لا يختلف إثنان على نجوميتها وألقها ومسيرتها المشرفة لهذا البلد الذي يتخبط في أزماته، وعلى كونها نجمة تمكنت بموهبتها وإطلالتها من أن تكون الرقم الصعب في الدراما اللبنانية والعربية.

أينما حلت رافقها النجاح، وأينما تواجدت تحالفت مع الإبداع في أداء الأدوار المركبة، والتي تحتاج إلى قدرات تمثيلية عالية، وقدرة صعبة على التعبير الايمائي. سيرين عبد النور، النجمة اللبنانية التي نفتخر بصورتها البهية لهذا البلد، هي صورة نفية بيضاء لا غبار فنياً أو شخصياً عليها.

هذه المرة سنتناول "دور العمر"، هذا العمل الدرامي الذي قدم سيرين بصورة مختلفة شكلاً ومضموناً، والذي شكل حالة في المعالجة الدرامية، إذ حقق نسب مشاهدة عالية جداً في لبنان والدول العربية.

هذا العمل الذي لعب فيه أيضا دور البطولة بإبداع وانسجام كبير الممثل ومقدم البرامج عادل كرم، أخرجه الأستاذ وضابط إيقاع الصورة وفلسفتها الراقية التي تنبض حياة وإشعاعاً، سعيد الماروق، صاحب الباع الطويل في عالم الإخراج، الذي أخرج أفلاماً سينمائية، وصنع مكتبة إخراجية لأهم الكليبات التي تركت بصمة في تاريخ الأغنيات المصورة.

كل من شاهد العمل، أدرك مدى تقمص سيرين شخصية "شمس مطر" المضطربة نفسياً، والتي تواجه العديد من الصعوبات، التي كانت كفيلة بإدخالها إلى مصحة نفسية، لتعود وتخرج منها، وتنتقم بشدة من كل من كان السبب في وصولها إلى هذه الحالة.

نعم الشخصية صعبة، وعلى سيرين أن تجسد معالم الإنسانة المضطربة القوية والضعيفة، الحنان والجنون في الوقت ذاته. كلها حالات أدركت سيرين كيف تؤديها ببراعة من خلال ملامح وجهها، وحركة جسدها، ونظراتها الثاقبة، واللوك الذي إعتمدته، خصوصاً أنها تخلت وبالكامل عن الماكياج خلال تواجدها في المصحة للعلاج، وذلك خدمة للدور.

ناهيك عن ذلك، تميز هذا العمل بالسرعة، بعيداً من الحشو، وتم التركيز على جوهر العمل الدرامي الذي تضمن أكثر من خط في هذا العمل بالتحديد.

سيرين الممثلة المحترفة، والتي جسدت العديد من الأدوار، استحوذت على إعجاب المتابعين من المشاهدين والنقاد الصحفيين. لقد تألقت وأبدعت سيرين في هذا الدور، في هذا العمل الذي قدمها بصورة متجددة، باتت حاجة ملحة لكل النجوم في لبنان والعالم العربي.

سيرين التي وفقت في تأسيس عائلة كلها محبة، وبزوج هو السند والصديق والوفي لها، قدمت صورة مغايرة للصورة السائدة، وهي أنه بإمكان النجمة أن تكون في نفس الوقت، أماً ومربية ومعلمة وسيدة منزل من الطراز الرفيع.