تمكن الفيلم الوثائقي اللبناني "فياسكو" من تحقيق لافتة كامل العدد ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، في دورته الـ 43 والتي تنتهي اليوم، حيث يتنافس على جائزة في مسابقة آفاق السينما العربية في أول عرض له في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو تجربة ذاتية خالصة لمخرج الفيلم نقولا خوري، الذي وظف الكاميرا التي صاحبته طوال نصف حياته، كأحد المقربين إليه لتصوير مذكراته الخاصة، الفيلم تم تصويره بأسلوب مختلف، ووضح خوري العلاقة القوية، وفي بعض الأحيان، المختلة التي تربط نقولا بوالدته وأخته بعد وفاة والده، ثم زواج شقيقته تمارا وابتعادها عن المنزل ليصبح وحيدا مع والدته، وتوقعاتها للحياة الناجحة والتي لم يتمكن من تحقيقها، وخوف والدته عليه من الفشل إلى أن تخبره أمه أن حياته عبارة عن "مهزلة".


وقال نقولا :"هذا الفيلم ليس تجربتي الأولى في السينما التسجيلية، فقد سبق وقدمت فيلما تسجيليا آخر مطلع هذا العام، ولكن فياسكو تجربة مختلفة بالنسبة لي ولن تتكرر، فلقد اكتشفت نفسي في هذا الفيلم الذي تم تصويره بطريقه حرة، وخرج في ظروف صعبة مثل إنفجار بيروت وبعض المشاكل الأخرى التي أدت لتعطيل إنجازه ولكن عندي طارقة أردت أن اعبر عنها بأسلوب معين".
وحول المدة التي استغرقها في تصوير الفيلم فقال "6 ىسنوات كاملة، فلقد بدأته عام 2015، ولم يكن في بالي أن يخرج بهذه الطريقة وجاءت ظروف مثل زواج أختي وابتعادها عن البيت وهنا توقفت ثم قررت العودة واستكمال التصوير، ولكن لم يكن لدي أي فكرة انني سأخرج من هذه الساعات من التصوير بهذا الفيلم".
وأكد خوري أنه أراد أن يناقش العديد من القضايا الإجتماعية الشائكة والتي تعتبر ثقيلة في تناولها دائما لكن بطريقة غير درامية وبدون عصبية من خلال حوار خفيف ولطيف وعدم الإطالة في الحوار حتى يستطيع الحفاظ على هذا الأسلوب، وأضاف "كانت المشاهد يتم وضعها بطريقة ارتجالية والكاميرا كانت دائما موجودة حتى أصور مشاهد حقيقية، ومن حسن حظي أن أمي وأختي يملتكان روحا حلوة وموهبة حقيقية".