سيم كاهناً عام 2005، يحمل إجازة في اللاهوت، وإجازة أخرى في الفلسفة من معهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت - حريصا، الذي عاد ودرّس فيه مادة الليترجيا، كما يحمل شهادة دكتوراه في الليترجيا من المعهد الشرقي في روما.
عام 2016، وقّع كتابه الأول "الآلام الخلاصية في إنجيل لوقا"، وبعد عامين وقّع كتابه الثاني "سر الزواج على ضوء الكتاب المقدس"، وبعدها أطلق كتابه الثالث "لا موت في المسيحية بل رقاد وخلود وحياة أبدية".
هو كاهن في أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك، وكاهن رعية السيدة في مغدوشة.
إنه الأب شادي دندن، الذي كان لنا معه هذا الحوار عبر موقع "الفن".

بصفتك رجل دين، كيف ترى الحل لكل الأزمات التي يعيشها اللبنانيون؟

يجب أن نعيش كلمة ربنا مثلما يجب، المحبة، المصالحة، المسامحة، الأخوة، للأسف أحياناً يكون هناك بين رجال الدين والكنائس نعرات وخلافات وإختلافات تظهر إلى العلن، حتى في الوعظ والإرشاد وفي أعيادنا، ومن يساعد الناس هم رجال الدين الذين يمثلون الكنيسة.

بعد الإلتزام بالتباعد الإجتماعي بسبب إنتشار فيروس كورونا، وعدم ذهاب كثيرين إلى الكنائس للمشاركة في القداس، هل كان كافياً أن نصلي في المنزل؟


"لا شيء يبعدني عن يسوع المسيح"، رسالة القديس بولس واضحة في هذا الموضوع، ويجب أن يكون إيماننا أقوى من كل هذه الأشياء، وأنا ضد فكرة أننا إبتعدنا عن الكنيسة، وماذا سيردنا إليها بعد؟ خصوصاً الشبيبة، يجب أن يكبر إشتياقهم أكثر ليذهبوا إلى الكنيسة، وهناك اليوم وسائل التواصل الإجتماعي التي إنضمت إليها الكنيسة، ويمكن للمؤمن أن يحضر قداساً وهو في منزله، المؤمنون في رعيتنا يحضرون القداس مباشرة من داخل الرعية بفضل الدش، وللمؤمنين من خارج الرعية والمغتربين يتابعون القداس على وسائل التواصل الإجتماعي.
لقاء الجماعة مهم جداً وضروري، ولكن التلفزيون للمرضى ولمرافقيهم الذين لا يستطيعون أن يحضروا إلى الكنيسة، وكذلك للمسنين.

لنتحدث عن مؤلفاتك، التي كان أولها كتاب "الآلام الخلاصية في إنجيل لوقا"، لماذا إخترت هذا الموضوع تحديداً؟


حين كنت أدرس في معهد القديس بولس في حريصا، إخترت "الآلام الخلاصية" موضوع البروجيه، وعندما نلت الدكتوراه في إيطاليا، أحببت أن أتوسع فيه، لأقول إن بعد الآلام خلاصاً، خصوصاً أن وطننا لبنان يعاني منذ فترة طويلة من الألم والعذاب.

كيف نعيد لنا الأمل في ظل كل الأزمات التي نعيشها في لبنان؟


يجب أن نفكر بالأمور السماوية أكثر من الأمور الأرضية، مثلما قال لنا الرب، فهذه الأرض فانية، ربما نقول إن هذه الأمور مثالية وصعب تنفيذها، ويجب أن نعيش حياتنا بطريقة حلوة، وفي النهاية ما يحدث من أمور سيئة لا ذنب لربنا فيها، الإنسان هو الذي يفعل هذه الأشياء.


كتابك الثاني "سر الزواج في ضوء الكتاب المقدس"، إلى أي مدى من المهم أن نضيء على سر الزواج في ظل وقوع حالات طلاق كثيرة في أيامنا هذه؟


كتابي هذا يحكي عن الزيجات، وأحكي قليلاً عن العهد القديم، وعن العهد الجديد، وعن الأيام الصعبة التي يمر بها الناس حالياً، وقمت بمقارنة لكي أصل إلى أن أقول إن سر الزواج هو سر مقدس يجب أن نثبت عليه، مهما كانت هناك من ظروف وصعوبات، ووضعت شهادات في الكتاب، منها من أشخاص أسسوا عائلات، وكيف يواجهون صعوبات ومشاكل، وكيف كل ذلك لا يؤدي إلى فسخ الزواج، لذلك أنا توسعت في سر الزواج. يجب أن يكون إيماننا أقوى من كل شيء، كلمة الرب أهم من كل الأمور التي يجب أن نتخطاها كلها. لماذا المرأة لا تتحمل زوجها، والزوج لا يتحمل زوجته، بعد أن قالا منذ البداية إنهما يعيشان معاً على الخبز والزيتون؟

بالإنتقال إلى كتابك الثالث "لا موت في المسيحية بل رقاد وخلود وحياة أبدية"، فكرته مميزة جداً، أخبرنا عنه أكثر.


هذا الكتاب كتبته من أجل أولاد الرعية هنا لأني جمعت فيه كل عظاتي التي قلتها عندما كان هناك دفن أو جناز الأربعين، إذ أخذت حينها إنجيلاً محدداً لكل شخص توفي أو أقيمت له جنازة الأربعين، فإنطلقت من الإنجيل وصولاً إلى حياة هذا الشخص الشخصية كيف كان يجرب أن يطبق كلام يسوع، بالإضافة إلى مقدمات وخواتم تحكي بشكل عام عن هذا الموضوع.


بالنسبة للقيامة، هل هي بالجسد فقط لأن الروح لا تموت؟ وكيف سيقوم الجسد؟


"من التراب وإلى التراب تعود"، الجسد من التراب وإلى التراب سيعود، ومن سيخلد هي الروح، فالروح جاءت من ربنا "ونفخ فيه روحاً حية"، فهذا المكان الذي خرجت منه الروح ستعود إليه.

وبأي جسد سنقوم؟


بالجسد الممجد، جسداً روحانياً، وليس جسداً مادياً، مثلما قام يسوع المسيح.


أين نجد كتبك؟


أنا أركز بالأكثر على المكتبة البولسية في جونيه، و"سر الزواج في ضوء الكتاب المقدس"، موجود في حريصا، ونفذت الطبعة الأولى من كتاب "الآلام الخلاصية"، وأريد أن أوضح أني لا أتكل كثيراً على توزيع كتبي في المكتبات، لأن رعيتي كبيرة، كما لدي أصدقاء كثيرون من خارجها، فأنا عند صدور كتاب لي بألف نسخة، أوزع حوالى 750 نسخة فور صدوره، عدا عن الأشخاص الذين يطلبون مني أكثر من نسخة من الكتاب ليهدوها.
كنت أحضر كتابي الرابع، عن مراحل حياة يسوع، لكني توقفت، لأن طباعة الكتاب في هذه الأيام أصبحت مكلفة جداً.