يسرا، ممثلة جمعت بين الموهبة والاحتراف والجاذبية والجمال، لها مسيرة فنية جعلتها من نجمات الصف الأول في مصر.
ولا تقتصر مسيرة يسرا على التمثيل، بل شملت الغناء أيضاً، الذي لها فيه لمسات رائعة.
موقع "الفن" كان له لقاء خاص مع الممثلة القديرة يسرا، تحدثت فيه عن العديد من المواضيع الفنية والشخصية الشيّقة من القلب إلى القلب.


إطلالاتك على السجادة الحمراء في المهرجانات تخطف الأنظار، ومؤخراً أطليتِ في مهرجان الجونة، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، كيف تحضرين لهذه الإطلالات؟

قبل افتتاح أي مهرجان، يكون هاجسي الأول التحضير للسير على السجادة الحمراء، بما يتناسب مع قيمتي الفنية، وكذلك قيمة هذا المهرجان، ولا أضع تركيزي في ما يدور من حولي، وعندما أعاود مشاهدة ما حدث على سجادة الدخول، تفاجئني بعض المشاهد الغريبة نوعاً ما، وأتابع أيضاً مشاهد أخرى جميلة وعادية، وهذا يحدث في كل مهرجانات العالم، وليس فقط في مهرجانات المنطقة العربية، والسوشيال ميديا ساهمت في التركيز على كل ما هو غريب، أملاً في الوصول إلى "الترند".

هل تعملين على أن تتصدري الترند؟

لا طبعاً، فأنا لست موجودة في الحياة وأعمل في مجالي بحثاً عن أي ترند، فبعض نجوم السوشيال ميديا يصلحون أن يكونوا نجوماً للترند، وهذا يختلف كثيراً عن مواصفات النجومية الحقيقية التي تعيش على مدى السنوات.

هل تؤمنين بدور السوشيال ميديا في حياة الفنان؟

مع الأسف، نحن نتعامل مع السوشيال ميديا بشكل خاطئ تماماً، وقد استطاعت صنع نجوم في دقائق، بلا أي تاريخ فني، ولا أساس يقفون عليه، وأيضاً بلا جهد من جانبهم للوصول إلى النجومية الحقيقية، التي تعتمد على موهبة وجهد الفنان، لبناء الثقة بينه وبين جمهوره.
وهنا أشير إلى أنني كنت أقوم بطلاء جدران الستوديو مع الأستاذ يوسف شاهين، بحثاً عن الشكل واللون اللذين يناسبان الموضوع الذي نقدمه.

رحلة طويلة منذ بدايتك في العمل وصولاً إلى المكانة التي أنتِ فيها اليوم، ما هو تقييمك لرحلتك الفنية؟

بدأت في منتصف السبعينيات، بعد أن اكتشفني مدير التصوير عبد الحليم نصر، وقدمني في فيلم "ألف بوسة وبوسة"، وكان أحد مشاهد الفيلم يتطلب وجود قبلة بيني وبين البطل حسين فهمي، ففوجئت بصفعة "ترن على وجهي" من والدي، الذي كان شديد الغيرة عليّ، ويرفض إقتراب أي أحد مني، حينها فكرت في اتخاذ قرار إعتزال الفن.

هل هناك أفلام شاركتِ فيها بهدف الانتشار، قبل تحقيقك النجومية؟

يمكن أن أسميها أفلاماً خفيفة، وأعترف بأن من بينها بعض الأعمال التي لا أحبها، وإذا وجدتها أمامي على شاشة التلفزيون أطفئه.

لكل فنان مراحل فاصلة في حياته نقلته من مكان إلى مكان آخر، ما هي هذه المراحل في رحلتك الفنية؟

بعد أن قدمت مجموعة من الأفلام، صودف أن شاهدني المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، على شاشة التلفزيون، في فيلم "الإنسان يعيش مرة واحدة"، وقال لمعاونيه "هاتولي البنت الطويلة دي". وبالفعل إتصل بي الممثل سيف عبد الرحمن، ليخبرني أن الأستاذ يريد لقائي، وأنا حينها لم أكن أفهم أفلام شاهين، ولكني ذهبت للقائه، وتركني لفترة في انتظاره، ثم خرج، ونظر نحوي قائلاً "انتي مالك طويلة كده ليه؟"، فأجبته "وانا اعمل ايه يعني"، ثم أعطاني نسخة السيناريو لأقرأها، وأمرني بألا أكلم أحداً، أو أتحرك بدون أذنه. وقرأت السيناريو عشر مرات في ذلك اليوم، ولم أفهمه، فقررت رفض الفيلم، وأرسلت له رسالة قصيرة أعتذر فيها. وتعللت بأنه وضعني في شخصية شقيقة البطل، وأنا أريد تجسيد شخصية زوجته.

