تعيش حالة من التألق والتوهج الفني، وتطالب الداعين إلى مصطلح السينما النظيفة أن يتجهوا للعمل فى الراديو بدلاً من السينما والتلفزيون .

وتبقى شيرين رضا دائماً الممثلة الصريحة الواضحة.

هي ابنة الممثل الكبير الراحل محمود رضا، بدأت كموديل في الإعلانات ثم اتجهت للتمثيل في أوائل التسعينات ثم اعتزلت لتعود عام ٢٠٠٦ من خلال فيلم "أشرف حرامي"، بلغ رصيدها الفني ١٥ فيلماً و ١٥ مسلسلاً وآخر أعمالها السينمائية فيلم "قمر ١٤" الذي عرض في مهرجان الجونة السينمائي الأخير ونال إعجاب جمهور المهرجان وكذلك النقاد والسينمائيين.

موقع "الفن" كان له هذا اللقاء الممتع مع الممثلة شيرين رضا.

إنتهى فيلم "قمر ١٤" بقبلة بينك وبين الممثل خالد النبوي، فهل أنت من أنصار الحرية في الأفلام؟

أسأل نفسي هل هذه القبلة أو غيرها من المشاهد الشبيهة بها كانت موظفة داخل الدراما أم لا ؟ و هل هي مقبولة أم منفرة؟إن وظيفتنا كممثلين أن نقدم فئات مختلفة من المجتمع، السعيد والكئيب والحرامي والحبيب وكل هذه النماذج موجودة في الواقع ولها أسلوبها وسلوكها وتصرفاتها، وإذا قدمناها بما يخالف واقعها لن يصدقها الجمهور.

الحقيقة أن من يروّجون لمصطلح السينما النظيفة يشتموننا شتماً واضحاً وكأننا نقدم سينما مبتذلة أو بعيدة عن الواقع، فالسينما هي السينما، وهي تهتف بكل نوعيتها إلى التحدث عن الحياة التي نعيشها وأنصح من يريدون الإبتعاد عن النماذج الواقعية التي تمارس حياتها بشيء من الحرية أو من ينادون بعدم لمس أي إمرأة على الشاشة أن يتجهوا للعمل في الراديو فهو الأنسب لهم .

لماذا وافقتِ على دور صغير وصامت في "قمر ١٤" مع أن الجمهور كان ينتظر مشاهدتك في مساحة أكبر من العمل؟

أصعب شيء أن يتحدث الممثل إلى جمهوره بالعين والحركة وتعبيرات الوجه التي تجعله يفهم ما يريد الممثل قوله، وبالتأكيد الكلام أسهل بكثير ولكنني أعشق الأدوار الصعبة التي تحمل شكلاً جديداً ومضموناً مختلفاً، فالمهم أن يكون الدور مؤثراً وليس مكتوباً من الجلدة للجلدة، وكم من الممثلين والممثلات كتبت لهم أفلام بأكملها ولكن بدون أي مضمون يذكر، لهذا لم تترك أثراً داخل الجمهور.

تعيشين مرحلة من التوهج الفني مؤخراً فما سر هذا التوهج؟

تعرض علي أدوار جميلة لا أستطيع رفضها لأنها تضيف إلي الكثير كممثلة.

ربما تكونين من القلائل الذين لا يشتكون من مشكلة الكتابة والورق غير المناسب؟

لأني على الأقل في ما يخصني لا أجد مشكلة في الكتابة، فنوعية الشخصيات التي أحب أن أقدمها موجودة بوفرة وتميز إلى درجة أنني أحياناً أجد نفسي مرتبطة بالعمل في خمسة أفلام في وقت واحد.

هل تشاهدين أفلامك بعد عرضها؟

لا احب مشاهدة نفسي لأنني سأكون أعنف ناقدة لعملي، لهذا أكتفي بسماع آراء المحيطين بي.

أحياناً تكون بعض هذه الآراء غير صحيحة أو تابعة لأهواء كل شخص على حدة؟

كل واحد حر في رأيه، وأصلاً نوعية الأفلام التي أحب أن يرتبط إسمي بها لا بد أن يكون لها معنى، فإما أجعل المشاهد يضحك أو يبكي أو يتعلم أو حتى يتسلى فأنا لا أقدم فناً أنصح به الآخرين، بل أنا هنا أصلاً لأسليكم لأن الفن متعة وتسلية يخرج منه المتلقي وهو سعيد وليس مجرد رسالة جامدة.

ولكن البعض ينتقدون ما تقدمينه على صفحاتك على الإنترنت فكيف ترين هذه الإنتقادات؟

من حق أي انسان أن يقول ما يشاء و"اللي مش عاجبه يقفل النت ويمشي"، فكما أنني لا أستطيع التحكم في البشر الجالسين خلف الشاشات أو أن أقول لأحدهم متى يغادر منزله أو ماذا سيقول لزوجته أو ماذا سيجعلها ترتدي، من حقي أنا أيضاً ألا يتحكم أحد في حياتي أو حياة ابنتي، فجميعنا أحرار والذي يريد انتقادي فليفعل و لكن في مجال يصلح أن ينتقدني فيه، فأنا ممثلة ويمكن توجيه النقد إلى عملي أو الملابس التي أرتديها على السجادة الحمراء، أما انتقاد ما هو بعيد عن ذلك فهذا عيب كل العيب التحدث فيه، هذه هي قناعاتي الشخصية، ونور ما زالت صغيرة وحديثة العهد بالميديا وليست قوية مثلي، ولكن مع مرور الوقت ستتعلم كيف تتعامل مع المواقف المختلفة.

قيل إنك ترفضين خطوبة ابنتك نور خاصة وأن خطيبها أجنبي...

كلام غير صحيح بالمرة، فنور تعيش في الخارج منذ ١٠ سنوات وهي فترة طويلة باعدت بينها وبين من هن في مثل سنها من عرب. وتعليقي الأساسي على خطبتها أنني أريدها سعيدة دائماً من دون أي تدخل من جانبي في حياتها، و نحن أصلاً لا نختلف ولا نتشاجر ولكن أحياناً تُباعد بيننا ظروف عملنا فلا يكون لدينا وقت كافٍ للتواصل، ومع ذلك أظل دائماً حريصة على الاطمئنان على سعادتها.

ما هي خططك المستقبلية؟

أصور الآن "تحت تهديد السلاح" مع الممثلين حسن الرداد ومي عمر، وأستكمل فيلم "في عز الضهر" مع مينا مسعود والذي توقف بسبب سفر المخرج مرقس عادل للخارج، ويتبقى لي تصوير ليوم واحد في فيلم "القاهرة – مكة"، لأبدأ بعد ذلك بفيلم "بنات رزق"، و فيلم "الملحد" وهو فيلم للكاتب الكبير ابراهيم عيسى الذي أعشق كتاباته وأسلوب سرده لقضاياه، وقد قدمت معه من قبل واحداً من أجمل أفلامي وهو"الضيف".