الممثل المجتهد هو الذي يستطيع أن يؤدي الدور بتقنية تجعله يتقمص الشخصية بكافة تفاصيلها، ويبقى طبيعياً جداً، وحركاته عفوية جداً، إلى درجة تجعل المشاهد يصدق هذا الدور كما لو أنه حالة حقيقية.


صحيح أنه ظهر بأدوار مساحتها صغيرة، ضمن أفلام كثيرة شارك فيها، منها "سكر بنات" و"فلافل" عام 2007 "وهلأ لوين" عام 2011، إلا أنه قدم الدور الأكبر، في فيلمه "قضية رقم 23".
بين الكوميديا والتراجيديا، تألق إبداعاً وإحترافاً، هذا هو عادل كرم، الذي مثل دور المنتقم في "الهيبة الرد"، فتارة أحببنا الشخصية وأردنا وجودها في المسلسل لشدة الحنية التي تفيض منه، وتارة تمنينا موته، عندما كان يبلغ الحس الإجرامي لديه حده الأقصى.
عادل كرم لا يخاف من الدور الذي سيجسده أو من الشخصية التي سيتقمصها، ولا يخاف من كلام الناس، إذ إنه في فيلم "تراب الماس"، أدى شخصية الرجل المشهور، مثلي الجنس في الخفاء، الرجل "الذكر" في العلن، أقنعنا بأن أي إنسان يمكنه وضع قناع خادع للشخصية الحقيقة.
صحيح أن إطلالته كانت قليلة في فيلم "تراب الماس" مع الممثل المصري آسر ياسين، إلا أن عادل أثر بالجمهور، وتمكن من ترك بصمته الخاصة، أما في حلقة من حلقات "نمرة 2"، فقد أدى أيضاً شخصية مزدوجة، بين الشاب المحب، الذي يسعى إلى لفت إنتباه الفتيات، والشخص الذي يعاني من إحتياجات خاصة "شلل"، ومؤخراً فيلم "دور العمر"، إلى جانب الفنانة سيرين عبد النور، الجميلة المحترفة، التي شكلت التحدي الأكبر لعادل، الذي توجب عليه لعب دور الرجل المحب الصالح، والقاتل من أجل من يحب.
عادل كرم، رجل وسيم، شكله يعكس الرجولة المطلوبة في أدواره، يحملك إلى أقصى حدود القسوة، وأقصى حدود الحنان.
لا بد أن نلفت، إلى أن شخصية "أبو رياض"، وشخصياته في "لا يمل" و"ما في متلو"، ومعظم الشخصيات الكوميدية التي أداها، كانت الخبز اليومي للمواطنين للخروج من همومهم.
أخيراً وليس آخراً، عادل كرم جواز سفر لكل منتج يريد مشاركة أعماله في الأوسكار والجوائز الكبرى، لا بل هو الجائزة الكبرى لجمهور لبناني وعربي عشقه، وعشق أدواره.