في الـ 2017 تسلم منصبه كمدير تنفيذي لمهرجان "كان" السينمائي الدولي الأشهر بين مهرجانات العالم بل وأهمهم، ليكون المخرج الفرنسي تيري فريمو صاحب الـ61 عاماً من أهم المدراء التنفيذيين للمهرجان، وذلك بعد أن كان تولى عدداً من المناصب في عالم السينما، منها المدير الفني لمعهد لوميير في ليون عام 1995، ثم المدير الإداري له، ثم أصبح رئيس جمعية الأخوين لوميير السينمائية، من بعدها أصبح مديراً فنياً لمهرجان "كان" السينمائي عام 2004، كما حصل على درجة الماجستير في التاريخ المعاصر من Lumière University Lyon 2، وهو معروف أيضًا بفيلم "lumiere" والعديد من الأفلام الأخرى من إخراجه مثل "The Audacious Adventurer"، ويعتبر من أكثر الأشخاص الذي حصلت في عهده السينما العربية على عدة جوائز بعد مرورها على البساط الأحمر مع مخرجيها وكأنهم يحصلون على جواز سفر للمرور إلى العالمية بتوقيع تيري فريمو، وأثناء تواجده في القاهرة للمرة الاولى تحدث موقع "الفن" معه عن العديد من الأمور المهمة في عالم السينما.

حدثنا عن زيارتك لمصر، وهل هي الزيارة الأولى؟

إنها بالفعل الزيارة الأولى لي، وسعيد بها لأني كنت أتمنى زيارة مصر منذ فترة طويلة، ولدي مشاعر مختلطة ما بين السعادة والفخر فلقد زرت مصر وتواجدت في الوقت نفسه في مهرجان كبير وله مكانة مهمة هو "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" وتكرمت فيه، فهو مهرجان يتيح لمجموعة كبيرة من السينمائيين من مختلف أنحاء العالم فرصاً للقاء وتبادل الخبرات بشكل رائع حول صناعة السينما، وأعتبر تكريمي بالمهرجان ليس جائزة خاصة بي كشخص وإنما هي وسام لكل شخص اجتهد وساهم في النجاح الكبير الذي حققه مهرجان "كان" السينمائي على مدار تاريخه، خاصة في تلك الفترة التي تعد من أصعب الأوقات التي تمر بها السينما في مختلف أنحاء العالم.

هل ترى أن "مهرجان القاهرة السينمائي" تلقى بعض الدروس من مهرجان "كان" في العديد من الأمور؟

أي ظاهرة سينمائية مهمة، على الرغم من أننا في "كان" نستقبل الصناع من كل مكان ولكن من المهم أن نقابل الناس في مكانهم، وتحدث العديد من اللقاءات وجلسات العمل، وهو ما أحرص عليه في أي بلد أسافر إليه، وحتى عندما تمت دعوتي لزيارة مهرجان القاهرة، فلقد كانت لمقابلة زملائي في الصناعة نفسها التي نعمل بها جميعاً، ومقابلة الإعلام وهو أمر مهم يمكّننا أن ندرك في مهرجان "كان" -حتى لو كان الأهم عالمياً- ما يحدث من حولنا وكيف يرانا العالم، كما كان لدي فضول كبير لمعرفة كيف يتم تنظيم مهرجان القاهرة السينمائي، خاصة وأن "كان" حدث سينمائي عالمي كبير يتم تنظيمه في مدينة صغيرة، والقاهرة مدينة سينمائية كبيرة تحتضن مهرجاناً كبيراً.

يواجه مهرجان "كان" مشكلتين الأولى نسب الإناث والذكور وأيضاً المنصات فهل هناك طريقة لحل هاتين المشكلتين؟

اختيارات أفلام المهرجان تكون بجودة العمل الفنية وليس بجنس صانع الأفلام، والمهرجان يعمل على تحسين نسبة الذكور إلى الإناث في لجان التحكيم الخاصة به، واختيار المزيد من النساء لرئاسة لجان التحكيم المختلفة بالمهرجان في المستقبل، وانتقاء المزيد من الأفلام التي تخرجها مخرجات نساء، وهو ما أريد قوله إن المهرجان هو نتيجة وليس السبب وراء ذلك، فالتكافؤ سيحدث في السينما إذا ما قام أكبر عدد من النساء المخرجات بتقديم أفلام مميزة.

