فارس اسكندر، نجم بالكلمة والنوتة الموسيقية، موهبته وثقافته وأخلاقه العالية جعلته يتربع على عرش مملكته الخاصة، فأصبح الفنانون يضمنون نجاحهم حين يتعاملون معه، فلا شك أنه قام بنقلة نوعية بالاغنيات التي حملت توقيعه، فأصبحت أعماله هيتات الموسم.
لا يخجل من قول الحقيقة، ولا يمتلك حب الظهور، وأكبر دليل على ذلك، رفضه أن يكون مغنياً، على الرغم من أنه يتمتع بكل مواصفات النجم.
وكان لموقع "الفن" حديث ممتع مع فارس، لمناقشة العديد من المواضيع الفنية والاجتماعية والسياسية.

بداية سنناقش سوياً بعض المواضيع التي تطرقت إليها في الفترة الأخيرة على صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي.
كتبت "رسالة الى النجوم" انتقدت فيها الفنانين المغرورين الذين يعاتبون فانزاتهم.. هل قصدت فناناً معيناً؟

ما أردت إيصاله من خلال هذا الفيديو، الذي قدمت فيه هذه الرسالة، أن الناس أصبحوا يريدون الشهرة، وأصبح لديهم منابر وتطبيقات كافية لتحقيق ذلك، ونرى ان الأمر أصبح موجوداً، فنرى اشخاصا اصبح لديهم عدد كبير من المتابعين، ويتفاعل معهم أشخاص أكثر الذين يتفاعلون مع كبار النجوم، ولذا أردت أن اقول للنجم، أن يهدأ قليلاً، لأن الشخص الذي يتلقى أغنياته، هو نجم أكثر منه بوجود السوشيال ميديا.

أي برأيك هناك نجوم مغرورون على محبيهم؟

المشكلة أن الفنان اصبح يُصدم حين لا ينجح، ويقول في نفسه لماذا هناك "بلوغر يكسر الدني"، وهو قد تكلف على أغنية وصورها ودعمها، ولم يحصل على هذا الرواج.

بعد تعاملك مع عدد كبير من النجوم، من منهم الأكثر تواضعاً؟

ليس هناك فنان متواضع، وإن أصبح الفنان متواضعاً يفقد هالته، ولا يعود يستطع أن يقف على المسرح ويتكلم مع الحاضرين بنبرة عالية. يخلق الفنان من بطن أمه، وهو يمتلك Ego، وتشعر والدته منذ صغره أنه مميز.
وفي التاريخ الفني، شهدنا العديد من الفنانين الذين يمتلكون صوتاً جميلاً، لكنهم لم يأخذوا حقهم، وذلك لأن هذا الفنان متواضع، ويخجل من أن يقول "أنا".

صرحت سابقاً لموقع "الفن"، بأن هدفك ليس أن تصبح فناناً .. هل اتخذت هذا القرار خوفاً من أن يعتبرك النجوم منافساً لهم، وألا يأخذوا أغنيات من كلماتك وألحانك؟

لا بالعكس، أنا أحب أن أدخل المجال الذي أريد أن أعمل به من الباب الواسع، او لا أدخل فيه من الاساس، واعتبر ان الله أعطاني موهبة بمكان ما أكثر من غيره، بالشعر والتلحين استطعت أن أحقق نجاحاً كبيراً بشهادة الناس، وأنا راضٍ عن ما قدمته، ولا أرى نفسي في الغناء والحفلات.

يحكى عن الوراثة الفنية، كم استفدت من اسم والدك الفنان محمد اسكندر، وكم استفاد هو منك؟

في البدايات لم يكن هناك اي استفادة، لكن عندما تعاونا سوياً، تعاطف الجمهور مع الحالة، أي الوفاء بين الاب والابن، فأصبح البعض ينتظر أعمالنا سوياً، ليعرفوا ما العمل الذي قدمه الاب لابنه، ونجحنا سوياً بشكل مختلف.. هذا النجاح كله حب وعاطفة، أما من ناحية الوراثة، فقد ورثت الشعر، فأعمامي كلهم شعراء وأخوالي أيضاً، ولكن من ناحية الصوت، أمتلك صوتاً أستطيع أن أؤدي به، لكي يسمع النجوم كلماتي وألحاني، ولأترجم موهبتي.

