صدمت عندما علمت أن شريحة من الناس، إستغربت الممثلين في مسلسل "نسل الأغراب" لأنهم من الصعيد ويملكون المال والجاه والملابس الجميلة، كأنه لا يحق للصعيدي إلا الفقر.


الصعيدي المصري، رجل مرفوع الرأس ، له كرامته، ولهجته، وشخصيته القريبة من الناس، وبنفس الوقت متعلق بأرضه.
مسلسل "نسل الأغراب"، يحكي قصة بطلين من نفس العائلة "الغريب" كل منهما يتنقم لعائلته بالقتل، قصة منسوجة بين الواقع والخيال، لكننا لا بد أن نشير بأن فيها قسم من الواقع، وفي العديد من القرى وعند العشائر، هناك الثأر عادة، وإسترداد الحق واجب.

صحيح بأن القصة درامية ودموية، ولكن ، أمير كرارة، أحمد السقا ومي عمر، ثلاثة مبدعين يعكسون هذه القصة بتشويق وإثارة لدرجة أنك عندما تشاهد الحلقة الأولى لا تستطيع التوقف عن مشاهدة المسلسل قبل نهايته.
أمير كرارة بقامته الممشوقة، إختار "لوك" جديد "عباءة" أوريجينال" تعكس شخصية المتسلط، وبنفس الوقت العاشق لـ مي عمر، التي حملت إسم "جليلة".
أما أحمد السقا، إعتمد لوك فريد من نوعه بعباءة بانت بالية إلى حد ما، وأسنان إستبدلها بأسنان فضية، بعد أن فقدها داخل السجن الذي قضى فيه أكثر من 20 سنة، ليجتمع هو وكرارة على حب فتاة واحدة "جليلة".
في وسط روح الإنتقام بين العائلتين والشر والقتل والإختطاف، ظهر الضابط علي عثمان الغريب الذي يلعب دوره الممثل دياب، ليكون هو من يفرض الأمن والعدل في المنطقة، فقدم الشخصية بتقنية عالية وأداء مميز، فتقمص دور الشرطي بكل حرفية.

وشهد العمل عودة الممثلة فردوس عبد الحميد إلى الدراما التلفزيونية بعد أكثر من 6 سنوات، حيث كان آخر أعمالها مع المخرج محمد سامي، وتقول:" "قدمتُ خلال مسيرتي دور المرأة الشعبية كثيراً، لكنني قلما ظهرت بدور المرأة الصعيدية. ولعل آخر أدواري في البيئة الصعيدية كان قبل نحو 35 عاماً في فيلم "الطوق والإسوارة" (1986)".
وتضيف: "رحّبتُ بالدور لما يحمله من رسائل إنسانية واجتماعية، ولأن العلاقة بين الأم وابنها شدّتني، حيث أقدم دور المرأة المشلولة العاجزة عن الإتيان بأي حركة، ولديها ابن بار هو ضابط في الشرطة يؤمّن لها كل ما تحتاج إليه.. أي كما نقول بالبلدي هو يديها وعينيها ورجليها". وتردف بالقول: "لشدة ما أعجبتني علاقة الأم بابنها رغبت بتجسيد الشخصية لتكون بمثابة رسالة لشبابنا عن أهمية البرّ بوالديهم وتبنّي القيم والأخلاقيات التي نشأنا عليها".

​​​​​​​أما بالنسبة لـ مي عمر، بدت جميلة، ذو شخصية قوية ، تمتلك روح الفكاهة مع أولادها، أم حنونة، تحاول الإبتعاد عن القتل والشر.
وتدور أحداث القصة في إطار درامي اجتماعي قصة من قصص المجتمع الصعيدي المصري، فبعد ان عساف الغريب ارتكب جريمة القتل وقطع الانسال وقضاء فترة عقوبة طويلة بالسجن لمدة (عشرين سنة)، وذلك بعد التخفيف من الإعدام، يخرج فيجد ابن عمه غفران الغريب قد استعان باقربائه من الغجر ليمكن قوته وقد تزوج من امرأته ونسب ابنه إليه بعد اقناعه اخيها بتقديم طلاق منه، فيقرر الانتقام منه ومن كل من اتفق مع عدوه، بضمان اختطافه لامه وذهب الأغراب من ثم توالت أحداث القتل والصراعات فيقوم غفران بقتل رئيس مباحث البلدة علي الغريب (ابن عمه) و يقوم عساف بقتل بكري زلط (زعيم الغجر) و والده وتجتمع جليلة بأهل القرية وتحفزهم علي أخذ حقها وحقهم و التخلص من الاثنان حيث يجتمع أهل القرية وينقسمون و يذهبون لإحراق منازل الإثنين بمن فيها ولكن ينجح غفران في الهرب والذهاب لمنزل عساف وتدور بينهما معركة شديدة وفي النهاية تاتي قوات الشرطة إلى منزل عساف الغريب وتلقي القبض علي الإثنين بعدما قاما بقطع نسل الأغراب مجددا ويحكم عليهما بالإعدام جراء جرائمهما.

​​​​​​​كل من أحمد السقا (عساف ادهم الغريب)، أمير كرارة (غفران الغريب)، مي عمر (جليلة عثمان الغريب) دياب (علي عثمان الغريب)، أحمد مالك (حمزة عساف الغريب)، أحمد داش (سليم غفران الغريب)، إدوارد (حسيب عثمان الغريب)، فردوس عبد الحميد (نجاة)، محمد مهران (سعادة الغريب)، عماد زيادة (بكري زلط)، محمد جمعة (نميري ادهم الغريب)، أحمد فهيم (مسعد)، هدير عبد الناصر (بارة)، نجلاء بدر (دهب)، سلوى عثمان (رؤيات)، ريم سامي (فاطمة)، منة فضالي (عزيزة ادهم الغريب)، احمد عبدالله (مصطفى الغريب)، محمد غنيم (محفوظ الغريب)، ملك أحمد زاهر (رغدة مصطفى الغريب)، حمدي إسماعيل (سالم زلط)، حمدي هيكل (صالح)، مريم سعيد صالح (بستان)، احلام الجريتلي: (شامية)، أحمد ماجد (احمد)، فؤاد عبد المنعم (عبد الرحمن)، احمد عبد الحميد (طايل)أدى دوره بنجاح بمهارة، وكان لكل منهم إضافة نوعية، ليفوقوا على أنفسهم مرة جديدة، ويقدموا العمل بإتقان عالي وإبداع.
أما المخرج والكاتب محمد سامي، جعلنا نعيش بين الخيال والحقيقة، لكنه جعل الحق ينتصر في النهاية ، بثمن غالي ، أساسه الدم.
أما بالنسبة للموسيقى التعبيرية فقد سُخّرت لإيصال أحاسيس قوية، فتارة تظهر مستوى عالٍ من التنافر وألحان خشنة مع قفزات واسعة، فيعيش المشاهد في حالة من الخوف والترقب، وتارة تدخل الموسيقى الكلاسيكة فتدخل في قلب المتابع الهدوء فتجعله يتفاعل مع عناصر الفيلم، دون خوفاً من الأحداث القادمة.
"نسل الأغراب" يستحق المشاهدة، لنخرج بعبرة "كفى إنتقام وثأر وقتل، ونعم لحياة جديدة مسالمة".