أما موضوع المنصات فهي تقدم محتوى مهم ولكن مهرجان "كان" مثله كمثل مختلف المهرجانات حول العالم لديه العديد من القواعد التنظيمية، ومنها أنه يجب أن ندافع عن دور العرض السينمائية وبالتالي تضم اللائحة أن الأفلام المشاركة في المهرجان يجب أن تعرض في دور العرض العالمية أو الفرنسية وهذا أمر لا يحدث مع المنصات أياً كانت، إذ تسعى الحكومة الفرنسية دوماً إلى حماية صناعة السينما من أجل تعليم الجيل الجديد من العاملين في قطاع السينما، ومشاهديها، خاصة وأنه لا يوجد أي شيء أجمل وأفضل من السينما حول العالم، لذلك توجد رقابة شديدة وتدخّل للحكومة الفرنسية في الأفلام، مع محاولات لتفهم التطور الجديد الذي نتج بسبب المنصات، خاصة وأن أكبر نجوم الأفلام يحبون الظهور على الشاشات الكبيرة، ولكن المستقبل سيحمل مزجاً بين دور العرض والمنصات، ولكنها لا يمكنها أن تهزّ من مكانة مهرجان "كان" سينمائياً.

هل ترى أن هناك اختلافاً كبيراً بين صناعة السينما والتلفزيون؟

أنا على ثقة بأن لكل واحد منها جمهوره ومتابعيه، ولكن يظل للسينما وقع خاص، كونها تحمل في أفلامها أفكاراً مركزة، يجب أن تقدم في غضون وقت محدد، كما أن السينما لها شغف خاص، ففي مهرجان "كان" السينمائي الدولي، كل عام يجتمع الآلاف من محبي السينما، واللافت فيه أننا جميعاً في المهرجان ننسى كل شيء، ونتجاهل الحدود التي تفصلنا عن بعضنا البعض، لأن ما يجمعنا معاً هو السينما، وتكون الأفلام هي المحور الأساسي لحديث الجميع، وهو ما يعكس تعطش الجميع للأفلام.


في كل عام يواجه مهرجان "كان" يواجه تحدٍّ شديد من خلال اختيارات الأفلام والتي في العادة يظل لها بريق خاص طوال العام..

بالفعل نواجه تحدٍّ ضخم، ومسؤولية غير عادية لأنه علينا أن نطور ونجدد كل عام في اختيارات الأفلام تحديداً، فنحن في العادة نعمل على مستويين، الأول هو الماضي والثاني هو المستقبل، فلا بد أن يكون لدينا حنين وولاء للماضي الخاص بصناعة السينما وأن تظل جميلة، فمهرجان "كان" أكبر مهرجان سينمائي في العالم في الأذهان طوال الوقت، وكذلك علينا أن نبحث عن الجديد ونسعى إلى إستكشافه، فرؤية المستقبل اليوم بها أشياء كثيرة، فنحن كإدارة مهرجان "كان" لسنا قادرين على تحديد هل هذا الذوق العالمي، أو هل نصنع التاريخ، ولكننا نحاول المزج بين الأمرين، فنحن في فرنسا نفتخر بالذوق الذي نتعامل به في كل أمور حياتنا، وهو مصدر للفخر، ولكن الجميع يقع في الخطأ، وهذا ما يحدث عندما نختار عملاً لا يلاقي استحسان حضور المهرجان الأمر الذي ما يشعرنا باليأس، خاصة وإننا نتعامل مع الأفلام على أنها أولادنا.

السينما العربية شهدت تدليلاً كبيراً من قبل إدارة مهرجان "كان" منذ أن توليت منصباً إدارياً به، فما السبب؟

الأمر ليس له علاقة بالتدليل، فالأفلام المصرية والعربية يتم اختيارها بالطريقة نفسها لاختيار باقي الأفلام وليس لها معايير خاصة، فالسينمائيون كل منهم يحلم أن نختار فيلمه ضمن مسابقات المهرجان، فكل مخرج من أي مكان في العالم له الحق في ارسال فيلمه، إذ يصلنا حوالى 3000 فيلم كل عام، ليست كلها جيدة ولكن هناك حق مكفول للجميع أن يرشح عمله للمهرجان، ونشاهدها جميعها ولكن لا يمكننا اختيار كل الأفلام، فنحن نسعى لاختيار الأفضل ليكون في المسابقة الرسمية، وهذا ما أعتبره احتراماً للسينمائيين في كل مكان في العالم، وأعتقد أن صعوبة مهنتي هي أنني مضطر لأن أقول رأيي في أي فيلم بكل صراحة، وأن أقدم قراري بالمشاركة أم لا، في غضون وقت قصير، لذلك أنصح دائماً السينمئيايين العرب الذين يحلمون بالوصول إلى العالمية وخطف إحدى جوائز "كان" بألا يتوقفوا عن العمل، وأن يواصلوا بتصوير الأفلام.
كما أن المهرجان يحمل رسالة إلى العالم بأكمله بأن السينما لا تعني فقط هوليوود أو السينما الأوروبية، وإنما الشرق الأوسط الذي أنجب العديد من الأسماء السينمائية البارزة والتي حجزت لنفسها مكاناً هاماً في الساحة الدولية، وذلك على غرار المخرج الراحل يوسف شاهين، والذي كان صديقاً وضيفاً عزيزاً على المهرجان، والثقافة السينمائية في مصر لها حضورها الدولي منذ عقود.

