الأمهات تتمنى الأفضل لطفلها وهو أمر طبيعي لكن المبالغة في حمايته له دلالة مرضية ونفسية، وعدم قدرة الأم على مواجهة مرض ولدها أو أي حادث قد يتعرض له سينعكس سلباً على شخصيته ويحول دون نموه الطبيعي وكيفية مواجهة مصاعب الحياة.

المشكلة لا تنحصربخوف الأم على ولدها بل في الإستراتيجية المتبعة للتغلب على هذا الأمر، حيث يمكن للأم الخائفة أن تحوّل مخاوفها إلى قدر معقول من الحذر لكنها عندما تستسلم لمخاوفها يتحول هذا القلق إلى مرض.

"الدجاجة الأم"
حالة الأم التي ترغب في إبقاء أطفالها تحت أجنحتها يطلق عليها إسم"الدجاجة الأم"Mere poule بسبب الحرص على حمايتهم من المخاطر والتجارب المؤلمة والمواقف الصعبة التي يمكن أن تؤثر عليهم جسدياً أو عاطفياً، حيث تستخف بقدرات طفلها ولا تتفهم أن ولدها هو سيد حياته التي تتكون من صعوبات ومشاكل عليه مواجهتها والتغلب عليها.

سبب الحالة:
تشعر هؤلاء الأمهات أن أطفالهن كائنات هشة للغاية لأنهم لم يصلوا بعد بشكل كامل إلى نموهم الجسدي والنفسي، وبالتالي فهم أكثر عرضة لمخاطر متعددة وتريد حمايتهم.

الأساليب:
من الأساليب التي تستخدمها "الدجاجة الأم"تحذير أطفالها بإستمرار، على سبيل المثال: "إذا اقتربت من الموقد، قد تحرق نفسك"، "كن حذرًا عند اللعب بالكرة، فقد تسقط وتكسر يدك". "لا تنزلوا إلى الشوارع، هناك أناس يختطفون الأطفال"مما يؤدي الى زرع فكرة الخوف في عقول الأطفال ويمنعهم من أي تحرك، لأنه مرادف للخطر.

سن المراهقة:
عندما يكبر الطفل ويصل الى سن المراهقة سيعاني من توتر عاطفي زائد بسبب قلق والدته التي تحميه وتحذره باستمرار وتتخيل دائماً الأسوأ ويطلب المزيد من المساحة لحريته، مما يدفعه الى تحدي المخاطر كوسيلة للمطالبة بالإستقلال. يتحمل المراهق نتيجة التربية الخاطئة لأنه سيعاني من عدم الثقة بالنفس وبالآخرين ويفشل في التكيف مع المواقف الصعبة.