ولكنك تراجعتِ عن قرارك فيما بعد؟

لم أتراجع، ولكن حدثت ظروف أدت إلى عودتي، فيوسف شاهين كان قد إختار نادية لطفي وسعاد حسني للبطولة أمام نور الشريف، ولكنهما لم تكملا التجربة، وبعد ثلاثة أشهر، كنت نائمة في منزل خالتي، وفوجئت بيوسف شاهين يقف أمامي في غرفة نومي، ويطلب مني الذهاب معه فوراً لبدء العمل، بعد أن أعطاني شخصية الزوجة، واختار بنفسه من خزانة ملابسي، الملابس التي تصلح للشخصية، وهكذا بدأت تجربتي الأولى مع الأستاذ.

وما هي المرحلة المهمة أيضاً في مسيرتك الفنية؟

بالتأكيد مرحلة عملي مع الزعيم عادل إمام، والتي بدأت بفيلم "الإنسان يعيش مرة واحدة"، ثم امتدت لـ ١٧ فيلماً، وعادل إمام من النجوم المتفردين، الذين يعرفون كيف يجذبون أي ممثل للعمل معهم، ولا يتركون له فرصة الهروب، أو الاعتذار، فيقبل وهو في منتهى السعادة والرضا.

تطورت أدوات العمل في السنوات الأخيرة، وظهرت وسائل جديدة لعرض المسلسلات، منها المنصات الإلكترونية، فهل ترينها تفيد العمل أم تضره؟

المنصات الإلكترونية تساعد على طرح كافة أنواع الفن على أعلى مستوى، وكل الأعمال المعروضة عليها، تكون لها معايير عالمية، وليس محلية، وبالتأكيد هذا يساهم في تطوير هذه الأعمال.


هل راودك حلم العالمية؟

أكيد، كل فنان يطمح إلى العالمية، وتجربتي الفنية وضعتني في مكانة لم أكن أتوقعها، فقد فوجئت بفيلم تسجيلي عني أنتجته سويسرا، وتم عرضه على التلفزيون هناك، وكان سبب إنتاجهم لهذا الفيلم، أنهم اعتبروني من أهم وأجرأ الفنانات في المنطقة العربية، وقاموا بتصنيفي تبعاً لقناعاتهم، وليس لأي أغراض أخرى. ويكفيني من العالمية، أنه يوجد في تاريخي هذا الفيلم، ولا شك أن مثل هذه الأعمال تجعل الغرب يرانا على حقيقتنا، ويتعرف على مقومات نجاحنا.

قدمتِ العديد من القضايا التي تهتم بالمرأة، فماذا تقولين لها؟

لقد أرسلت لكل إمرأة رسالة طالبتها فيها بألا تخاف، وأن تكمل مشوارها، فهي لن تأخذ حقوقها إلا بيدها وبقناعاتها، وقلت لها إنها ستحقق طموحها بالإصرار والمثابرة، وأنا لم أستسلم طوال حياتي لأي أوجاع، أو ظروف تعرقل إستكمالي مشواري.

ماذا عن تجربتك في الغناء؟

ما قد لا يعرفه البعض، هو أنني بدأت رحلتي مغنية وليس ممثلة، فمنذ طفولتي كنت أرقص الباليه على نغمات الموسيقى، وتمنيت أن أكون فنانة شاملة أرقص وأغني، وتقدمت بالفعل لاختبارات الغناء، ونجحت، وأصبحت عضوة في نقابة المهن الموسيقية، ومع ذلك لا أعتبر نفسي مطربة، بل مؤدية للأغاني، وبالفعل غنيت في بعض أفلامي، منها "دانتيلا" و"عمارة يعقوبيان" و"الوردة الحمراء" و"جيم أوفر"، وكانت لدي فكرة فيلم غنائي مع المخرج خيري بشارة والفنان المتميز محمد منير، وسجلنا مجموعة من الأغنيات، ولكن الأمر لم يتم.
وفي يوم كنت مع الراحل حسين الإمام، فعرض عليّ فكرة عمل أغنية وتصويرها فيديو كليب، وكانت أغنية "جت الحرارة"، ثم جمعت أغاني فيلم"دانتيلا "، وأضفت إليها ٣ أغنيات من ألحان حميد الشاعري، وأطلقت ألبوماً غنائياً، ثم ألبوماً ثانياً، وصورت أغاني أخرى، منها "عايزين حب" و"الليلة هليلة".
ثم توقفت عن الغناء، إلى أن جاء المطرب محمد أبو العينين، المعروف بـ أبو، وطلب من الصديق السيناريست تامر حبيب أن يكمل معه كتابة إحدى أغنياته، التي أنتجها نجيب ساويرس، وعرضوا عليّ غناءها ديو مع أبو، بعد توقفي لعامين عن الغناء، فحاولت التهرب من قبول العرض، إلى أن استمعت إلى الكلمات واللحن، ووجدت نفسي أقبل بدون تردد، بل وأشعر بالسعادة أثناء التسجيل، وهكذا ظهرت أغنية "٣ دقات"، ونجحت نجاحاً كبيراً.