شهد مهرجان "كان" خلال العامين الماضيين بعض الصعوبات بسبب الكورونا؟

كان العام الأول صعباً لذلك قررنا وقتها أن تكون الدورة "اونلاين"، فلم يكن احد منا يعلم ما الذي سيجلبه هذا العام للبشرية، وهل من الممكن تنظيم أحداث سينمائية رئيسية أم لا، لذلك قررنا وقتها تعديل الشكل لهذا العام الغريب، فلقد أقمنا محاكاة لتجربة سوق دعم السينما في مدينة "كان" من خلال اجتماعات مباشرة خلال الفترة نفسهاذ التي كان يقام بها المهرجان، بهدف تقديم بدائل إبداعية لتسهيل الأعمال والشبكات لمحترفي صناعة السينما من جميع أنحاء العالم، وتضمن السوق وقتها أكشاكا افتراضية لوكلاء المبيعات للاتصال بالمشترين وعرض أفلامهم ومشاريعهم الجديدة قيد التنفيذ في مساحة مخصصة عبر الإنترنت تعمل كمكافئ رقمي لأكشاكهم في "كان"، وعلى الجانب الآخر قررنا في العام الثاني إقامة الدورة بكل طاقتها مع الاهتمام بالإجراءات الإحترازية على أعلى مستوى، حتى نحمي محبي السينما وصناعها ونقدم لهم الحلم السنوي الذي ينظرونه.


في الـ 2017 تسلم منصبه كمدير تنفيذي لمهرجان "كان" السينمائي الدولي الأشهر بين مهرجانات العالم بل وأهمهم، ليكون المخرج الفرنسي تيري فريمو صاحب الـ61 عاماً من أهم المدراء التنفيذيين للمهرجان، وذلك بعد أن كان تولى عدداً من المناصب في عالم السينما، منها المدير الفني لمعهد لوميير في ليون عام 1995، ثم المدير الإداري له، ثم أصبح رئيس جمعية الأخوين لوميير السينمائية، من بعدها أصبح مديراً فنياً لمهرجان "كان" السينمائي عام 2004، كما حصل على درجة الماجستير في التاريخ المعاصر من Lumière University Lyon 2، وهو معروف أيضًا بفيلم "lumiere" والعديد من الأفلام الأخرى من إخراجه مثل "The Audacious Adventurer"، ويعتبر من أكثر الأشخاص الذي حصلت في عهده السينما العربية على عدة جوائز بعد مرورها على البساط الأحمر مع مخرجيها وكأنهم يحصلون على جواز سفر للمرور إلى العالمية بتوقيع تيري فريمو، وأثناء تواجده في القاهرة للمرة الاولى تحدث موقع "الفن" معه عن العديد من الأمور المهمة في عالم السينما.

حدثنا عن زيارتك لمصر، وهل هي الزيارة الأولى؟

إنها بالفعل الزيارة الأولى لي، وسعيد بها لأني كنت أتمنى زيارة مصر منذ فترة طويلة، ولدي مشاعر مختلطة ما بين السعادة والفخر فلقد زرت مصر وتواجدت في الوقت نفسه في مهرجان كبير وله مكانة مهمة هو "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" وتكرمت فيه، فهو مهرجان يتيح لمجموعة كبيرة من السينمائيين من مختلف أنحاء العالم فرصاً للقاء وتبادل الخبرات بشكل رائع حول صناعة السينما، وأعتبر تكريمي بالمهرجان ليس جائزة خاصة بي كشخص وإنما هي وسام لكل شخص اجتهد وساهم في النجاح الكبير الذي حققه مهرجان "كان" السينمائي على مدار تاريخه، خاصة في تلك الفترة التي تعد من أصعب الأوقات التي تمر بها السينما في مختلف أنحاء العالم.


