إلفيس بريسلي مغني وممثل شكّل حالة فريدة في القرن العشرين وإستحق لقب "ملك الروك أند رول". ترك بصمة في عالم الغناء وسحر جمهوره بحنجرته الذهبية وبوسامته. نجح في التوفيق بين موسيقى الكونتري الخاصة بالبيض والبلوز الخاصة بالسود كما وصفه المغني البريطاني إلتون جون وحقق مبيعات خيالية لألبوماته الغنائية إستمرت بعد وفاته. قال عنه الرئيس الأميركي جيمي كارتر أنه غيّر وجه الثقافة الشعبية الأميركية بشكل دائم.

نشأته

ولد إلفيس أرون بريسلي في 8 يناير/كانون الثاني 1935 في توبيلو، بولاية ميسيسيبي في الولايات المتحدة الأميركية ونشأ في عائلة متواضعة. والده فيرنون بريسلي، والدته غلاديس، وكان له شقيق توأم يدعى جيسي توفي أثناء ولادتهما.

حصل إلفيس على شهادته الثانوية عام 1953، وكان لديه شغف منذ الصغر بالموسيقى ورُشح لعدد من المسابقات وحصل على أول غيتار كجائزة في إحدى المسابقات عام 1946.

مسيرته الفنية

بدأت مسيرته الفنية عام 1954 مع المنتج سام فيليبس في شركة الإسطوانات Sun records. ورافقه عازف الغيتار سكوتي مور وعازف القيثارة بيل بلاك وانضم اليهما العازف دي جي فونتانا وكانوا رواد الروكابيليو وهي موسيقى سريعة تمزج الـ country مع الـ rhythm and blues. حصل بريسلي على عقد مع RCA Victor في صفقة رتبها كولونيل توم باركرالذي أدار مسيرة بريسلي لأكثر من عقدين. سجل أولى أغانيه Heartbreak Hotel في يناير/كانون الثاني 1956 وحققت نجاحا كبيرا في الولايات المتحدة.

اعتبر إلفيس بريسلي شخصية رائدة في عالم الروك أند رول بعد سلسلة من النجاحات. كانت طريقة غنائه الحيوية وأدائه الجريء إلى جانب تجاوزه موضوع عنصرية الأعراق في زمن بزوغ حركة الحقوق المدنية، كلها عوامل ساهمت في تكوين شخصيته الشعبية وشهرته.

أول فيلم من بطولته كان Love Me Tender لكن مسيرته توقفت لفترة وتحديدا عام 1958 بعد ان التحق بالخدمة العسكرية. استأنف مسيرته الغنائية بعد عامين، وأنتج مجموعة من أنجح أعماله قبل أن يكرس جزءا كبيرا من وقته في الستينيات لتصوير الأفلام في هوليوود وإنتاج ألبومات الموسيقى التصويرية لهذه الأفلام. بعد انقطاع دام سبع سنوات عن العروض الغنائية، قدم برنامج تلفزيوني خاص لقناة NBC TV بأسم Elvis-68 Comeback Special نال شهرة كبيرة، شارك بعدها إلفيس بحفلات عديدة في لاس فيغاس.

في عام 1973، ظهر بريسلي في أول حفل يبث عالميا عبر الأقمار الإصطناعية لأكثر من 40 دولة عبر آسيا وأوروبا وشاهده أكثر من مليار شخص حول العالم وتفوقت نسبة مشاهدته على نسبة مشاهدة أول هبوط على سطح القمر وكلفة الإنتاج بلغت حوالي 2.5 مليون دولار.

مبيعات ألبوماته

حقق إلفيس بريسلي أعلى نسبة مبيعات لألبوماته الغنائية، فقد بلغت أكثر من 500 مليون تسجيل عالمي، محطماً الأرقام القياسية، وكانت على الشكل التالي: 120 أغنية فردية وصلت إلى قائمة أفضل 40 أغنية أميركية مبيعاً، وعشرين أغنية وصلت إلى المركز الأول، وخلال الفترة ما بين عامي 1956-1962 تمكن من أن يصل بـ 24 أغنية متتالية إلى قائمة أفضل 5 أغاني واستطاعت كل من هذه الأغاني أن تبيع أكثر من مليون نسخة. صنفت ثمانية أغاني كأفضل اغاني على مر العصور ولم يستطع أحد أن يكسر الأرقام التي حققها.

لا تزال مبيعات ألبوماته تحقق دخلاً مادياً خيالياً بعد وفاته، ويستفيد ورثته من ملايين الدولارات سنوياً بالإضافة الى قصره في ولاية تينيسي الأميركية، وإستغلال اسمه وصوره للترويج للمنتجات، وإقامة فرق غنائية تحمل إسمه وقد صنفته مجلة فوربس في قائمة أصحاب أكبر مدخول بين المشاهير الذين توفوا.

حياته الخاصة

تزوج من الممثلة الأميركية بريسيلا واغنر عام 1967 ورزقا بفتاة ليزا ماري بريسلي بعد 9 أشهر من زواجهما.

أفلامه

بلغ عدد الأفلام التي شارك في بطولتها إلفيس بريسلي 33 فيلم نذكر منها: Love me tender ،Loving you ، Jailhouse rock ،Blue Hawaii ، Viva Las Vegas، Stay away Joe

وفاته

أصيب إلفيس بريسلي بنوبة قلبية في بيته في غريسلاند في 16 أغسطس / آب 1977، عن عمر يناهز الثانية والأربعين عاماً نتيجة تناوله جرعة زائدة من المخدرات. قال عنه المطرب البريطاني ألتون جون "اسألوا الجميع من حولكم، لو لم يكن ألفيس موجودا لا أعلم ماذا كان سيحل بموسيقي الروك اليوم. فهو أول من نجح في التوفيق بين موسيقى الكونتري الخاصة بالبيض والبلوز الخاصة بالسود، وكسر التمييز داخل الولايات المتحدة المحافظة العنصرية في هذا الوقت".

تجمّع الآلاف من المشجعين في ممفيس في الأيام التي أعقبت وفاته، حيث طلب الرئيس السابق جيمي كارتر 300 جندي من الحرس الوطني للحفاظ على النظام خلال مراسم الدفن.

تحول منزله في غريسلاند بولاية تينيسي إلى متحف يزوره أكثر من نصف مليون شخص سنوياً لمشاهدة مقتنياته. ويتبارى الناس في ذكراه بمحاولة تقليده ويتم تنظيم مسابقات لأفضل شخص يتمكن من تقمص شخصية بريسلي، بالإضافة لأفضل زي تنكري. وقامت الولايات المتحدة بإصدار طابع بريدي عام 1993 يحمل صورته. أطلق إسمه على مئات الأطفال في الولايات المتحدة عقب وفاته، بالإضافة لإطلاق إسمه على العديد من الفنادق والمطاعم، وقام الكثيرون بالتشبه به وبملابسه وشعره.