استطاعت الفنانة مادلين مطر أن تحافظ على مكانتها ووجودها في الوسط الفني، رغم غيابها عنه لبعض الفترات، إلا أن الأضواء كانت تناديها، كلما غابت عنها قليلاً، لما تملكه مادلين من إحساس، عبرت من خلاله إلى قلوب من محبيها، واليوم، ومن جديد، تحل الفنانة مادلين مطر ضيفة عزيزة على موقع "الفن"، لتكشف لنا جوانب فنية ومهنية، وبعض تفاصيل حياتها الشخصية.

في البداية مبارك إطلاقك مؤخراً أغنيتك "خط أحمر"، كيف تلقيتِ أصداءها من الجمهور؟

شكراً جزيلاً يزن، أنا سعيدة جداً بالأغنية، لكني لا استطيع تقييم أصدائها من زاويتي، بالمجمل، كانت التعليقات جميلة، وأينما أذهب يخبروني أن الأغنية مميزة وإيقاعها مختلف، وخصوصاً أنها جاءت بعد انقطاع عن الأعمال.

لكونك تحدثتِ عن الانقطاع، أخبرينا ما سبب تقصيرك في الأعمال في السنوات الأخيرة؟

كنت مقصرة بسبب الأوضاع العامة في وطني لبنان، فالحالة الاجتماعية والاقتصادية لم تسمح لي بالعيش برخاء مثلما كنا في السابق، نحن بالكاد قادرون على أن نعيش، لكن من الحرمان الذي نعيشه، نعود وننتفض، ونتذكر أننا رسالة بالفن، ويجب علينا الاستمرار.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بتضامنك مع الممثلة المصرية منى زكي، بعد الهجوم الذي تعرضت له، إثر مشاهدها التي وصفها البعض بالجريئة في فيلم "أصحاب ولا أعز"، ما سر هذا التضامن؟

أنا تضامنت مع منى زكي لأني معجبة بتمثيلها، لكونها عفوية وطبيعية، ومن الغريب أن تتعرض لهذا الهجوم، فهي استطاعت أن تلبس الدور بكل حرفية، وهذه مهمة الممثل، فأنا دفاعي كان عن منى زكي الممثلة، وليس عن الدور الذي جسدته، لأن مهمة الفنان إقناعنا بالشخصية التي يجسدها، عدا عن ذلك، أنا انتقدت التافهين على السوشال ميديا الذين شنوا حملة على منى زكي، وأصبحت محور حديثهم، ولم يهتموا بالقضايا الهامة التي تهم الناس، ففي مجتمعنا الكثير من هذه الشخصيات، وربما ألعن من ذلك، فبدل أن يهاجموا منى زكي، لمَ لا يهاجمون الحكام الفاسدين المهملين لشعبهم!! وخذ من لبنان وجرّ".

وهل تقبلين بتجسيد الدور والمشاهد التي جسدتها منى زكي بالفيلم؟

صحيح أنا ممثلة، ولدي عدة مشاركات، لكن التمثيل شيء ثانوي في حياتي، لا استطيع القول إن كنت أقبل بدورها أو لا، لكنني أفضل، بشكل عام، أداء الأدوار الكوميدية القريبة من الناس.

ما رأيك في تصرف الممثلة والراقصة المصرية فيفي عبده، حين قررت في وقت سابق، لقاء جمهورها مع جلسة تصوير معهم، مقابل أجر مادي، وهل من الممكن أن تتصرفي مثلها؟

حبيبتي فيفي عبده تقول ما تشاء وتفعل ما تشاء، ويحق لها ذلك، وأنا أحبها كثيراً على الصعيد الشخصي، لكن ليس من الضروري أن أفعل مثلها، هذا أمر يعود إليها، وهي حرة في حياتها وفي قناعاتها.

بالعودة إليكِ مادلين، ما الذي يمنعك من إطلاق أغنية على غرار "بحبك وداري"، والتي حققت نجاحاً لبنانياً وعربياً لافتاً في بداية مسيرتك الفنية؟

أعذرني يزن، لقد قدمت خلال مسيرتي أغاني مثل "بحبك وداري" وربما أهم، منها "كلمني أسمعلك"، "تعبانة"، "طبعك صعب"، كلها تشبه "بحبك وداري" وبنفس الخط، لكن من الصعب جداً تحديد الأغنية الضاربة، فالنجاح مقدّر ومكتوب، والأذواق تختلف بين الناس، لكن "بحبك وداري" كانت فيها مقومات معينة على جميع الأصعدة، وكانت أغنية متكاملة في حقبة زمنية ذهبية.

الكثير من الفنانات اللبنانيات والعربيات اعتزلن الفن مؤخراً، من بينهن زميلتك الفنانة اللبنانية أمل حجازي، التي اعتزلت هل تفكرين بالأمر يوماً ما؟

وارد جداً أن أعتزل يوماً ما، إذا شعرت أنه لم يعد لي مكان في هذا الوسط، أضيف على ذلك، أنا مرنمة في الكنيسة وأسبّح ربي، لكن هذا الأمر لا يفرض عليّ الاعتزال. أشعر بأن الرب منحني هذا الصوت الجميل لأسعد الناس به، وأنا بدوري أشكره عليه في الكنيسة، لكني لا أعتقد أن الأمور الدينية ستجعلني أعتذر.

هل تجدين أن الفن اخترق خصوصيتك، وسرقك من حياتك الشخصية؟

بالطبع لا، الفن يسرق، لكن ليس بالطريقة التي يصفونه بها، أنا بالفعل أكون مشغولة ومشوشة عندما أكون في حالة استعداد لطرح أغنية، خصوصاً أن اللقاءات والتحضيرات تكون مكثفة، لكن بعد انتهاء هذه الفترة، أعود إلى منزلي وعائلتي وأصدقائي كما كنت، فلقد قطعت عهداً على نفسي منذ بداية مسيرتي، بأن أبذل جهدي لأوازن بين عملي وحياتي الشخصية.