أطلقت الإعلامية داليا داغر ومن باريس جمعية "Les Toits De Beyrouth"، تحت شعار "بالتضامن قوّة"، بحضور متنوّع ولافت من أبناء الجالية اللبنانية، ومن أصدقاء لبنان في فرنسا.

وحضر المؤتمر أيضا سفير لبنان لدى فرنسا رامي عدوان ممثلا وزير السياحة وليد نصار، والنائب سيمون أبي رميا، والوزير السابق إبراهيم الضاهر، ومدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، ورئيس مجلس إدارة مستشفى المشرق د. أنطوان معلوف، والنائب السابق في البرلمان الفرنسي د. إيلي عبود، ولفيف من الأطباء والآباء اللبنانيين والفرنسيين، بالإضافة إلى رؤساء جمعيات، وشخصيات إجتماعية وإعلامية.
شكرت داليا داغر في بداية المؤتمر كل الحضور،وبكلمتها التي تخلّلها إستعراض مقاطع فيديو عن عمل جمعية "سطوح بيروت"، وسط تأثّر الحضور اللبناني والفرنسي، قالت: "وجودكم يعكس إهتمامكم في لبنان المتعثّر، وحضوركم هذا يوفر له وسيلة للنهوض ولتجاوز محنته بعد أن وصلت به الحال الى الموت البطيء". ولفتت داغر إلى أنّ "لبنان رمز التبادل الثقافي، لبنان مكان الحياة والأمل، لبنان الفخور بشبابه وتأثيره في العالم، لبنان هذا الذي بنيناه معا يموت ببطء اليوم".
وتابعت في كلمتها: "كصحفية تهتم بالناس وكأم مسؤولة عن أسرة وكامرأة لبنانية عاشت الحرب لم أرغب أبدًا في أن أؤمن بالقدر أردت أن أؤمن بحلمي "مجتمع أكثر عدلاً وقريب من الأكثر ضعفا".
وتحدّثت داغر عن جمعية "سطوح بيروت"، مشيرة إلى أنّها "ولدت من معجزة وحلم وإيمان لا يتزعزع، وتأسست عام 2017 وهي مسجلة لدى وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية وهي جمعية غير ربحية. جمعية "سطوح بيروت" هي جمعية غير سياسية لا تميز بين الأديان، والغرض منها هو مساعدة الفئات الأكثر حرمانًا، والقضاء على التفاوتات من خلال السماح بالحصول على التعليم وتوفير السكن اللائق".
وأضافت: "هدفنا هذا العام على وجه الخصوص هو الاستجابة للاحتياجات الطبية في ظلّ الأزمات المتتالية التي ضربت لبنان".
وفنّدت داغر أبرز النشاطات التي قامت بها الجمعية على مرّ السنوات، وقالت: "بالتعاون مع وزارة الصحة ومستشفى المشرق والجمعية اللبنانية لأمراض النساء والتوليد، والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية أطلقنا حملة للوقاية من سرطان عنق الرحم وتمكنا من تقديم اختبار مسحة عنق الرحم مجانًا في 208 مركزًا صحيًا. وفي أعقاب وباء كورونا قامت جمعية "سطوح بيروت" حملة لتوزيع حصص غذائية، وملابس ومواد تعقيم، ومنتجات للتنظيف على ما يقرب من مئة ألف أسرة منتشرة في كلّ لبنان".
وأضافت داغر: "أطلقنا مشروع "كتر خيرك" الذي يهدف إلى بيع المنتجات المصنوعة منزليًا والمونة فضلاً عن الحرف اليدوية لأكثر من 100 امرأة"، مشدّدة على أنّ "مساعدة الإنتشار اللبناني في تمويل مشاريعنا أدّى إلى تحقيق مختلف أهداف الجمعية طيلة سنوات عملها".
وتابعت: "من سطوح بيروت الى طرقات بيروت، التقينا بالمواطنين في أعقاب إنفجار مرفأ بيروت واستمعنا إليهم وحددنا احتياجاتهم ومن خلال حملتنا " Beirut always stands tall" حاولنا مساعدة الناس قدر الإمكان وقمنا أيضًا بإعادة بناء العديد من المنازل".
وأكّدت أنّ "مشروعنا السنوي الأهم هو "التليتون" وهو فكرة مستوحاة من التليتون الذي يقام كل عام في فرنسا ومنذ عام 2013 وعلى مدار 9 سنوات نظمنا "التليتون" للاستجابة بطريقة مناسبة لإحتياجات الشعب اللبناني. وكنت أرغب كثيرًا في أن يشبه تيليتون لدينا ذلك الموجود في فرنسا لتمويل مشاريع بحثية من أجل مكافحة الأمراض أو لإنشاء مراكز لتسليط الضوء على تراثنا الأدبي والمعماري والحرفي الغني لكن الواقع للأسف ليس نفسه في البلدين".
وكشفت عن أنّ التليتون التاسع سيعقد في 23 كانون الأول 2021 في خلال بث مباشر لعدة ساعات من أجل جمع التبرعات ومساعدة ما معدله 2000 أسرة، معتبرة أنّ "أهمية التليتون هي أنه يساعد في الإلتفاف حول القيم المرتبطة بالمواطنة والقوة الأكبر لديه أنه قادر على تغيير حياة الكثير من الناس حيث يتم دعم نضال العديد من العائلات بفضل التبرعات التي تصلنا".
ولفتت إلى أنّ "التبرعات قادرة على تغيير مصير الأطفال والأسر المشردة والعاطلة عن العمل والأشخاص ذوي الإعاقة وهنا لا بد من التأكيد أنني لا أحاول تعزيز الموقف المثير للشفقة بل أود أن أوضح لكم كيف أن التيلتون قادر على "إحياء النجوم" كما يقول Apollinaire".
ورأت داغر أنّ "التحدي الذي نواجهه هذا العام أصعب بكثير مما كان عليه في السنوات الأخرى، بسبب الأزمات الإقتصادية وتغطية التكاليف لم تعد تتعلق بتحسين نوعية الحياة بل في إنقاذ الأرواح"، مشيرة إلى أنّ "تيلتون 2021 يستهدف بشكل رئيسي المرضى الذين يحتاجون الى عملية جراحية عاجلة والى علاجات طويلة الأمد والذين لا يستطيعون تحمل تكلفة العلاج".
وقالت داغر: "إستجابة للطلبات العاجلة التي ترد إلى جمعيتنا والتي تضاعفت بفعل الأزمة، كان من الضروري بالنسبة لنا توسيع مروحة جمعيتنا، فكانت فكرة إنشاء جمعية "Les Toits de Beyrouth" في باريس لتكون إمتدادا لجمعية "سطوح بيروت" في لبنان".
وختمت داغر كلمتها بإستعراض أهمية العلاقات اللبنانية الفرنسية، مؤكّدة أنّ "الوجود الكبير والدعم الثابت للشتات اللبناني في فرنسا يعزز الارتباط الوثيق بين لبنان وفرنسا".