وضع بصمته الخاصة في معظم أعماله، وحملها من حدود الوطن إلى العالمية، تألق وتفوق على نفسه، ولم يكترث لما يكسبه أمام إسم وطنه لبنان، فكانت القضية الأساس بالنسبة له الكشف والمطالبة بمحاسبة كل شخص مسؤول عن إنفجار مرفأ بيروت، حمل معاناة ووجع كل لبناني إلى أقطار الأرض، مطالباً بتحقيق العدالة، من تركيا إلى أميركا كُرم لنجاحه، واستحق لقب المبدع، إنه المخرج أنطوني مرشاق الذي كان لنا هذا اللقاء معه.

أولاً نبارك لك ترشح فيلمك الجديد "بيروت بعد الـ 40" لأحد أهم المهرجانات العالمية Portland Film Festival، أخبرنا عن تفاصيل هذا الإنجاز؟

المهرجانات السابقة التي شارك الفيلم فيها كانت مهرجانات مهمة ولكن محلية، أما مهرجان Portland Film Festival فهو عالمي أكثر، يختار حوالى 300 فيلم وثائقي فقط، ويتم تصنيفهم، وكل المخرجين في العالم يقومون بمتابعته، لأنه يندرج ضمن قائمة أهم 25 مهرجان في العالم وأميركا،
ومن الـ 300 فيلم تم اختيار 100 ليتم عرضهم في المنازل الأميركية، فكل شخص موجود في بيته يستطيع مشاهدة الفيلم. وكانت لدي فرصة في المهرجان، إذ يتواجد العديد من المخرجين المصنفين من الأوائل في العالم وكانوا يتحدثون معي وكأنني صديق لهم، الأمر الذي ساعد على خلق شبكة تواصل عالمية للبنان أكثر مني كشخص.

المواضيع التي تنتقيها دائماً تهدف إلى آفة إجتماعية، أو حدث مؤثر، ما السبب وراء العمل على هذه الأفكار؟

عند إختياري للموضوع أحب أن تكون القصة واقعية، حقيقية، هادفة، وفي الوقت الحاضر تم طرح العديد من الأفلام عن "إنفجار 4 آب"، ولكن كل عمل تم بطريقة مختلفة.
بالنسبة لـ "بيروت بعد الـ 40" إنطلق من ذاتي ولم أستغل وجع الناس ولا الإنفجار، وأظهر في الوقت عينه المعاناة والمأساة التي عاشها لبنان في تلك الفترة.

ما هي الطريقة التي اعتمدتها خلال التصوير، وهل عانيت خصوصاً وأنك تنقل مشاهد واقعية إلى الجمهور؟

حاولت قدر المستطاع أن أصف المشهد من دون أن اخدش عين المشاهد، وحاولت أن يرى ما حصل من دون إيذاء مشاعره، فخففت مشاهد الدم، لكي يفهم ما حصل، الحدث الكامل المتكامل، لكي يرى ويعرف أن ما يشاهده هو جزء بسيط من الحقيقة ويتخيل بينه وبين نفسه الأسوء.

ما بين لبنان القديم واليوم أيهما تختار؟

لبنان القديم ما زال صامداً بالشخصيات التي لمعت فيه، هذه الشخصيات التي لم تتردد يوماً بحمل إسم لبنان إلى الخارج. التقصير موجود، وما قبل الإنفجار ليس كما بعده، كنا نملك العديد من الأمال سابقاً، وعاد بنا الزمن عشر سنوات إلى الوراء، ولكن نحن قادرون على عدم الإلتزام بهذا التراجع وأن نحاول أن نكون متقدمين دائماً وندفع بأنفسنا إلى الأمام، من خلال شيء صغير قد يصل إلى العالم كله، لكي يبقى لبنان في ذاكرة العالم.

شاركت في لجنة تحكيم مهرجان إزميت الدولي، ما هي التجارب المماثلة التي تخوضها اليوم؟

لقد أصبحت الآن عضو مهرجان دولي في البرازيل إسمه "CINEMAZ" وحكمت فيه، ومنذ فترة قصيرة أرسلت العلامات، فرحت بوجود فيلم مصري قصير، وما زاد من فرحي وجود فيلم آخر عربي لا إسم له، إلا أن اللهجة عربية، وفرحت أن معظم الشباب بدأت تفكر بهذه الطريقة، وولد لديهم الحماس لإرسال الفيديوهات الخاصة بهم.
وهناك مهرجان الآن في أميركا، وقد بدأت المتابعة معه، لم أوقّع على الأوراق بعد إلا أنني بدأت أتلقى الأفلام لتقييمها، وهذا المهرجان أصعب من غيره، وفي الوقت الحالي، أحكم في 3 مهرجانات، إزميت، CINEMAZ وRed Rock Film Festival في الولايات المتحدة الأميركية.

في حال خضت التجربة السينمائية، من هي الفنانة التي قد ترشحها لدور البطولة؟

بكل أمانة، قد يفاجئك الجواب، ولكن سأختار الفنانة هيفا وهبي، وأنا بعثت لها برسالة على مواقع التواصل الإجتماعي من بعد المسلسل الأخير الذي قدمته، وأبدعت في الشخصيات التي قدمتها في أعمالها السابقة، وهنا ينجح الممثل عندما يتمكن من التأقلم مع الشخصيات الصعبة والمعقدة، والمخرج قادر على توظيف طاقته.
أتمنى أن يكون لي عمل سينمائي أو درامي من بطولة هيفا وهبي، فهي تمتلك العديد من الطاقات أطمح أن أكون أنا من يظهرها للعالم.

أخبرنا عن أعمالك حالياً

هناك مسلسل عرض علي، وما زلت أدرسه لأرى إذا سآخذه على عاتقي. وأكتب فيلمي القصير الخاص، لأن مسيرتي في الأفلام القصيرة حافلة، خاصة في المهرجانات الدولية، ويحمل إسم "مش للبيع"، أظن أنني سأعتمد هذا الإسم.

كلمة أخيرة

وجودي في هذه المهرجانات لكي أتمكن من إيصال معاناة اللبنانين، ونتمكن من معرفة ما حصل، ولا يمر إنفجار المرفأ مرور الكرام، هو حدث غير عادي، وهو وجع يجب أن يعلم به كل العالم.
وفيلم "بيروت بعد الـ 40" سيجول لفترة طويلة في العالم وفي العديد من المهرجانات، وهذه جولته الآن في أميركا ليعود ويكمل جولته حول العالم.