في تغطية خاصة لموقع "الفن"، حلّت الممثلة برناديت حديب، ضيفة على برنامج "بين الحلم والحقيقة"، الذي يعده ويقدمه مدير التحرير جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان.


قالت برناديت :"أعيش في الحقيقة أكثر مما أعيش في الحلم، أعيش اللحظة التي أكون موجودة فيها، وأحاول أن أستفيد منها إلى أقصى الحدود، وأستخدمها لأعرف ماذا سأفعل في الغد، فاللحظة التي أعيشها هي مهمة جداً، ولا أضيع وقتي في التفكير بالماضي، ولا في ما يخبئه لي المستقبل".

وأضافت :"أنا حققت كل الأحلام التي كنت أحلم بتحقيقها، وأتمنى أن أبقى بنفس المستوى الذي عرفني به الناس، وبتقديم الأدوار الجميلة التي أقتنع بها لأمثلها. أما حلم اليوم، فهو أن يعود لبنان أفضل من ما كان، وأن نجتاز الأزمة التي نمر بها، هذا حلم كل اللبنانيين".
وعن سر ضحكتها الدائمة وفرحها رغم كل الظروف، قالت برناديت :"أجمل شيء يمكن أن أفعله في الحياة، هو أن أستطيع أن أرسم البسمة على وجوه الناس، وأدخل الفرح إلى قلوبهم، ولا يمكنني أن أرسم هذه البسمة إذا كنت أفتقدها، وأنا أشعر بأن الناس يجب أن يكونوا سعداء، فلذلك أنا متفائلة وإيجابية دائماً، وأبتسم بإستمرار. البسمة هي شخصيتي، أنا أستيقظ من النوم وأنا مبتسمة، آملة أن يحمل لي اليوم الجديد شيئاً جميلاً، وأحمد الله على كل شيء".
وكشفت برناديت أنها عاشت الكثير من التجارب القاسية، حتى منذ أن كانت صغيرة في السن، وقالت :"أتعلم من تلك التجارب، وأحملها في قلبي، وليس من الضروري أن أكشفها لغيري، أو أن أشاركها مع الناس، فالناس لديهم مشاكلهم وأوجاعهم".

وعن المنشور الذي كتبت فيه على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي، أن شكلها ولونها يحيّران كثيرين، علقت برناديت قائلة :"رغم أننا أصبحنا في عام 2021، إلا أنه ما زال هناك أشخاص جهلاء وعنصريون، ربما عندما كنت صغيرة في السن، كنت أنزعج قليلاً حين كان البعض يتنمرون عليّ لأن بشرتي سمراء، ولكن عندما تقدمت في السن، أصبحت أدرك قيمة ما لديّ، وهذا الأمر يعطيني قوة، وإصراراً وتحدّ. في الصيف والشتاء، لون بشرتي سمراء، في حين أن هناك أشخاصاً كثيرين يدفعون مبالغ كبيرة ليحصلوا على لون بشرة سمراء، إن كان من خلال السولاريوم، أو التمدد لساعات على شاطئ البحر تحت أشعة الشمس، وفي الشتاء تعود بشرتهم إلى لونها الطبيعي، ومنهم من يقول لي :"نيّالك لأن بشرتك دائماً سمراء". الإختلاف بالنسبة لي هو أمر جميل وإيجابي".
بالإنتقال إلى مسلسل "راحوا" الذي جسدت فيه دور "سُندس"، تحدثت برناديت عن أدائها هذه الشخصية باللهجة العراقية، وقالت :"أنا وجدت التحدي لنفسي، النص كان مكتوباً باللهجة اللبنانية، إجتمعت مع الكاتبة كلوديا مرشليان، ومدير الإنتاج، وقررنا أن تتحدث "سُندس" باللهجة العراقية، لكي نعطيها خصوصية ومصداقية. الصديقة العراقية حسنات الصدر، والممثل العراقي سيمون صادق، الذي جسّد دور زوجي في المسلسل، ساعداني على أن نحوّل نص "سُندس" كله من اللهجة اللبنانية إلى اللهجة العراقية، وكذلك على أن أعتاد على اللهجة، وأتحدث بها بطريقة طبيعية".
وأضافت :"شخصية "سُندس" تحمل قضية اللاجئين، ومن خلال اللاجئين العراقيين، فتحنا الباب على اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وعلى كل اللاجئين من مختلف الجنسيات، فهذا الدور عنى لي كثيراً، لأن القضية التي يحملها كبيرة جداً".

