وجوده في عالم صناعة الأعمال التمثيلية لم يحده في مجال التمثيل فقط، بل دخل عالم كتابة السيناريو والإخراج، وليس عن عبث بل بعد دراسة وورش عمل في هذا الإطار، إنه عمرو عابد.
ومؤخراً خاض عمرو عابد أولى تجاربه الإخراجية من خلال الفيلم القصير الذي حمل اسم "الحفرة"، والذي شارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وقد أعلن عمرو عابد عن شعوره بالفخر بأن يكون فيلمه الأول مشاركاً في مهرجان بهذا الحجم، ويأمل أن يصل الفيلم للعديد من المهرجانات حول العالم.
موقع "الفن" كان له لقاء مع الممثل والمخرج والكاتب عمرو عابد تحدث فيه عن الكثير من تفاصيل "الحفرة".

كيف جاءت فكرة فيلم "الحفرة"؟

جاءت الفكرة بعدما إنتهيت من كتابة أول فيلم طويل لي بعنوان "اللي فات مات"، إذ شعرت إني في حاجة إلى تقديم فيلم قصير، خاصة وإنني اكتشفت أثناء فيلم "اللي فات مات" وقت الكتابة أن هناك شيئاً ِبحاجة إلى الحديث عنه بشكل منفصل وهو علاقة الأشقاء، وكذلك هناك أمر بحاجة إلى اكتشافه، ومن هنا جاءت فكرة فيلم "الحفرة" حول إمكانية جمع شقيقين بعيداً عن السياق اليومي العادي، حتى تحدث بينهما مواجهة في كل ما هو مسكوت عنه في علاقتهما ببعض، فكتابة السيناريو منذ البداية حتى وصلنا إلى النسخة النهائية استغرقت من 3 إلى 4 أشهر، فقد كنت حريصًا على أن تصل كل الجمل الحوارية للمشاهد، وألا يكون هناك مشهد واحد لا يثري القصة نفسها.

لماذا اخترت اسم "الحفرة" للفيلم؟

يتحدث الفيلم عن لحظة تعرض علاقة بين شقيقين للمواجهة، والحفرة يمكن التفكير فيها على أساس أنها المكان المظلم الذي يعكس جانباً من علاقة الشقيقين.

وكيف جاء التعاون مع الممثل كريم قاسم كمنتج للعمل؟

بعدما إنتهيت من كتابة الفيلم، سلمت نسخة مبدئية منه لكريم قاسم لقراءته وتحمس جداً وطلب مني أن يقوم هو بإنتاجه، وبدأنا بهذا الحماس على العمل على مسودات الفيلم حتى وصلنا إلى النسخة النهائية من خلال جلسات عمل مطولة، حتى بدأنا في التنفيذ الفعلي للفيلم، ولم يكن هذا التعاون بالصدفة، ولكنها لحظة إنتظرناها كثيراً، وكنا كثيراً ما نتحدث عنها إلى أن بدأنا فيها، وبالرغم من الخوف والقلق إلا أن الأمر الأكيد إننا تعلمنا كثيراً من تلك التجربة وما زلنا نتعلم حتى الآن كيفية إدارة الأمور من منظور آخر غير التمثيل، وأعتبر نفسي محظوظاً بأن أول فيلم قصير لي ينتجه صديقي كريم قاسم.

وكيف كان اختيار أبطال العمل؟

أغلب من شاركوا في العمل هم من أصدقائي في الوسط التمثيلي، الممثل أحمد بنهاوي، شارك معي في ورشة تمثيل مع الممثل القدير أحمد كمال منذ 9 سنوات تقريبًا، وكنّا نادراً ما نتقابل، ولكن عندما بدأت كتابة الفيلم كان هو في بالي طوال الوقت، وتواصلت معه ووافق على الشخصية، أما الممثل صدقي صخر، فهو من الممثلين المميزين القادرين على إيصال مشاعر وانفعالات الشخصية بالشكل المطلوب.

لماذا لم تتوقف عند فكرة التمثيل؟

الكتابة والإخراج وصناعة الأفلام أمور تشغلني منذ فترة طويلة، والسبب الرئيسي في جعلي أتجه إليها هو شغفي وحبي لصناعة الأفلام، فأنا أحب التمثيل، ولكن لدي شغف حقيقي لفكرة الصناعة بأكلمها، وأنا أحب في تلك الصناعة أن يكون الفيلم مسلياً وممتعاً وهو أمر لا أجادل فيه، والأمر الثاني أن يكون في الفيلم شيء شخصي لمن كتبه أو من يخرجه أي أن يكون هناك ما يربطهم بالقصة التي يريدون سردها للجمهور. وأرى أن التمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج يصبّون في إطار العمل نفسه، فنروي كل مرة قصصاً لكن من منظار مختلف ومن مكان مختلف، مرة كممثل، ومرة كمنتج، ومرة كمؤلف، ومرة كمخرج، ولذلك خلال السنوات الماضية كنت أعمل على تطوير نفسي كمؤلف ومخرج، وحصلت على العديد من الورش التدريبية أونلاين، وورش أخرى حية لاكتساب المهارات في هذا الإطار.

كثيراً ما نسمع أن المخرج يكون عنده شغف ليكون ممثلاً، ولكن مع تجربتك لأول مرة يكون الممثل شغوفاً بأن يكون مخرجاً؟

لا يمكن أن أتحدث في العموم أو المطلق، بأن المخرج يريد أن يكون ممثلاً أو العكس، ولكني أشعر إنهما متداخلان، فالناس تعتقد أنهما عملان مختلفان عن بعضهما ولكنهما العمل نفسه، فالممثل يعمل مع المخرج حتى يكمل القصة ذاتها، فلكل منهما دوره في العمل، والمخرج عليه أن يقوم بتنظيم كل الأمور ليتم إيصال قصةالعمل بنجاح.

وما رأيك في فكرة المخرج النجم؟

بالنسبة لفكرة الممثل النجم أو المخرج النجم، هو أمر جميل أن تكون ناجحاً ولديك مساحة من النجاح ولكن حالياً بالنسبة لي أنا مشغول بأن أقدم أفلاماً أحبها بعيداً عن النجومية نهائياً.

وحاليا كصانع للسينما ما هي العناصر التي تؤثر على نجاح الفيلم برأيك؟

فكرة النجاح من عدمها ليست في يد الصناع نهائياً، أو أي شخص، لأن ذلك يكون نتيجة، وهذه النتيجة لا يمكن لأي شخص في الصناعة أن يتنبأ بها، ولا يمكن لأي شخص أن يكون على دراية بما يحدث في النهاية، ولكن ما يمكن أن نقوم به هو تقديم الفيلم وتنفيذه ونترك الباقي في يد الجمهور، هو الذي سيحدد النتيجة وحده.