تزوجت الملكة ناريمان الملك فاروق وأحبته الى حد كانت تردد دائماً أنه "الرجل الوحيد صاحب الحب الحقيقي". هي الزوجة الثانية للملك فاروق الأول، وأم ولي عهده الوحيد أحمد فؤاد، الذي تولى العرش وهو لم يتجاوز الستة أشهر تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم. بقيت ناريمان على عرش مصر لمدة 14 شهرًا فقط انتهت بتنازل الملك فاروق سنة 1952 عن العرش، ورحلت معه من الإسكندرية إلى إيطاليا.


نشأتها

ولدت ناريمان صادق في القاهرة في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1933 . والدها حسين فهمي صادق وكيل وزارة المواصلات ونجل علي بك صادق من أعيان مصر. والدتها أصيلة هانم إبنة كامل محمود من أعيان محافظة المنيا. ناريمان هي الفتاة الوحيدة التي رزق بها أصيلة هانم وزوجها حسين صادق وقد ولدت بعد إنتظار طويل. فقد عانت الأم من متاعب الحمل المتكرر الى أن نجح الحمل، وخضعت أصيلة هانم لإشراف صحي وتقيدت بتعليمات الأطباء الذين كانوا يشرفون عليها حتى ولادة الطفلة التي أطلق عليها إسم ناريمان فأصبحت الطفلة المدللة لوالديها وحرصوا أن تتابع تعليمها في المدارس الراقية وأن تختلط ببنات الأسر العريقة.

اللقاء الأول مع الملك فاروق

كانت ناريمان صادق مخطوبة للدكتور محمد زكي هاشم النائب في مجلس الدولة، وقد تحدد موعد عقد القران وأُرسلت بطاقات الدعوة لحضور الحفل. ولم يبق إلا أن تختار العروس الشبكة. ودبر الصائغ أحمد نجيب بالتعاون مع حاشية الملك موعدًا تأتي فيه ناريمان إلى محله حيث ينتظر الملك فاروق في مكان ما يراقبها دون أن تراه. ولكن الملك خرج مباشرةً وعرض عليها الزواج. لقب الملكة جذب ناريمان للموافقة على الزواج من الملك بالرغم من خطوبتها ومعارضة والدها. منح الملك والدها لقب بك لكنه لم يستطع إنتزاع موافقته على الزواج من إبنته فأصيب بأزمة قلبية حادة أدت إلى وفاته. كان الملك فاروق في تلك الفترة النموذج الصارخ للفساد والشعب المصري يعاني من سوء تصرفاته وفضائحه في الداخل والخارج، ومنها تخليه عن زوجته الملكة فريدة وهي السيدة التي أحبها الشعب وأخلصت له فأخلص لها، فكانت أول ثائرة على عرشه.

الورد الأحمر

كان الملك يرسل لناريمان الخطابات وكان حريصًا على أن يرفق مع رسائله الورد الأحمر القاني. وكانت رسائله مكتوبة باللغة الفرنسية. واعتمدت الأسرة على أحمد نجيب الجواهرجي في كتابة رسائل ناريمان التي ترد بها على الملك بحجة أن ناريمان لا تجيد الفرنسية بالشكل الذي يمكن أن تكتب به ما يُرضي الملك، خاصة الرسالة الأولى. ولم يعجب ناريمان ما كتبه الجواهرجي واعترضت عليه شكلًا وموضوعًا، فتقدمت برجاء إلى مدرسة اللغة الفرنسية المتخصصة لتعيد صياغة الرسالة بالشكل المناسب واللائق، وبلغة فرنسية سليمة حتى تقوم بعد ذلك بنقلها بخط يدها بالفرنسية.

