في تغطية خاصة لموقع "الفن"، حلّ الفنان اللبناني طوني كيوان، ضيفاً على برنامج "بين الحلم والحقيقة"، الذي يعده ويقدمه مدير التحرير جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان.


قال طوني :"كل إنسان لديه حلم، والحلم هو طموح، عندما تحلم بشيء وتحققه، هذا يعني أنك إنسان ناجح في حياتك، وليس أجمل من أن يحلم الإنسان بكل ما هو جميل، خصوصاً في الوسط الفني، تحلم بأن تصبح نجماً، وبأن يملأ صوتك كل دول الإغتراب".
وأشار طوني إلى أن لديه أحلاماً لم تتحقق، إذ قال :"عندما دخلت إلى المعهد الوطني العالي للموسيقى، كان طموحي وحلمي أن أنال دكتوراه في الموسيقى، وخلال دراستي في السنوات الثلاث، كانت تأتيني عروض للغناء خارج لبنان، فإضطررت إلى أن أتوقف عن متابعة دراستي الموسيقية، وهذا الأمر ندمت عليه، مع أني أعتبر أن الموهبة مهمة جداً، ولكن الدراسة الموسيقية تنمي الموهبة، وتثقفها أكثر، والثقافة ضرورية لإستمرارية الفنان، خصوصاً في كيفية تعامله مع الموسيقي واللحن والكلمة والشعر".


وعن الرسالة التي يوجهها إلى اللبنانيين في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها، قال طوني :"أنا أحب القراءة كثيراً، ومن يقرأ التاريخ، يدرك كم هو حجم المعاناة، وكم هناك من أوطان مرّت بسنوات صعبة، ولبنان مرّ بظروف أصعب من التي يمر بها حالياً، فهناك جيوش كانت في لبنان، وكذلك إحتلالات، منذ أيام العثمانيين، مروراً بالإنتداب الفرنسي، والإحتلال الإسرائيلي، وصولاً إلى الوصاية السورية التي كانت موجودة، المفروض أن يتعلم اللبناني من أخطاء الماضي، ونحن شعب مقاوم، ولديه حب للوطن والأرض والتراث، والفن هو حضارة وطن وثقافة شعب، فإذا كان هذا الشعب لا يريد أن يحتضن وطنه، ويكون مخلصاً لبلده، فإن الإنقسامات والشرذمة تفكك كل الأوطان، فقد رأينا ما حدث في العديد من الدول العربية خلال العشرين عاماً الماضية".
وأضاف :"أغلى ما لدى الإنسان بلده وأرضه ووطنه، ربما يختلف الأخ مع أخيه، أو مع جاره، ولكن ليس من المفروض أن نختلف على وطن، هذا الوطن للجميع".
وعن إنفجار مرفأ بيروت، قال :"هذا الإنفجار كان من كوارث القرن العشرين، لا أذكر أنه كانت هناك حادثة بضخامة هذا الإنفجار، مع أننا مررنا بكل ظروف الحرب اللبنانية، من تهجير وعذاب وغيرهما، إلا أن الإنفجار كان الصدمة القاسية".
وتابع قائلاً :"تحية لأرواح كل شهداء المرفأ وكل شهداء لبنان، وتحية للناس الذين يُذلون على الطرقات، ويقفون في طوابير السيارات على محطات الوقود، ومنهم من توفي بسبب ذلك. الوعي يبقى الأساس، والتسامح موجود، إذا لم نستطع أن نحب، ونتسامح مع أنفسنا ومع غيرنا، لا يمكن أن نبني مجتمعاً أو بلداً".


وبالإنتقال إلى الشخصيات الثلاث التي كان يحلم بلقائها، قال طوني :"هناك العديد من المشاهير الذين كنت أحلم بلقائهم، إلتقيت بعضهم، منهم الأستاذ الخالد وديع الصافي، كان حلمي أن ألتقيه، وأفتخر بأني عدت وأصبحت صديقاً العائلة، وكنت ألتقي الصافي بإستمرار، ونتبادل الزيارات، كان يوجهني، وكنت أسأله عن التلحين".
وأضاف طوني :"كذلك إلتقيتُ الشحرورة صباح، التي أقمت لها تكريمين في منزلي، وإستوضحت منها بعض الأمور عن فنها، وكانت تخبرني بعض الأمور عن عملها في مصر وفي السينما".
وقال طوني :"بعدما سجلت "كوكتيل من لبنان" الذي غنيت فيه العديد الأغنيات لكبار فناني لبنان، توجهت إلى جمعية المؤلفين والملحنين، وعندما وصلت إلى هناك، وجدت الأستاذ منصور الرحباني جالساً، للوهلة الأولى تراجعت في خطواتي، ولكنه طلب مني أن أدخل، وعندما عرفته على نفسي، سألني :"ألم يقولوا لك إنه عليك أن تحصل على إذن لتغني الأغنيات التي غنيتها ضمن "كوكتيل من لبنان"؟، هنا تدخل الشاعر الياس ناصر، وقال له إنه لا دخل لي في هذا الأمر".
وختم طوني قائلاً :"من حلمت بلقائه ولم ألتقِ به، هو الأستاذ الكبير الراحل فيلمون وهبي، الذي كان فناناً عظيماً وملحناً عظيماً، فخلال الفترة التي إلتزمنا فيها بالحجر المنزلي، دخلت إلى يوتيوب، وتفاجأت بحجم أعمال فيلمون وهبي، وبغزارة إنتاجه، وباللون الموسيقي الذي كان يعطيه للفنان، فعلاً كانت مفاجأة بالنسبة لي، فألحانه لا تقارن بألحان غيره من الملحنين، منها أغنيات السيدة فيروز والصبوحة والأستاذ وديع الصافي".
برنامج "بين الحلم والحقيقة" يذاع كل يوم أحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر، ويعاد بثه كل يوم خميس عند الساعة التاسعة مساء، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، إخراج علي أمين.