من فنانين الرعيل الأول، ساهم في تأسيس الحركة الفنية في سوريا، من خلال تأسيس السرح السوري، كما كان من الأعضاء المؤسسين لنقابة الفنانين السوريين، إنه الممثل السوري الراحل محمد الشماط.

عرفه الجيل القديم في مسلسل "صح النوم" والجيل الجديد في مسسلسل "باب الحارة"، محمد الشماط عانى من المرض في آخر أيام حياته، وعاش في الولايات المتحدة الأميركية حيث يقيم أولاده، ورحل عن عالمنا في 28 من شهر ديسمبر الماضي لتكون هذه نهاية حياة "أبو رياح" أو "أبو مرزق" ​​​​​​، فمن هو محمد الشماط، وماذا قدم من أعمال، إليكم قصته الطويلة مع الأمراض.

حياته الشخصية

ولد الممثل السوري محمد الشماط في دمشق في سوريا عام 1936، كان من أوائل المنضمين للمسرح القومي، وبدأ مسيرته الفنية من مسارح دمشق أواخر خمسينيات القرن الماضي، وعمل إلى جانب الجيل المؤسس للتلفزيون السوري مطلع الستينيات، وعمل في سن مبكرة بالفرق المسرحية الخاصة والنوادي الفنية التي كانت تنشط على الخشبات السورية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

تعرض الراحل منتصف التسعينيات لجلطة دماغية كادت أن تودي بحياته، وتسببت له بشلل شبه كلي، وفقدان في الذاكرة، وصعوبات بالنطق، لكنه تعافى من محنة مرضه، وعاد لاستئناف مسيرته الفنية، بعد رحلة علاج في الولايات المتحدة استمرت لأربع سنوات، وعانى لاحقًا من أمراض القلب والشيخوخة. وتواجد خلال السنوات القليلة الماضية في الولايات المتحدة بقصد العلاج، بعد نقله إليها من قبل أولاده المقيمين هناك.

أعماله في التلفزيون والسينما

عرف عبر السنوات بأداء الشخصيات الشامية التقليدية والبسيطة، ومن أكثر أدواره رسوخا في ذاكرة أجيال من المشاهدين العرب، "أبو رياح" خال "فطوم حيص بيص" وسندها الحنون في مسلسل "صح النوم" 1975 من بطولة دريد لحام والراحل نهاد قلعي، وشخصية "أبو مرزوق" في الأجزاء الخمسة الأولى من مسلسل باب الحارة الذي بث لأول مرة عام 2006، وشخصية أبو جمعة في مسلسل الخوالي عام 2000.

لكن مسيرة الراحل لم تقتصر بالتأكيد على تلك الشخصيتين، حيث كان محمد الشماط أحد أبرز وجوه المسرح الشعبي بدمشق، وفي رصيده عدد من الأدوار الإذاعية، والتلفزيونية، بدءا من مشاركته بمسلسل "حارة القصر" 1970، كما كانت له مشاركات في سينما السبعينيات التي عرفت بالسينما التجارية.

ومن أعماله التلفزيونية: باب الحارة "أبو مرزوق"، ليالي الصالحية ضيف شرف الحلقة الأخيرة، الخوالي "أبو جمعة"، ملح وسكر، طرابيش، الغربال، صايعين ضايعين، حارة القصر، وادي المسك، طرابيش، مزاد علني، وحارة خارج التغطية.

أما في السينما: إمرأة لا تبيع الحب، امرأة تسكن وحدها، ذكرى ليلة حب، غوار جيمس بوند، غراميات خاصة، العندليب، حبيبي مجنون جداً، عندما تغيب الزوجات، صح النوم، صيد الرجال، وبنات الكاراتيه.

المرض والعلاج

أصيب بجلطة دماغية عامي 1995 و1999 أثرت على نطقه وحركته، كما أصيب على أثرها بفقدان الذاكرة في بعض الأحيان، فاضطر للتوجه إلى أميركا بهدف العلاج الذي استمر نحو 4 سنوات، حيث أبلغه الأطباء أنه سيظل على هذا الحال طوال حياته. وبحسب ما صرح محمد الشماط في وقت لاحق، أن أحد الأطباء نصحه بقراءة القرآن الكريم للاستشفاء من آثار الجلطة الدماغية، وهي النصيحة التي اتبعها لمدة 3 أشهر، وساهمت في استعادته النطق، ومنذ ذلك الحين التزم الشماط بقراءة القرآن الكريم.

وتعرض الشماط لأزمة قلبية في عام 2019، إذ تلقى العلاج في أحد مستشفيات دمشق، كما تعرض لأزمة صحية مؤخرا قبل وفاته.

وفاته​​​​​​​

توفي محمد الشماط فجر يوم الثلاثاء عن عمر يناهز الـ 85 عاما ​​​​في الولايات المتحدة الأميركية التي كان يتواجد فيها لتلقي العلاج بعد صراع طويل مع المرض.

وقد نعت نقابة الفنانين الراحل بعد مسيرة فنية حافلة وأعلنت عن تدهور حالته الصحية ليتم الحديث عن وفاته بعد ساعات. ونعى عدد من الفنانين السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي "أبو مرزوق"، بينهم تيم حسن، تولاي هارون، تماضر غانم، نديم شراباتي، سلاف فواخرجي.