وعن الدور الذي تحب أن تجسده، قالت برناديت :"أحب أن أجسد دوراً له علاقة بمرض السرطان، مع أني جسدت سابقاً دور مريضة بالسرطان في مسلسل "ذات ليلة"، ولكني أحب أن أدخل أكثر في الموضوع، وكذلك أرغب كثيراً في أن أقدم "فوازير". في الماضي عملت في برنامج "غلا غلا" على قناة الجزيرة للأطفال، صورناه في مصر، وكان هناك من ضمن شخصيتي نوع من الفوازير، إذ جسدت دور الساحرة "عجيبة"، وكنت أقدم إستعراضاً في الساحة، وحينها قال لي أحد المصورين إني ذكرته بالممثلة الراحلة سعاد حسني، وكلامه أسعدني كثيراً".
وعن ترشيحها لجائزة أفضل ممثلة في مهرجان بريطانيا للأفلام القصيرة، عن دور مريضة الألزهايمر الذي جسدته في فيلم "القطعة الضائعة"، قالت برناديت :"فرحت كثيراً بترشيحي لهذه الجائزة، وهذا دليل على تقدير عملي، وأنه نال إستحسان المسؤولين عن المهرجان".
وذكر جوزيف بعض أسماء الممثلين والممثلات، والكتّاب والمخرجين المسرحيين الذين عملت معهم برناديت، وكانت تعليقاتها على الشكل الآتي:

دريد لحام :"أتمنى له الصحة والعمر الطويل، أحبه كثيراً، وأنا عشت في منزله مع عائلته، وهو عاملني مثل إبنته، وفتح لي الباب العريض للمسرح، وأوقفني أمامه بطلة في مسرحيتين، وبعدها في مسلسل "عودة غوار".
كاريس بشار :"حبيبة قلبي وصديقتي، عشنا معاً لمدة سنتين، وعملنا معاً كثيراً، هي ممثلة رائعة، أتمنى لها كل النجاح".
طلال الجردي :"أحبه كثيراً، هو صديق صدوق، ومن الفنانين القلائل الذين أعتبرهم أصدقاء، أتواصل معه دائماً، ونلتقي أحياناً، وأستشيره في بعض أدواري. الناس يحبون حين ألتقي مع طلال في عمل درامي أو مسرحي أو سينمائي، ويطلبون مني أن أشترك معه في فيلم، مثلما إلتقينا في فيلم "لما حكيت مريم".
روجيه عساف :"إشتقت أن أعمل معه على المسرح وبإدارته، أنا تخرجت من الجامعة حين كان روجيه أستاذي المشرف على التمثيل، ونلت حينها علامة 18 على 20، وهذه العلامة لم تحصل عليها أي ممثلة أو خريجة معهد لغاية اليوم".
جو قديح :"مجنون، أهضم زلمي على وجّ الأرض ممكن إنك تشتغل معه"، مريح في العمل، وهو أخ وصديق، والذين تعمل معهم في المسرح يصبحون عائلتك".
عصام بو خالد :"ما من مسرحية مثلت فيها تحت إدارته، إلا وقمت من خلالها بإنجاز، في تونس حصدتُ جائزة الممثلة الواعدة، عن دوري في مسرحية "تريو" التي كانت بإدارة عصام، في مصر حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، عن دوري في مسرحية "أرخبيل"، أيضاً بإدارة عصام، وكذلك مسرحية "بنفسج" أحدثت ضجة كبيرة في ألمانيا".

وفي القسم الأخير من البرنامج، كشفت برناديت أنها كانت تحب أن تلتقي بالشحرورة الراحلة صباح، وقالت :"أشعر بأني أشبهها في مكان ما، صباح التي كانت مليئة بالحياة والحب، ولم تتكلم عن أحد بالسوء، لم تفارقها ضحكتها حتى آخر يوم من حياتها. كنت أحب أن أحتضنها وأقبلها، لأنها شمس ساطعة في لبنان والعالم العربي والعالم كله".
وقالت برناديت إنها كانت تحب أن تلتقي الأديب والشاعر السوري الراحل محمد الماغوط :"كان من أهم الكتّاب، وخصوصاً الذين كتبوا للمسرح، كتابته عالمية، قلمه قاسٍ وفيه سخرية، ويحمل وجعاً وهمّاً، وآلام الشعوب العربية كلها".
برنامج "بين الحلم والحقيقة" يذاع كل يوم أحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر، ويعاد بثه كل يوم خميس عند الساعة التاسعة مساء، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، إخراج علي أمين.