هل ترى أن "مهرجان القاهرة السينمائي" تلقى بعض الدروس من مهرجان "كان" في العديد من الأمور؟

أي ظاهرة سينمائية مهمة، على الرغم من أننا في "كان" نستقبل الصناع من كل مكان ولكن من المهم أن نقابل الناس في مكانهم، وتحدث العديد من اللقاءات وجلسات العمل، وهو ما أحرص عليه في أي بلد أسافر إليه، وحتى عندما تمت دعوتي لزيارة مهرجان القاهرة، فلقد كانت لمقابلة زملائي في الصناعة نفسها التي نعمل بها جميعاً، ومقابلة الإعلام وهو أمر مهم يمكّننا أن ندرك في مهرجان "كان" -حتى لو كان الأهم عالمياً- ما يحدث من حولنا وكيف يرانا العالم، كما كان لدي فضول كبير لمعرفة كيف يتم تنظيم مهرجان القاهرة السينمائي، خاصة وأن "كان" حدث سينمائي عالمي كبير يتم تنظيمه في مدينة صغيرة، والقاهرة مدينة سينمائية كبيرة تحتضن مهرجاناً كبيراً.


يواجه مهرجان "كان" مشكلتين الأولى نسب الإناث والذكور وأيضاً المنصات فهل هناك طريقة لحل هاتين المشكلتين؟

اختيارات أفلام المهرجان تكون بجودة العمل الفنية وليس بجنس صانع الأفلام، والمهرجان يعمل على تحسين نسبة الذكور إلى الإناث في لجان التحكيم الخاصة به، واختيار المزيد من النساء لرئاسة لجان التحكيم المختلفة بالمهرجان في المستقبل، وانتقاء المزيد من الأفلام التي تخرجها مخرجات نساء، وهو ما أريد قوله إن المهرجان هو نتيجة وليس السبب وراء ذلك، فالتكافؤ سيحدث في السينما إذا ما قام أكبر عدد من النساء المخرجات بتقديم أفلام مميزة.

أما موضوع المنصات فهي تقدم محتوى مهم ولكن مهرجان "كان" مثله كمثل مختلف المهرجانات حول العالم لديه العديد من القواعد التنظيمية، ومنها أنه يجب أن ندافع عن دور العرض السينمائية وبالتالي تضم اللائحة أن الأفلام المشاركة في المهرجان يجب أن تعرض في دور العرض العالمية أو الفرنسية وهذا أمر لا يحدث مع المنصات أياً كانت، إذ تسعى الحكومة الفرنسية دوماً إلى حماية صناعة السينما من أجل تعليم الجيل الجديد من العاملين في قطاع السينما، ومشاهديها، خاصة وأنه لا يوجد أي شيء أجمل وأفضل من السينما حول العالم، لذلك توجد رقابة شديدة وتدخّل للحكومة الفرنسية في الأفلام، مع محاولات لتفهم التطور الجديد الذي نتج بسبب المنصات، خاصة وأن أكبر نجوم الأفلام يحبون الظهور على الشاشات الكبيرة، ولكن المستقبل سيحمل مزجاً بين دور العرض والمنصات، ولكنها لا يمكنها أن تهزّ من مكانة مهرجان "كان" سينمائياً.


هل ترى أن هناك اختلافاً كبيراً بين صناعة السينما والتلفزيون؟

أنا على ثقة بأن لكل واحد منها جمهوره ومتابعيه، ولكن يظل للسينما وقع خاص، كونها تحمل في أفلامها أفكاراً مركزة، يجب أن تقدم في غضون وقت محدد، كما أن السينما لها شغف خاص، ففي مهرجان "كان" السينمائي الدولي، كل عام يجتمع الآلاف من محبي السينما، واللافت فيه أننا جميعاً في المهرجان ننسى كل شيء، ونتجاهل الحدود التي تفصلنا عن بعضنا البعض، لأن ما يجمعنا معاً هو السينما، وتكون الأفلام هي المحور الأساسي لحديث الجميع، وهو ما يعكس تعطش الجميع للأفلام.

في كل عام يواجه مهرجان "كان" يواجه تحدٍّ شديد من خلال اختيارات الأفلام والتي في العادة يظل لها بريق خاص طوال العام..