العرس الملكي

تزوج الملك فاروق من ناريمان صادق لتصبح الملكة ناريمان، وعلى رأسها تاج العرش الملكي هدية من الملك فاروق، وقد بلغت تكاليفه في تلك الأيام 40 ألف جنيه، وكان ذلك يوم 6 مايو/ايار 1951. إرتدت ناريمان ثوبًا من الساتان الأبيض مرصع بعشرين ألف قطعة ماسية. وغادر الملك والملكة برحلة شهر العسل التي استمرت 13 أسبوعًا، ظهرت خلالها أعراض الحمل على الملكة، وكان ذلك أثناء إقامتهما في كان، فرنسا.


هدايا العرس

الهدايا التي تلقاها الملك والملكة كانت عديدة وباهظة الثمن منها: هدية من المليونير أحمد عبود بلغ ثمنها في ذلك الوقت 35 ألفًا من الجنيهات، حزام روماني من الذهب الخالص قدر ثمنه أيضًا بعشرة آلاف جنيه، أطقم من الفضة الخالصة المطعمة بالذهب الخالص بلغت قيمتها حوالي مائة ألف من الجنيهات من الشركات الكبيرة الشهيرة في مصر وتلقى القصر الملكي العديد من الهدايا الأخرى المتنوعة منها طقم شاي وقهوة من الذهب الخالص بثلاثين ألف جنيه مصري. وقدم البرلمان المصري إلى الملكة ناريمان والملك فاروق في هذه المناسبة صينية رائعة مرصعة بالماس وعليها عبارة: "من نواب الشعب المصري إلى ملك البلاد فاروق وزوجته الملكة ناريمان مع التحيات والتمنيات بولي العهد الجديد النجيب والعهد الجديد إن شاء الله".


تنازل الملك عن العرش

بعد زواجهما بقيت ناريمان الملكة على عرش مصر أربعة عشر شهراً بدأت في 6 مايو/ أيار 1951 الى أن تنازل الملك فاروق عن العرش بناء على رغبة الشعب الممثل في قيادة ثورته في 26 يوليو/تموز 1952 ورحلوا إلى إيطاليا.



الطلاق

في 6 أكتوبر/تشرين الأول 1952، طلبت الملكة السابقة ناريمان الطلاق من الملك فاروق ولم تحصل عليه إلا في فبراير/شباط 1954. بعد تنازلها عن حضانة إبنها أحمد فؤاد تزوجت من الدكتور أدهم النقيب وأنجبت ولدها الثاني أكرم. لكن زواجهما لم يدم طويلاً فقد انفصلت عنه وكان ابنها قد بلغ 3 أعوام.

إتصال دائم بالملك فاروق

في 19 مارس /آذار 1955 نقلت صحيفة أخبار عن جريدة "ديلي إكسبريس" الإيطالية تأكيدها استعداد الملكة ناريمان للعودة للملك فاروق. وأكدت الصحيفة أن الملكة ناريمان قد هجرت زوجها السابق الملك فاروق لأنها كانت تأمل أن تصبح الملكة الأم في يوم من الأيام، وأن تكون عضوا في مجلس الوصاية على العرش ولكن عندما أحست أن آمالها قد تبددت بدأت تسعى للعودة إلى فاروق وبدأت تنفذ تعليماته حتى أنه طلب منها أن تقطع علاقتها بسكرتيره السابق آمين فهيم فطردته. وتحدثت الصحيفة الإيطالية عن أن ناريمان على اتصال دائم بالملك فاروق الذى أحس بارتياح كبير لزوجته الثانية لأنها تطيع أوامره وتنفذ تعليماته بمنتهى الدقة.

الزوج الثالث

في آخر أيامها كانت تعيش مع زوجها الثالث الدكتور إسماعيل فهمي وهو لواء طبيب بإدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة وأستاذ التحاليل الطبية.

وفاتها

عانت ناريمان من مشاكل صحية بدأت في مارس/آذار 1967 عندما أصيبت بحالة غيبوبة بسبب تناولها لجرعة زائدة من الحبوب المنومة. في العام التالي خضعت لعملية جراحية في الرأس . اقامت في نهاية حياتها بأحد الشوارع المتفرعة من شارع الميرغني في ضاحية مصر الجديدة . توفيت يوم الأربعاء 16 فبراير/شباط 2005.