منذ انطلاقته في "طالبين القرب" عام 1997، لم يخفت نجمه يوماً، فحافظ على نجوميته، وعلى مكانته في قلوب الناس.
ممثل محترف، أصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية في لبنان والولايات المتحدة الأميركية، ويعكس احترافه في أدواره التي يخرج فيها من بديع أبو شقرا الإنسان، ويدخل بالشخصية التي يؤديها بكامل حواسه، في أي عمل يشارك فيه.
الممثل بديع أبو شقرا شارك في الفترة السابقة في العديد من الأعمال، من بينها مسلسلات لبنانية، نذكر منها "راحوا" و"بردانة أنا"، وأيضاً خاض تجارب جديدة في الأعمال المشتركة، منها "العميد" و"للموت".
موقع "الفن" كان له لقاء شيّق مع الممثل بديع أبو شقرا، تحدث خلاله عن أعماله الفنية، ورد على العديد من الإنتقادات التي يواجهها، كما تحدث عن مشاركته في الثورة، ورأيه بالأزمات التي يواجهها لبنان.
ونورد لكم الجزء الاول من اللقاء:

مسلسل "راحوا" حمل رسالة إنسانية، لمن هي موجهة؟

أنا ضد الرسالة في الفن، وأعتبر المسلسل حالة تعبير و"حدوتة"، وكل إنسان يتلقى قصة العمل بحسب الاسقاطات التي يجريها على حياته الخاصة، والمجتمع وبيئته.
مسلسل "راحوا" أخبرنا العديد من القصص، وهي مرتبطة بحادثة أساسية واحدة، وكل مشاهد يرى هذه القصص بطريقته، والتي هي واقعية في مجتمعنا المجنون الذي نعيش فيه، والذي يتضمن الكثير من الإنفصامات والتنازلات وكل أنواع المشاكل، فنحن في لبنان خزان من المشاكل والأزمات، وهنا تكمن أهمية العمل.

ترى الكاتبة كلوديا مرشليان أن هذا العمل ظُلم، ولم يكن من المفروض أن يعرض في شهر رمضان المبارك، هل هناك مسلسل مخصص لرمضان وآخر غير مخصص للشهر المذكور؟

في الفن هناك مواسم لعرض الأعمال، منها ما يعرض في شهر رمضان المبارك، وأخرى تعرض قبل عيد الميلاد المجيد، وأيضاً هناك المسلسلات السوب أوبرا الطويلة التي تعرض في الأيام العادية، بعيداً عن فترة الأعياد والازدحام.
خارج شهر رمضان، تأخذ الأعمال، التي تتطلب الكثير من التركيز والمناقشة حول وجهة نظر الكاتبة، حقها أكثر، فبسبب قلة الضغط، يستطيع المشاهد أن يركز في قصص العمل بشكل كلي.

البعض انتقد وضع الشاش الأبيض على عيني الفتاة التي لا ترى في مسلسل "راحوا"، واعتبروا أنه من الممكن تجسيد دور الفتاة التي لا ترى بوضع نظارات سوداء أو بدون وضع أي شيء على العينين.

لم أتدخل بالأمور الطبية في العمل، لكن حسبما أعلم، حين يكون هناك مشاكل في العينين، يضعون الشاش، في الفترة الأولى، لتخفيف الاتصال بالباكتيريا والفيروسات والغبار الموجود في الجو، وأشعر كإنسان وليس كطبيب، أن في مثل هذه الحالات تتم حماية العينين.

تم إنتقادك لأنك أطليت في المشهد الأخير من المسلسل بملابس داخلية.

الممثل يجسد الدور كما يكون واقع الشخصية، هل أغير الواقع كي لا أطل بالملابس الداخلية؟ وشخصيتي في مسلسل "راحوا" ترتدي هذا النوع من الملابس الداخلية.

شخصيتك في العمل انتحرت في جاكوزي مليء بالثلج، هناك العديد من المشاهدين لم يفهموا طريقة الانتحار...

التجمد يؤدي إلى صدمة لدى الإنسان، واصراره على التواجد في الثلج، يجعل الكثير من الأعضاء تتجمد، ولا تقوم بوظائفها.

أخبرنا عن ثنائيتك مع الممثلة كارين رزق الله، والتناغم الموجود بينكما، من ناحية الأخذ والعطاء في التمثيل، خصوصاً أنك قدمت معها العديد من الأعمال.

بالدرجة الأولى، كارين صديقة، بمعنى أننا نجتمع على هواجس ورؤيا مشتركة، وهذه الأمور تساعد كثيراً في التناغم في الثنائية بالتمثيل.