بالفعل نواجه تحدٍّ ضخم، ومسؤولية غير عادية لأنه علينا أن نطور ونجدد كل عام في اختيارات الأفلام تحديداً، فنحن في العادة نعمل على مستويين، الأول هو الماضي والثاني هو المستقبل، فلا بد أن يكون لدينا حنين وولاء للماضي الخاص بصناعة السينما وأن تظل جميلة، فمهرجان "كان" أكبر مهرجان سينمائي في العالم في الأذهان طوال الوقت، وكذلك علينا أن نبحث عن الجديد ونسعى إلى إستكشافه، فرؤية المستقبل اليوم بها أشياء كثيرة، فنحن كإدارة مهرجان "كان" لسنا قادرين على تحديد هل هذا الذوق العالمي، أو هل نصنع التاريخ، ولكننا نحاول المزج بين الأمرين، فنحن في فرنسا نفتخر بالذوق الذي نتعامل به في كل أمور حياتنا، وهو مصدر للفخر، ولكن الجميع يقع في الخطأ، وهذا ما يحدث عندما نختار عملاً لا يلاقي استحسان حضور المهرجان الأمر الذي ما يشعرنا باليأس، خاصة وإننا نتعامل مع الأفلام على أنها أولادنا.

السينما العربية شهدت تدليلاً كبيراً من قبل إدارة مهرجان "كان" منذ أن توليت منصباً إدارياً به، فما السبب؟

الأمر ليس له علاقة بالتدليل، فالأفلام المصرية والعربية يتم اختيارها بالطريقة نفسها لاختيار باقي الأفلام وليس لها معايير خاصة، فالسينمائيون كل منهم يحلم أن نختار فيلمه ضمن مسابقات المهرجان، فكل مخرج من أي مكان في العالم له الحق في ارسال فيلمه، إذ يصلنا حوالى 3000 فيلم كل عام، ليست كلها جيدة ولكن هناك حق مكفول للجميع أن يرشح عمله للمهرجان، ونشاهدها جميعها ولكن لا يمكننا اختيار كل الأفلام، فنحن نسعى لاختيار الأفضل ليكون في المسابقة الرسمية، وهذا ما أعتبره احتراماً للسينمائيين في كل مكان في العالم، وأعتقد أن صعوبة مهنتي هي أنني مضطر لأن أقول رأيي في أي فيلم بكل صراحة، وأن أقدم قراري بالمشاركة أم لا، في غضون وقت قصير، لذلك أنصح دائماً السينمئيايين العرب الذين يحلمون بالوصول إلى العالمية وخطف إحدى جوائز "كان" بألا يتوقفوا عن العمل، وأن يواصلوا بتصوير الأفلام.
كما أن المهرجان يحمل رسالة إلى العالم بأكمله بأن السينما لا تعني فقط هوليوود أو السينما الأوروبية، وإنما الشرق الأوسط الذي أنجب العديد من الأسماء السينمائية البارزة والتي حجزت لنفسها مكاناً هاماً في الساحة الدولية، وذلك على غرار المخرج الراحل يوسف شاهين، والذي كان صديقاً وضيفاً عزيزاً على المهرجان، والثقافة السينمائية في مصر لها حضورها الدولي منذ عقود.

شهد مهرجان "كان" خلال العامين الماضيين بعض الصعوبات بسبب الكورونا؟

كان العام الأول صعباً لذلك قررنا وقتها أن تكون الدورة "اونلاين"، فلم يكن احد منا يعلم ما الذي سيجلبه هذا العام للبشرية، وهل من الممكن تنظيم أحداث سينمائية رئيسية أم لا، لذلك قررنا وقتها تعديل الشكل لهذا العام الغريب، فلقد أقمنا محاكاة لتجربة سوق دعم السينما في مدينة "كان" من خلال اجتماعات مباشرة خلال الفترة نفسهاذ التي كان يقام بها المهرجان، بهدف تقديم بدائل إبداعية لتسهيل الأعمال والشبكات لمحترفي صناعة السينما من جميع أنحاء العالم، وتضمن السوق وقتها أكشاكا افتراضية لوكلاء المبيعات للاتصال بالمشترين وعرض أفلامهم ومشاريعهم الجديدة قيد التنفيذ في مساحة مخصصة عبر الإنترنت تعمل كمكافئ رقمي لأكشاكهم في "كان"، وعلى الجانب الآخر قررنا في العام الثاني إقامة الدورة بكل طاقتها مع الاهتمام بالإجراءات الإحترازية على أعلى مستوى، حتى نحمي محبي السينما وصناعها ونقدم لهم الحلم السنوي الذي ينظرونه.