أن تكون مشهوراً هو أن تفقد خصوصيتك فتصبح حياتك تحت الأضواء، فخلافاتك الزوجية وأسرارك معرضة أن تظهر للعلن وبالأخص في عصرنا الحالي مع ثورة التكنولوجيا والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي حولت العالم إلى قرية صغيرة.


أغلب قصص الحب والزواج وطلاق المشاهير تطفو أخبارها وتنتشر كالنار في الهشيم، ويتناقلها رواد مواقع التواصل، فيأخذ قسم منهم طرفاً ويتحيز له، وتضيع بذلك الحقيقة.
ولقد شهدنا في الآونة الأخيرة عدة حالات طلاق، لكن أبرزها كان طلاق الفنانين حسام حبيب وشيرين عبد الوهاب، وكذلك طلاق الممثل المصري مصطفى فهمي والإعلامية اللبنانية فاتن موسى، الذي يشكل محور موضوعنا.
بعد أربع سنوات من زواج، بدا لجميع الناس، وفق ما كانت تنشره الإعلامية اللبنانية فاتن موسى، زواجاً نموذجياً أساسه الحب والاحترام، انتهى بصورة مفاجئة، غداة إعلان الأخيرة أن فهمي طلقها غيابياً حين كانت متواجدة في لبنان لحضور زفاف شقيقتها و"من دون علمها" وفق ما قالت، الأمر الذي نفاه لاحقاً الممثل المصري في مقابلة تلفزيونية له مع الإعلامي عمرو أديب، ضمن برنامج "الحكاية"، والذي ظهر فيه بعد أن كان قرر التزام الصمت حيال الموضوع، بسبب كثرة البيانات والمنشورات لطليقته، التي شاركتها عبر صفحتها الرسمية بموقع تلتواصل الاجتماعي حيث، ساقت ضده عددا من الاتهامات.

وبعيداً عن الاعتماد على أقوال كل طرف، فإنه من الواضح أن الخلافات بين الزوجين السابقين، كانت كبيرة إلى درجة جعلت من طلاقهما غير ودي، بل تحول إلى سرد لفضائح.
مصطفى فهمي قال في حواره مع أديب، إنه كان أعلم والدها ناشراً تسجيلاً صوتياً خلال الحلقة، أن الأمور وصلت بينه وبين موسى إلى طريق مسدود، فرفض الأب التدخل في المسألة، وأن موسى كانت تعلم أنه حتماً سيطلقها، وأنه جمع ثيابها وحاجياتها ومتعلقاتها ووضبها في ما يقرب من 18 حقيبة، منتظراً أن موسى قد توفد شخصاً لأخذها، وقام بتغيير قفل باب شقة الزوجية، لكنها قامت بكسره وخلعه والدخول الى الشقة، وتصوير مقطع فيديو، الأمر الذي دفع به لرفع دعوى لقضايا الانترنت، في ما خص انتهاك الخصوصية، وأنه لم يحرمها حقوقها، وكانت تستطيع الاتصال بمكتبه لتحصل عليها، وأن تتقدم بدعوى لمحكمة الأسرة للتظلم.

​​​​​​​أما موسى فقد بدأت بإعلام المتابعين والمهتمين أن فهمي طلقها غيابياً، وأنه صادر حاجياتها ومتعلقاتها، بل وحاول ترهيبها، عبر حارس المبنى الموجودة فيه شقة الزوجية، وأنها تقدمت ببلاغات سب وقذف ضد كل من خاض في سمعتها وشرفها وأخلاقها، لافتة إلى أن معها كافة البيانات والمقابلة التي حدث فيها ذلك، مضيفة أن آخر هذه البلاغات كانت لمباحث الانترنت، بسبب أنها تلقت تهديداً شخصياً بشكل مباشر، حيث كانت فحوى رسائل التهديد "هنعمل ونسوى فيكي" و"لو مسكتيش هنعمل إيه".
ورفضت الرد على دخولها الشقة عنوة، معتبرة أن لها ثقة في القانون المصري بأن ينصفها، مستغربة كشف أسرار حياتهما الزوجية خلال المقابلة، رغم أنها لم تقم بذلك احتراماً لحياتهما سوياً.

وهنا لا بد من التعليق على ما فعلته موسى، من حيث الخوض في تفاصيل مشكلتها مع طليقها فهمي على وسائل التواصل، وكلام طليقها مع عمرو أديب، لنقول، ربما كان الأجدى بموسى أن لا تخوض في مشاكلها الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن تبقي الأمر لنفسها، ريثما تنهي الخلاف مع طليقها، وتسلك الطريق القانونية منذ البداية، بدلاً من أسلوب الفضائح، فهي وإن كانت وفق ما تقول، قد ظلمت، لم تكف عن نشر بيانات وتصريحات يومية على صفحتها، وحتى لو كان طليقها قد ارتكب أي خطأ في حقها، كان يمكن أن تعالجه بعيداً عن الإعلام والضوء.
ثانياً من ناحية الممثل مصطفى فهمي، والذي لم تكن فاتن موسى زوجته الأولى، بل خاض تجربة الزواج ثلاث مرات، نقول، ومهما كانت طليقته قد فعلت وتسببت له بأي أذى على فرض أنها كما قال في مقابلته، كانت أخفت عنه أنها اقترضت من بنوك في دبي، واكتشف لاحقاً بعدما اتصلوا به، أو أن طلباتها أكبر من احتياجاته، كان يمكن أن لا يتم الحديث عن هكذا مواضيع، أو التلميح إلى أن شيئاً أسوأ من هذا قامت به ولا يريد الافصاح عنه، وإذا كان حقيقة ينوي منحها حقوقها، لماذا لم يخبرها بذلك، أو يخبر أهلها لإعلامها بأن تحضر لتستلم حقوقها المادية وثيابها ومؤخر صداقها، وأن لا يغير قفل الشقة، حتى تحضر وتأخذ أغراضها التي يقول إنه حضرها لها، وكي لا تذهب الأمور إلى اضطرارها لرفع دعوى في محكمة الأسرة.
في الختام، الفضائح لن تشهر فاتن موسى أكثر، ولن تشوه سمعة مصطفى فهمي، وكان يجب أن يحل الممثل المصري الموضوع بحكمة أكبر وبسرية أكثر، كي لا يترك مجالاً للخوض في خصوصياتهما بهذه الطريقة، علماً أنه شرعاً عندما تطلق المرأة طلاقاً رجعياً، يحق لها الإقامة في منزل الزوجية، إلا إذ ثبت أنها قامت بأمر يعاقب عليه القانون.