عثمان جحا كاتبٌ سوري من الطراز الرفيع منذ بداياته بالوسط الفني، وها هو اليوم يتألق بكتابة العديد من المسلسلات، أبرزها "أولاد البلد"، و"وثيقة شرف"، حتى أنه يحضر حالياً أجزاء جديدة من هذه الأعمال، ومن الممكن أن نرى مسلسله "العربجي" قريباً.
وكان لموقع "الفن" مقابلة مع الكاتب عثمان جحا، لمعرفة تفاصيل أعماله الجديدة، وآرائه حول العديد من الموضوعات.

في البداية، حدثنا أكثر عن مسلسل "وثيقة شرف"، وما هي مقومات العمل التي من خلالها رسمتم على جذب الجمهور لها؟

"وثيقة شرف" هو عمل بفكرة جديدة بالمطلق، فكرة العهود والمواثيق بين الأصدقاء، أعتقد أنه فكرة مبتكرة، معالجة بطريقة يتم طرحها للمرة الأولى، هو عمل يضيء على الصراع بين الصديقين اللدودين الحرامي والشرطي، بعنوان عريض وملفت.

علمنا أن هناك أربعة أبطال للعمل، ما سبب اتجاهك لهذا النوع من القصص؟

لا بد أن نعود للبطولة الجماعية، الدراما السورية أخذت قوتها من البطولة الجماعية، وطالما أتحدث عن هذا النوع من الأعمال الاجتماعية، والذي هو "وثيقة شرف"، أو العهود والمواثيق، فمن المفترض أن نتجه لأكثر من شخص، أو أن تضم الوثيقة أكثر من شخص، هذا النوع فرض عدداً أكبر من الأبطال، وأنا مع عودة البطولة السورية للدراما السورية.


بتعدد الأبطال لن يكون هناك عواقب سلبية من ناحية سرقة الأضواء بين الفنانين الأربعة؟

أظن أن خطف الأضواء بين النجوم يعتمد على عاملين، هما مساحة الدور وأداء الممثل، وهي فرصة لأي ممثل، من أجل إبراز نفسه بين أربعة أدوار، لها نفس المساحة، ونفس الفعالية الدرامية.

لاحظنا أن هناك شراكة تجمعك مع الكاتب مؤيد النابلسي، حدثنا أكثر عن سر هذه الشراكة، وإلى متى ستستمر؟

أنا (وأعوذ بالله من كلمة أنا) من أكثر الكتاب السوريين الذين عملوا ورشات مع كتاب في سوريا وخارجها، لكن مع مؤيد، استطعنا الوصول إلى التوافق في الأفكار، نحن بدأنا بالشراكة منذ فترة طويلة، أما الاستمرارية، فهي متعلقة بنوع المشروع.

هل يمكننا التطرق إلى مشروعك الثاني "أولاد البلد" الذي انتهيت من كتابته مؤخراً؟

"أولاد البلد" عمل يندرج تحت البيئة الشامية، لكنه مختلف عنها، حيث يتناول زمن أواخر الدولة العثمانية، عصر الآغاوات، والصراع مع الزعامات الشعبية للسيطرة على الموارد الاقتصادية، وأتمنى أن يلقى النجاح. سخّرنا كامل جهودنا وطاقتنا لنخرج من خلاله من النمط الشامي التقليدي.

وهل كان لك دور في اختيار الممثلين -الذين سيجسدون قصتك- بالنقاش مع المخرج؟

في الحقيقة، أنا أفضل دائماً أن يكون هناك نقاش بيني وبين المخرج على اختيار الممثل، ففي معظم الأحيان، أقدم اقتراحات للمخرج من أجل اختيار ممثل معين، أجد أن كاركتيره مناسب لأداء الشخصية.

نسمع في الآونة الأخيرة شكاوى من الفنانين بأن هناك قلة في النصوص، وحتى أنهم يصفونها بـ"السيئة"، هل النصوص هي فعلاً هكذا، وما السبب؟

هناك نصوص كثيرة رديئة موجودة بالسوق، ومن كتبها هم مجرد أشخاص يحاولون الكتابة، ويعتقدون أن أي قصة يستطيعون تحويلها إلى سيناريو، وهذا ليس صحيحاً، بالإضافة إلى ابتعاد أسماء كبيرة عن الكتابة والدراما، وأتوقع أنه في هذا العام، سنشهد عودة نصوص لكتاب جيدين جداً، مثل سامر رضوان ويم مشهدي.


لاحظنا أن العديد من الكتاب السوريين يتجهون للعمل مع شركات عربية، من أجل صناعة أعمال مؤلفة من عشر حلقات، هل من المتوقع أن نراك قريباً بهذه الأعمال؟

الأمر وارد جداً، لأن هناك عروضاً مقدمة لي من الخارج لكتابة عشريات، والأموضوع حالياً قيد الدراسة.

ما رأيك بالألفاظ النابية في بعض المسلسلات، وآخرها مسلسل "الهيبة - جبل" الذي قال خلاله الممثل تيم حسن كلمة بذيئة صدمت الجمهور؟

لا أفضل الألفاظ النابية في المسلسلات التي تعرض على التلفزيون، إلا أن وضع المنصة مختلف، لكن مهما كان السياق الدرامي، نستطيع تجنب الألفاظ النابية، وأنا لست مطلقاً مع طرحها على التلفزيون، لكن في المنصات والسينما، إذا كانت ضرورية وتخدم العمل، هناك وضع مختلف، ويمكن تقبلها.

قال الممثل والكاتب السوري طلال مارديني، في أحد اللقاءات، إن الكاتب يحتاج إلى وقت طويل لصناعة مسلسل، ومن يكتب خلال ثلاثة أشهر أو أقل، يعطي إنتاجاً سيئاً، ما رأيك بكلامه؟

كل شخص له وجهة نظر، لكني أوافق على كلام طلال مارديني، لأن النص الدرامي يشبه تحفة فنية بحاجة إلى نحت وعمل وتروي، لكي تظهر نتيجة مرضية، وليكون العمل بمستوى عالٍ.

ما هي المشاريع القادمة لك على صعيد الكتابة؟

هناك عدة مشاريع منها "العربجي"، حالياً بالمراحل النهائية، ربما ينتج هذا العام، بالإضافة إلى الجزء الثاني من "أولاد البلد"، والجزء الثاني من "وثيقة شرف"، بالإضافة إلى عدة مشاريع قيد الدراسة حالياً.