مسلسلات السعودية علّمت بالجمهور السعودي والعربي وتركت بصمة مميزة ومختلفة، ومؤخراً عبر تطبيق "شاهد" أصبحت تصل إلينا نحن اللبنانيين، وإلى شريحة كبيرة من الجمهور العربي.


"إختطاف" مسلسل 2021 يحمل رسالة إجتماعية مهمة للجمهور السعودي خصوصاً، والجمهور اللبناني والعربي عموماً، فقصة العمل تحكي عن قضية إختطاف وإختفاء البنات التي يعاني منها مجتمعنا اليوم، وقد تحتاج القضية إلى سنوات لحلها، أو لكشف الفاعل وراء هذه الأحداث.
في هذا العمل، الخاطف "ماجد" يخطف "ميرنا" توأم "خلود"، فتضطر هذه الأخيرة، لكشف وجهها والتخلي عن النقاب، من أجل البحث عن شقيقتها، ما يثير غضب العشيرة والمجتمع وزوجها، فتمسكت خلود بهذا التحدي، من أجل عمل عائلي، وهو إيجاد شقيقتها، لا مبالية بكلام الناس، ونميمة المجتمع.
ومن خلال تسليط الضوء على هذه القضية لم تعد الفكرة فقط هي عدم الإكثرات لآراء الناس، بل أيضاً المحافظة على الإرث العائلي، حتى لو إضطر الإنسان للتضحية بكل ما يملك من أجل أعز المقربين إليه وهم عائلته.
الممثلة السعودية إلهام علي، التي مثلت أدوار "لينا" و"خلود" و"طيف"، "أكثر من أبدعت"، فـ لينا المسجونة منذ 20 سنة، الصبية الضعيفة التي تخاف وترتعب من كل شيء، وخصوصاً من ماجد "خالد الصقر" المريض النفسي، الذي دائماً ما يستخدم السكاكر "مصاصة" وذلك للتعبير عن حالة نفسية يعيشها، وتعود بنا هذه الحادثة إلى الممثل السوري مكسيم خليل، الذي عمد إلى القيام بالخطوة نفسها في مسلسل "أولاد آدم".
أما هذه الممثلة نفسها، عكست شخصية مختلفة تماماً، تظهر فيها "خلود"، شقيقة لينا التوأم، المتعافية نفسياً وجسدياً ، التي تعلم ما تريده من الحياة.
أما "طيف" فكانت صوت الضمير لـ "لينا"، هذه الشخصية الخيالية التي تقوّي حب الحياة عند "لينا" اليائسة وتدفعها للهروب وملاقاة عائلتها.
إلهام علي، ترفع لها القبعة لشجاعتها بتأدية ثلاثة أدوار بكل براعة وإتقان، حتى أن الشخصيات الثلاث التي أدتها، إندمجت في شخص واحد، لتشكل حالة فريدة من نوعها، وتركّب شخصية قدمتها للجمهور بكل حرفية، ناهيك عن خالد صقر الذي جسد دور المريض نفسياً، إضافة إلى عدد من الممثلين منهم : ليلى السلمان، عبد العلاء السناني، فايز جريس، حكيم جمعة وغيرهم.
مسلسل "إختطاف" عمل سعودي ذو وجه عربي يحاكي الإنسانية وحب الأهل لأطفالهم، كما يدعم دور رجال الأمن في محاربة المجرمين.
قد لا تكون النهاية كما يتمناها البعض، حيث يمهد هذا المسلسل لجزء ثاني، إلا أننا لن نكشف عنها، لنترك للجمهور متعة المشاهدة والتشويق.