علي بدرخان مخرج له ثقل وقيمة فنية كبيرة وهو واحد من أهم مخرجين السينما المصرية وكانت دائما أفلامه تتسم بالقضايا الانسانية الجريئة، ولم يخش من منع افلامه او حجبها من الرقابة، وكل فيلم في مسيرة علي له اهميته وقضيته خاصة أنه يؤمن ان الشر هو العنصر المقنع لاي عمل فني لأن الانسان الصالح لا يستطيع ان يصل للمشاهد الرسالة الدرامية للعمل.
موقع " الفن" التقى بـ علي بدرخان الذي كرم مؤخراً من مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط عن مجمل مشواره الفني وتحدث عن رأيه في الظواهر السينمائي الجديدة وفي المخرجين الشباب وعن شعوره عندما تلقى التكريم عن مجمل مشواره الفني.


كيف وجدت تكريمك في مهرجان الاسكندرية لدول حوض البحر المتوسط بعد مشوارك السينمائي الحافل خاصة انك من أهم المخرجين في السينما المصرية؟

لا استطيع تقييم نفسي او تجربتي او تكريمي من مهرجان الاسكندرية بالتأكيد هو تكريم مهم وسعدت كثيراً عندما تلقيت خبر تكريمي ونحن كـ مبدعين نحب دائما ان نتلقى التكريم ونحن أحياء وكأنها كلمة شكر على التاريخ والمجهود الذي بذلناه لسنوات طويلة، وانا طوال مشواري ارى ان تقييم الفنان او المخرج يكون عن طريق الجمهور والنقاد وليس لنفسه حتى يقف على ارض الواقع ويتلقى التقييم لنفسه صحيحاً بعيدا عن المبالغة.

كيف ترى الجيل الجديد من المخرجين الشباب وهل ترى أحد منهم امتداد لـ علي بدرخان؟

لا يوجد أحد امتداد للآخر ، فكل مخرج له رؤيته ووجهة نظره ومدرسته ولابد من وجود اختلاف حتى تتنوع الافكار والمدارس في الاخراج، وانا من وجهة نظري أرى ان الجيل الحالي من المخرجين الشباب موهوبين ومحظوظين للغاية لأن كل منهم استفاد من التطور التكنولوجي الذي حدث في الفترة الاخيرة والذي أحدث طفرة كبيرة في الصناعة السينمائية العالمية وايضاً الجرافيك وتقنيات التصوير الحديثة و الـ3D كانت سبباً في خدمة اعمالهم الفنية لتخرج بهذا المستوى العالمي وتوجد اسماء كثيرة لمخرجين شباب نجحوا في اثبات أنفسهم في السنوات الاخيرة.

بعيداً عن المخرجين.. ما هي الظواهر السينمائية الحديثة التي أعجبتك في السنوات الاخيرة مع التطور الذي شهدته السينما؟

الديكورات شهدت تطورا كبيراً، واصبحنا الان لا نعلم هل نشاهد ديكور حقيقي ام مصنوع واصبحت الصورة والالوان مبهرة الى حد كبير، وايضاً وجود ممثلين شباب مبدعين ساعدوا في تقدم مستوى الفيلم المصري وكل العناصر السينمائية أصبحت متطورة الى حد كبير.

رغم ان علي بدرخان ينتمي لجيل مخرجين كان لديه امكانيات أقل من مخرجين اليوم ولكن مازالت أفلامك وافلام مخرجي جيلك هي الاهم.. ما السبب؟

لا أحد يستطيع انكار او التقليل من مجهود المخرجين في الفترة الاخيرة والمجهود الذي يبذل في المونتاج والتصوير ولكن المشكلة تكمن في سيناريو وقصة الفيلم وليس الصورة، وبدأت تلك المشكلة منذ ان أصبح الانتاج السينمائي مرتبط بالقطاع الخاص وليس العام لأن شركات الانتاج الخاصة أصبحت تبحث عن سلعة جماهيرية من أجل تحقيق المكسب دون النظر الى قيمة الفيلم او رسالته ومن هنا أصبحنا نواجه في مصر مشكلة في جودة الفيلم بسبب ضعف السيناريو.

هل تتفق مع مقولة ان هناك بعض الافلام اصبحت تسيء للمجتمع وتتسبب في افساد الشباب؟

هذا الكلام هراء ولا اساس له من الصحة وليس منطقي، على سبيل المثال انتشرت مقولة ان محمد رمضان يتسبب في افساد الذوق العام انا اتفق على ان محمد رمضان فنان موهوب للغاية ولكن يتم استغلاله من المنتجين من أجل تحقيق ارباح ولا يمكن ان يقع الظلم كاملاً عليه لأن العمل الفني يتكون من مجموعة من الفنانين سيناريست ومخرج وشركة انتاج وجمعيهم يشتركون في نفس العمل، وهو يتعرض لهجوم مبالغ فيه ولذلك يصبح هذا الهجوم أكثر شراسة.