل السلام"، الذي يحييه الفنانون كاتلين نورشي ومليندي أوبري باتو ونيكولاي زمليانسكيخ، وعازف البيانو جيانلوكا مارتشيانو.


ما هي الرسالة التي توجهينها في هذا العام عن المهرجان؟

المهرجان هو هدية للبنان واللبنانيين، وهو إشارة أمل، يعطينا أملاً وفرحاً، بحسب ما يقوله لنا الناس. نحن نحب بلدنا، ولن نستسلم، وسنقدم الحفلات الجميلة، ونكون معاً، فكل واحد منا يقاوم على طريقته، ونحن نقاوم بالفن والثقافة والفرح.