لعبت دور المحقق في مسسلسل "العميد"، والممثل وسام حنا لعب دور المحقق في مسلسل "بردانة أنا"، من منكما أدى الدور بشكل أفضل؟

كل ممثل يقدم اقتراحاً، وأحياناً يصيب وأحيانا لا يصيب، وإن لم يصب، فهذا لا يعني أن الممثل ليس "شاطراً"، فالمخرج المسرحي فاضل الجعايبي كان يقول "يجب أن تقوم باقتراحك وتدافع عنه لآخر رمق في حياتك على المسرح، فإذا دافعت عنه، هذا يعني أنك تعمل بشكل سليم، حتى لو لم ينجح الدور".

في "بردانة أنا"، صرخت في وجه المحقق، ولم يقم بأي ردة فعل، هل يُسمح بذلك؟

طبعاً، فدور المحقق في العمل ذكي ومثقف ولديه مشاكل، وارتأى أن يتعامل مع المجرم بهذه الطريقة، فهذه البرودة في التعاطي، مطلوبة في بعض الأحيان، ومُستعملة، كونها تغضب الإنسان أكثر، وبالتالي يكشف عن معلومات أكثر، وهذا تحليلي الشخصي كمشاهد، ولا أعرف ما هو تحليل وسام للشخصية.

أخبرنا عن مشاركتك في العمل المسرحية "همسات Whispers".

هذا العمل مسرحي شاركت به أون لاين، من خلال فيديو أرسلته، هناك ممثلون كانوا موجودين في المسرح، وريتا حايك قدمت فيديو أيضاً.
المسرح في الفترة المقبلة، ستكون له لغة جديدة، فالفترة التي مررنا بها، قدمت للمسرح مادة جديدة، سيتم التعاطي معها بشكل جدي، وهي مرحلة مفاجئة تقدم مفاجأة للناس، لأن هناك مآسٍ جديدة وثورة وكورونا وظلم وقهر.

أي أعمال درامية شاهدت هذا العام؟ هل شاهدت "للموت"؟

شاهدت مقتطفات من الأعمال الدرامية، ولم أتمكن من متابعتها كلها.

هل شاهدت مسلسل 2020؟

شاهدت مقتطفات في بدايته.

ما رأيك؟

كلها كانت تجارب جيدة جداً، و"للموت" كان مميزاً، لأنه يتضمن أموراً لم نعتد عليها، وفاجأتنا بشكل ايجابي، وهناك المسلسل الذي قدمناه على منصة "شاهد" بعنوان "فكسر FIXER"، فهو أيضاً خارج عن المألوف في الأعمال الدرامية، شارك فيه العديد من الممثلين، منهم وسام صليبا وفؤاد يمين ودياماند بو عبود ومحمد عقيل وإيلي نجيم.

بين عرض الأعمال على المنصات الالكترونية أو على التلفزيون، أين تأخذ حقها أكثر؟

ما زال المسلسل حتى اليوم حين يعرض على شاشة التلفزيون يأخذ حقه أكثر، لكن المنصة تخلق حالة وحيثية خاصتين على المدى الطويل، وهناك حرية وآفاق أكثر للمشاهد من ناحية توقيت المشاهدة، وما يريد أن يتابعه، وهناك حرية للمسلسلات، إذ لا يقدمون فقط ما يطلبه المشاهدون، بل يطلقون أعمالاً للتجربة أيضاً.

أين أنت من الموريكس دور هذا العام الذي يقدم جوائز عن الأعوام 2019 و2020 و2021؟ مع الإشارة إلى أنه تم تأجيل الحفل بسبب الظروف الراهنة في لبنان.

هناك العديد من الممثلين الذين كانوا مميزين، قد يكونون يستحقون أكثر.

لو كنت أنت من ستعطي جائزة الموريكس دور، هل تعطيها للممثلة ماغي بو غصن أم للممثلة نادين نسيب نجيم؟

أعطيها لماغي بو غصن، ليس لأن هناك ممثلة أشطر من الأخرى، بل لأن ماغي قامت بنقلة نوعية، وهي تُقدر على هذا الأمر.
نادين نجمة عربية أولى، لا يمكن لأحد أن يتحدث عنها، لكن الفكرة هي أنه ليس من السهل أن يقوم الممثل بنقلة نوعية يفاجئ بها الناس، خصوصاً في التلفزيون، حيث أن هذا الأمر يظهر عادة في المسرح أكثر، وفي التلفزيون بشكل أقل.