في تغطية خاصة لموقع "الفن"، حلّ المؤلف الموسيقي إيلي العليا، ضيفاً على برنامج "بين الحلم والحقيقة"، الذي يعده ويقدمه مدير التحرير جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان.

قال إيلي إن هناك الكثير من الأمور التي يعيش معها بين الحلم والحقيقة، والحلم مهم جداً، ويعطي الإنسان حافزاً ليتقدم دائماً، وليجعل الحقيقة أجمل.

وعن الحلم الذي يراوده دائماً، قال العليا :"دائماً ما أتساءل إلى أي مدى يؤثر وقع الأعمال الفنية التي أنجزتها على الأجيال الصاعدة، فأنا في كل عمل أقوم به، إن كان في التلحين أو التوزيع الموسيقي، أو في قيادة الأوركسترا، أفكر بالناس، وأسال نفسي عما أقدمه لهم".

وأضاف :"حين كنت صغيراً، كنت أسأل نفسي ما هي الموسيقى التي سأؤلفها ويحبها الناس؟ مع الوقت أصبح الموضوع هاجساً لدي، وتطور وكبر، لأننا أصبحنا نرى أن الأمور تتناثر من حولنا، ونحن نعمل في الفن، وهو ليس فقط للترفيه أو لكي نترجم موهبتنا، فالفن مجال كبير، وهو مرآة الشعوب والحضارات".

وتابع :"اللجنة التي كانت تقيّم الأعمال الفنية في إذاعة لبنان، كان دورها مهماً جداً، أما اليوم فأصبحنا في زمن يستطيع فيه أي شخص أن يغني، وأن يعزف، ولكن ليس كل من عزف سيكون بنفس مستواي الفني، فأنا أمضيت سنوات طويلة إجتهدت خلالها أكاديمياً وثقافياً، حتى نلت شهاداتي في الموسيقى، وتعبت على المسارح وفي البرامج الفنية، وأصبحت لدي خلفية كبيرة جداً".

وعن الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها اللبنانيون، قال إيلي :"نحن ذاهبون إلى مكان صعب جداً، لا يمكننا أن نستمر هكذا، يجب أن يحدث أمر ما".

وأضاف :"اليوم إذا شاركت في إحياء حفل فني، سأتلقى شتائم من بعض الناس، لأنني أعمل في هذه الظروف، ولكن أنا فنان، ومجبر على أن أستمر بعملي الذي بفضله أعيش وعائلتي، تماماً مثلما يعمل كثيرون في مهن أخرى، ويستمرون في مزاولة أعمالهم في هذه الظروف، وأنا لا أجيد العمل في غير الفن، والعاملون في القطاعين الفني والسياحي كثيرون جداً، ولا يمكن أن نطلب من الجميع أن يجلسوا في منازلهم".

وعن التلحين، أشار إيلي إلى أنه يحضر بعض الألحان الجديدة، وأعطى ألحاناً لفنانين جدد، وهو يركز كثيراً في هذه الفترة على المقطوعات الموسيقية التي يؤلفها، وقال :"أطلقت كليب "يا ليلي" الذي غنت فيه إبنتي فانيسا، وهي لديها شغف في الغناء والتمثيل، وكليب "أمل" أخرجته فانيسا لأنها درست الإخراج، وهي لديها رؤيتها الخاصة".

وعن الفرقة الفنية التي أسسها إيلي، قال إنها تضم، إلى جانب إبنته فانيسا، شربل باسيل وأندرو، اللذين يدرسان الموسيقى.

وعن الموسيقار الراحل ملحم بركات، الذي وزع له موسيقياً إيلي العديد من الأغنيات، منها "تعا ننسى"، و"جيت بوقتك"، وقاد فرقته الموسيقية، قال :"ملحم بركات هو مدرسة عظيمة في التلحين، ومدرسة عظيمة في الغناء، كان يسحرنا حين كان يغني، كان يجذب الناس من خلال لحنه وصوته وأدائه".

وعندما طلب جوزيف من إيلي التحدث عن تجربته في قيادة الفرقة الموسيقية لعدد من الفنانين، قال إيلي :"الأستاذ العظيم وديع الصافي، السيدة صباح، السيدة ماجدة الرومي..، هؤلاء الفنانون الكبار أسسوا لنا بالشكل الصحيح، ما ورثناه بالفن، وأنا أحزن لأن هناك من سلمنا الأمانة، ونحن لا نجيد الحفاظ عليها، علينا أن نعمل على أن تكون الأغنية اللبنانية ناشطة ومتطورة".

عن الفنانة الإماراتية أحلام، قال إيلي :"فنانة رائعة على المسرح".

أما عن الفنان السعودي محمد عبده، فقال :"أستاذ عظيم، ونظامي في غنائه وأدائه، وباختياراته الغنائية التي لها قيمة كبيرة".

وعن الفنان الكويتي عبد الله الرويشد، قال إيلي :"أبو خالد رائع، عملي معه أظهر لي الفن الخليجي الملتزم جداً، والذي هو من العصر السابق، وبنفس الوقت الفن الملتزم، ولكن بالتوزيع الموسيقي الجديد والحداثة، وعمل الرويشد ليس سهلاً، وتنفيذه صعب على المسرح".

وبالانتقال إلى الشخصيات الثلاث التي كان يحلم بلقائها، اختار إيلي أولاً المؤلف والملحن الراحل عاصي الرحباني، وقال :"أنا التقيت الأستاذ منصور الرحباني أكثر من مرة، وأعجبت بشخصيته طبعاً، لكن لم يكن لدي الحظ بأن ألتقي الأستاذ عاصي الرحباني".

وأضاف :"حين كنت تلميذاً في المدرسة، شعرت بأنه يمكن أن تكون الموسيقى مجالي في المستقبل، نشأت على مسرحيات الأخوين رحباني، وكان لدي شغف بأن أسمع مسرحياتهما وأحفظها بكل تفاصيلها، بكلماتها وموسيقاها، ولا زلت أعشق أغاني الأخوين رحباني".

إيلي كان يحلم أيضاً بلقاء الفنان العالمي أنريكو ماسياس، وقال :"بعد تأثري بالأخوين رحباني، تأثرت بالفنان أنريكو ماسيس من ناحية الغرب، لأن هناك نوعاً من الحنين في بعض الأغاني، لا يفارقك طوال حياتك، وكل أعمال أنريكو هي حنين، وصحيح أن موسيقاه غربية، لكنها قريبة من الروح الشرقية، وأنا أحتفظ بكل أعماله الغنائية".

أما بالنسبة إلى الشخصية الثالثة التي كان يحلم بلقائها إيلي، فاختار العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وقال :"عبد الحليم فنان عظيم، ولغاية هذه الأيام يغني الفنانون أغانيه، والفنان الذي يريد أن يثبت للناس أن لديه مقدرة صوتية وصوتاً جميلاً يغني لعبد الحليم، حتى أن المشاركين في برامج الهواة يختارون أغنياته، وهذا دليل على أن عبد الحليم إجتهد وكان ذكياً".

برنامج "بين الحلم والحقيقة" يذاع كل يوم أحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر، ويعاد بثه كل يوم خميس عند الساعة التاسعة مساء، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، إخراج علي أمين.