وُلدميكيس ثيودوراكيسفي 29 يوليو/ تموز 1925 في جزيرة خيوس شمال بحر إيجة، وانضم إلى المقاومة ضد الاحتلال الألماني والإيطالي لليونان عندما كان عمره 17 عامًا، خلال الحرب العالمية الثانية. تميز بشخصية قيادية ودافع عن قضايا حقوق الإنسان. حظي بالإحترام والإشادة في وطنه بسبب الموسيقى الملهمة التي قدمها وتحديه المجلس العسكري الذي حكم من 1967 إلى 1974. كان موهوبًا وغزير الإنتاج، حافظ على إهتمامه بسياسة اليونان وانزلاقها إلى أزمة اقتصادية، حيث عاش إلى حد كبير بعيدًا عن أعين الجمهور في منزل أسفل الأكروبوليس. أصبح عضوا في البرلمان اليوناني وأسس أكثر من مائتي مركز ثقافي في بلده.

نضاله السياسي

يعود شغف ميكيس للموسيقى إلى صغره وكتب أولى مؤلفاته الموسيقية في سن الثالثة عشرة. اعتقل في عام 1942 على يد قوات الاحتلال الإيطالية. تلقى خلال فترة نضاله دروسا في الموسيقى من معهد أثينا العالي بطريقة سرية. بعد التحرير، شارك في عدة تظاهرات وتم توقيفه وتعرض للتعذيب وكان من القلائل الذين نجوا. تخرج من معهد أثينا العالي للموسيقى عام 1950.

زوربا

إرتبط الملحن اليوناني الشهير ميكيس ثيودوراكيس بموسيقى فيلم "زوربا" للمخرج مايكل كوكيانس المأخوذ عن رواية لـ نيكوس كازانتزاك من بطولة إنطوني كوين وإيرين باباس . ويحكي الفيلم قصة كاتب بريطاني في جزيرة كريت تبدلت حياته عندما التقى بفلاح يدعى أليكسيس زوربا. وأصبح المشهد الذي يرقص فيه زوربا حافي القدمين على الشاطئ صورة شائعة للثقافة اليونانية ولا يزال موضوع الفيلم الذي فاز بثلاثة جوائز أوسكار، أشهر قطعة موسيقية يونانية بعد أكثر من نصف قرن.
لحن ثيودوراكيس أيضا موسيقى فيلم سيربيكو عام 1973، وأغنية تدعى “The Mauthausen Trilogy”، التي استندت كلماتها الى قصائد أحد الناجين من معسكرات الاعتقال. وأصبحت أغنية ذلك الفيلم شائعة لدى الأفغان، وغناها سكان كابل عام 2001 خلال ترحيبهم بقوات التحالف الشمالي التي دخلت المدينة وطردت طالبان.
وكانت الأغنية نفسها موضوع فيلم زد أو Z عام 1969، الذي فازت الموسيقى التصويرية له بجائزة بافتا لأفضل فيلم موسيقي عام 1970. ويسرد الفيلم، الذي أخرجه كوستا غافراس، قصة خيالية لاغتيال سياسي يوناني يساري.

حياته الخاصة

تزوج ميكيس في سنة 1953 من ميرتو ألتينجلو ورزق منها ولدان جيورجيوس ومارغريتا.

العودة الى الجذور اليونانية

عندما دخل ميكيس دائرة الموسيقين العالميين إكتشف الموسيقى الشعبية اليونانية.. ألهمته أشعار يانيس ريتسوس وألف Epitaphio التي أعادت النبض للموسيقى التقليدية اليونانية والتي أدت إلى ثورة ثقافية في البلاد ما زالت أثارها بادية إلى اليوم.

وفاته

توفي ميكيس ثيودوراكيس في أثينا في ٢ سبتمبر / أيلول عن عمر يناهز 96 عامًا بعد توقف قلبه. بعد نبأ وفاته تم رفع العلم اليوناني نصف سارية في الأكروبوليس بينما وقف البرلمان دقيقة صمت.
وقد نعاه العديد من الشخصيات:
- وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني: "فقدنا اليوم جزءًا من روح اليونان. توفي ميكيس ثيودوراكيس ، ميكيس، المعلم، المثقف، الراديكالي"، واصفة إياه بأنه الشخص الذي جعل جميع اليونانيين يغنون الشعر.
- القاضية كاترينا ساكيلاروبولو: "كان شخصية يونانية عالمية وكان أيضًا فنانًا عالميًا، وهو رصيد لا يقدر بثمن لثقافتنا الموسيقية، لقد منح حياة غنية ومثمرة عاشها بشغف، حياة مكرسة للموسيقى والفنون وبلدنا وشعبها، مكرسًا لأفكار الحرية والعدالة والمساواة والتضامن الاجتماعي".
- رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: أعلن ثلاثة أيام من الحداد الوطني خلال اجتماع لمجلس الوزراء وقال: "ميكيس ثيودوراكيس يمر الآن إلى الأبد، تم إسكات صوته ومعه تم إسكات جميع الهيلينية".