ألا تصل حالة الوفاء المتكررة بين الفنان والشاعر والملحن إلى ملل؟

أنا أتجرأ وأغامر مع أبو فارس، وهناك اختلاف في المواضيع، لأنه واثق بي، ففي السابق كان قد دخل في الروتين، لأنه حصر نفسه بنوع معين من الأغنيات، لكن معي قدمنا اللون الغنائي السريع والهادئ.. الناس يمكنهم أن يملوا من فنان أو شاعر، لكنهم لا يملون من حالة اجتماعية معينة، وهي علاقتي بوالدي.

نشرت صورة منذ فترة، تظهر فيها وأنت تشرب "البيرة"، وتعرضت لبعض الانتقادات من الذين اعتبروا ذلك مسيئاً.. وكذلك نشرت صورة تضع فيها إشارة الصليب على رأسك يوم "اثنين الرماد".
هل تصرفاتك هي انفتاح ديني أو أسلوب تربية، أم هناك رسالة معينة؟

أولاً، من قال لهم إن البيرة التي أشربها فيها كحول؟ ومع ذلك، الموضوع حرية شخصية، وأنا لا أقف عند آراء الناس.
أما بالنسبة لصورتي في "اثنين الرماد"، فأنا فخور بهذه الصورة، والموضوع ليس استعراضاً، فكنت في المدرسة أترمد، وأشارك في ساعة التعليم الديني المسيحي، اذ كنت في مدرسة معظم طلابها مسيحيون، وأنا عابر للطوائف، وأتشرف بذلك.

في آخر منشور لك، تحدثت عن الوضع المصرفي في لبنان وبطبيعة الحال كان قصدك التهكم، ألا تخاف من جرأتك بالانتقادات وتسمية الأشخاص أن تسبب لك ضرراً فنياً؟

أنا قلت شعراً وهو تهكمي، وأعرف كيف أسمي، فلا أقول الاسم كاملاً لكي تصل الرسالة، وبعد ما حصل معنا كلبنانيين، نحن أكثر شعب يحق له أن يفعل ما يريد.. أضعف الايمان أن نكسر بيوتهم، ونخرب أعمالهم، وما حلّ بنا هو مجزرة بكل ما للكلمة من معنى.

قدمت أغنية "أنا أو لا أحد" للفنان وديع الشيح المعروف بالـ Ego العالي لديه، وهناك ما جعله ينجح.

صحيح، وهذا ما دفعني لاختيار هذه الأغنية له.

هل تختار أغنية الفنان بحسب شخصيته؟

تماماً.

هل تعرض على الفنان عملاً كنت قد كتبته سابقاً، أو تكتب له عملاً يناسب شخصيته؟

أحضر لكل فنان عملاً خاصاً به، وليس لدي أشعار في الجوارير لأسمعها كلها لفنان ويختار منها.
كل النجوم يعرفون قبل أن أكتب أي كلمة، أنه يجب أن أحصل على دفعة على الحساب، كنوع من الارتباط الرسمي بيننا، وكضمان لي أنه لن يأخذ من غيري، وأني سأتفرغ له.
أحضر على هذا الأساس، وأبني شعري بناءً على ما أعرف عنه، ثم أسمعه الأغنية التي أرى أنها تليق به، وإن لم تعجبه، أعمل على أغنية ثانية وثالثة حتى نصل إلى اتفاق، ونبدأ باجراءات التوزيع.

