حين غنت السيدة فيروز "بحبك يا لبنان يا وطني بحبك"، لم تقصد مرة أنها تحبه في أوقات محددة وتنكره في وقت الأزمات والضيق.

لقد أحبته دوماً، في كل الحقبات والأزمنة والحروب، ولم تبخل عليه بالغناء، والرسائل والوطنية التي تدرّس.

نستشهد بالسيدة فيروز، نظراً إلى كونها أيقونة لبنان والعالم العربي في الوطنية والانتماء، لنعقب على تصرف غير مسؤول وغير مقبول صَدَرَ عن الممثل اللبناني إيلي شالوحي خلال تكريمه في مهرجان أفضل في كازينو لبنان.

استوقفنا ما صرح به شالوحي أمام كل الموجودين من فنانين لبنانيين وعرب وأهل الصحافة والمجتمع، إذ تقدم باعتذار من الفنانين السوريين والمصريين الموجودين في لبنان، لعدم توافر الكهرباء والبنزين، وقال :"لا يشرفني أن أكون في لبنان".

بعدها صعد الفنان المصري محمد رمضان المكرّم إلى المسرح، ورد على كلام شالوحي بالقول :"البلد لا يترك وهو جريح"، كما قال الفنان المكرم وديع الشيخ خلال وجوده على المسرح :"لو بدي إشحد بوطني ما بترك لبنان".

وإن كان وصل الرد إلى شالوحي من محمد رمضان ووديع الشيخ، لا بد من لفت انتباه شالوحي، الذي نحترم ونقدر، إلى ضرورة التنبه للتصريحات المتسرعة التي يدلي بها.

صحيح أننا نمر في أسوأ أزمة في لبنان على كافة الأصعدة، ولقد طفح الكيل من السياسات التجاهلية لمطالب المواطنين، الا أن هذا لا يسمح لفنان، يفترض أن يكون صورة جميلة عن لبنان، أن يخجل ببلده، ويقول "لا يشرفني أن أكون في لبنان"، كان ينبغي عليك أن تقول إنك تريد البقاء في لبنان، لتقوية اقتصاده من خلال استثمارك فيه.

سيد شالوحي، لبنان يشرفك ويشرفنا جميعاً، وتاج رأسك. لبنان الوطن والانتماء يختلف عن الطقم الحاكم. ونظراً إلى جهلك في الموضوع، ينبغي أن تميز بين حب الوطن وحب السلطة التي كانت السبب في ما وصلنا إليه. وبصريح العبارة نقولها وبالفم الملآن "إن كان لا يشرفك البقاء في لبنان، إرحل، أو من الأفضل أن تصمت أو تدرس الكلمات التي تتفوه بها في الأماكن العامة".