هي ليست المرة الأولى التي تشن فيها الإعلامية الكويتية فجر السعيد هجوماً مدوياً على لبنان وشعبه والفنانين والإعلاميين اللبنانيين، حتى خرج الموضوع عن حدوده، وكل الضوابط الإعلامية المتعارف عليها، وبدا وكأن السعيد تعاني من عقدة تجاه اللبنانيين، وتكن لهم مشاعر العداء والعنصرية المقيتة.


آخر الفصول المروعة لهذه الإعلامية، هو الهجوم الصاعق الذي شنته على الإعلامية اللبنانية الراقية راغدة شلهوب، التي ترفع من قيمة الاعلام اللبناني عالياً في مصر، من خلال كل البرامج المصرية التي قدمتها حتى الآن.
فقد كتبت السعيد :"مع كل الاحترام والتقدير لمهنية المذيعة راغدة شلهوب، وهي للأمانة مذيعة متميزة... ولكن هل خلت مصر الدولة الكبرى التي صدّرت مذيعات إلى كل الدول العربية، من أن تدرّب وتعطي فرصة لمذيعة مصرية الهوى والهوية واللهجة والروح، وتمنحها الفرصة المتاحة للمذيعة اللبنانية لتنجيمها؟
أضافت :"آلاف المصريات يتخرجّن في المعاهد الفنية سنوياً، إذا لم يلاقين الاحتضان والاهتمام وتتاح لهنّ فرص تطوير قدراتهن، ستضطرون إلى استيراد راغدات وليس راغدة واحدة... وأكيد بلهجتها اللبنانيه لن تضيف الى الإعلام المصري".
هذا الهجوم الذي لم نجد له مبرراً الا الغيرة والحسد والكره والحقد الدفين تجاه الاعلام والشعب اللبناني على وجه الخصوص، يضع فجر السعيد التي تفتقد إلى كل معايير المهنية في خانة اليك. فمن غير المسموح هذا التطاول على قامة إعلامية كبيرة اسمها راغدة شلهوب، صاحبة المسيرة المشرفة والراقية. لماذا كل هذا التحريض العنصري من فجر السعيد؟ الا يعتبر ذلك منضوياً تحت لواء الغباء والجهل وقلة المعرفة؟ هل يعقل أن تضرب هذه الإعلامية من تحت حزام العنصرية، رسالة الاعلام السامية بصورة فيها من الاسفاف ما يكفي؟ لا سيدة فجر إن مصر أم الدنيا والتي صدرت الفن إلى العالم العربي، لم تخلُ من المذيعات والمواهب، لكن مصر ومنذ أن تكونت كانت مهداً للحضارات والشعوب والنجوم والإعلاميين. مصر أم الدنيا اطلقت كبار النجوم اللبنانيين وغير اللبنانيين، واحتضنتهم ولعل الأسطورة صباح خير مثال على ذلك. وهذا الاحتضان لا يعني ان مصر فرغت من نجومها ومواهبها، بل العكس صحيح، انما تجد في احتضان القامات تنوعاً وغنى. لذلك كنا بغنى عن آرائك التي تنم عن جهل، وعدم اطلاع ومعرفة. ناهيك عن ذلك، لو لم تجد القنوات المصرية في الإعلامية المجتهدة راغدة شلهوب مادة راقية للحوارات الدسمة وورقة رابحة، لكانت تخلت عنها، بعد تقديمها اول برنامج، انما العكس حصل، والدليل تحولها إلى قيمة مضافة لأي برنامج تقدمه.
ولعلمك يا سيدة فجر، أن لبنان لطالما كان ولازال فجراً للإعلام العربي، احتضن بدوره أهم الإعلاميين العرب، وشكل منبراً لأسس الاعلام في العالم العربي.
لذلك وبناء على ما تقدم، واحتراما لما تبقى من مصداقيتك وهيبتك سيدة فجر، حضّري جيدا قبل ان تكتبي، لان كل كلمة تكتبينها أو تتفوهين بها، هي محسوبة عليك. وبالتالي من المعيب، والمعيب جداً لإعلامية تعرف قدر نفسها، أن تتفوه بما قلتِه، لانه يسيء بالدرجة الأولى والأخيرة إلى مصداقيتكِ، وبالتالي سمعتك. ونصيحة أخيرة وضرورية لكِ، هي أن تتعالجي من عقدة اللبنانيين ونجاحاتهم بأسرع وقت ممكن، وإلا فإنكِ ستواجهين المتاعب، وسيكون الأمر بمثابة ورقة خاسرة بالنسبة إليكِ... اخلعي عنك عقد لبنان، لو سمحت.