إذاً هناك شروط معينة للتعاون معك، لا يستطيع أي فنان أن يعمل معك؟

لا يمكنني ان أعمل مع شخص لا يمتلك صوتاً، ولا كاريزما، ولا ميزانية للانتاج، فاذا كان فنان يمتلك مبلغاً مقابل الأغنية، لكنه لا يستطيع أن يصورها ويسوّق لها، فما الفائدة؟

هل من الممكن أن تتصل بفنان وتقول له إنك زعلان منه؟

لا.

هل ممكن أن تشارك في ديو مع فنان هو طلب منك ذلك؟

لا.

هل أنت مع أن يكتب الفنان أغنية لنفسه؟

لا أرى الموضوع خطئاً، يمكن لأي فنان أن يكتب أغنية له إذا كان يمتلك حنكة الكتابة، ويعرف ماذا يريد.

صرح الفنان زياد برجي بأنه على خلاف مع الفنانة مايا دياب، ما دفعه الى إزالة أغنيتهما الديو عن قناته الخاصة... هل يمكن لخلاف بينك وبين أي فنان، أن يجعلك تتبرأ من عمل قدمته معه؟

لا، هذا العمل ملكي وليس ملك الفنان، الذي هو عبارة عن مؤدي مثل أي آلة موسيقية .. بالعكس، لا أزيل الأغنية، بل أتركها لينفجر.

فترة الغياب التي يمر بها الفنان هل هي صحية؟ مثلاً بما أنك تحضر لأعمال مع الفنان فارس كرم، هل غيابه كان لصالحه؟

فترة الغياب لا تقع مسؤوليتها على الفنان، بل على شركة الانتاج، فعندما تمتلك حصاناً رابحاً مثل فارس كرم، فحرام أن لا تنتج له كل سنة ألبوماً، وأنا أعلم كم يعاني.

هل هناك عمل تندم عليه؟

أندم على عمل ممكن أن يكون قد أساء لشخص معين، فأنا أعتذر.

هل هناك عمل معين لفنان توقعت له نجاحاً أكبر من الذي حققه؟

صديقتي الفنانة مايا دياب.. كنت قد بنيت آمالاً كبيرة عليها.

هل أنت مع الخطوة التي قامت بها الفنانة شيرين عبد الوهاب بحلق شعرها، وهل أثر ذلك على فنها؟

أنا مع هذه النظرية، وأعتبر أن ما فعلته أخذ أكبر من حجمه، وتكرر مع شيرين عدة مرات، فهي منذ زواجها الأول تلقي الضوء على حياتها العاطفية، وتتكلم بالتفاصيل، وهذا الأمر يسوق للألبوم، لأن الجمهور يتحمس لربط العلاقة بين أعمالها وحالتها.

هل هذا الأمر يعد ذكاء من الفنان؟

له ثمن في المستقبل، لأن الجمهور لن يصدق هذا الفنان الذي يدعي أموراً يتضح لاحقاً أنها ليست حقيقية.

كيف ترى ثورة فناني التيك توك؟

التيك توك فرض نفسه، خصوصاً لجمهور المراهقين، لكن ذلك لا يترجم على المسرح، إذ إنه في الواقع الوضع مذري بالنسبة لهم. كما أنهم يمتلكون Ego اضعاف النجوم الحقيقيين، ولديهم غيرة وأذى وحقد غريب بين بعضهم البعض.

ما هي الأغنية التي كانت أقوى هيت بالنسبة لك في عام 2021؟

"أنا أو لا أحد" طبعاً.

ما هي أقوى 3 أعمال قدمتها في مسيرتك؟

عبالي حبيبي - إليسا
جمهورية قلبي – محمد اسكندر
ما عاد بدي ياك – ملحم زين

ما هو العمل الذي أنت متحمس لتقديمه قريباً؟

لدي 6 أعمال مع الفنان فارس كرم، والأغنية التي سيطرحها قريباً أراهن عليها كثيراً لأنها "مهضومة كتير".