عندما تنتج منصّة "نتفليكس" العالمية مسلسلاً عربياً يحكي قصّة فتيات عربيات بعمر المراهقة، ينتظر الجمهور مشاهدة ما لا تتجرأ المسلسلات العربية على طرحه أو تسليط الضوء على وجوده في مجتمعاتها، وهذا ما لم نجده تحديداً بالمسلسل الأردني "مدرسة الروابي للبنات".


للمرّة الثانية على التوالي، تقوم شبكة "نتفليكس" بإنتاج مسلسل أردني، بعد مسلسل "الجن" الذي أثار بدوره الجدل، ودفعت اعتراضات واسعة نحو توقيف عرضه بقرار قانوني، ويأتي "مدرسة الروابي للبنات" للمخرجة الأردنية تيما الشوملي، ومن تأليفها بالاشتراك مع شيرين كمال وإسلام الشوملي، ليكون، كما تناقل رواد مواقع التواصل الإجتماعي الأردنيين، لا يمثل مجتمعهم، فقد طرح قضية "التنمر" في المدارس الثانوية، ومدى تأثيرها على المراهقين، بأسلوب يمكن إعتباره يسري على المجتمع الأميركي، ولكن ينطق باللغة العربية، ناهيك عن الرداءة في أداء الممثلين، والأحداث المتسارعة من دون منطق، وحتى تنسيق ديكور المنازل والمدرسة لا يشبه الحقيقة، مع ألفاظ ومشاهد لا تليق بالمجتمعات العربية.
يركز المسلسل في حلقاته الـ 6 على الطالبات في "مدرسة الروابي للبنات": مريم ونوف ودينا، ورانيا، ورقية، وليان، إلا أننا لم ندرك الأسباب التي أدت بهن إلى تكوين هذه الشخصيات، فرانيا وليان هما فتاتان متنمرتان تريدان السيطرة على المدرسة، وتسييرها كما تريدان، ولكننا لم نفهم ما الذي دفع بهما إلى تكوين هاتين الشخصيتين، ومدى وجود مثلهما في المجتمع الأردني، وخلال تطور الأحداث تتحوّل مريم، الفتاة الطيبة التي تسعى إلى التفوق في دراستها، إلى شريرة، تريد إلحاق الضرر بمن حولها، من دون وجود عوامل كافية لهذا التحوّل.
وهنا يأتي السؤال، ألا توجد مشاكل حقيقية في العالم العربي يمكن طرحها وإيصالها لعدد مشاهدين أكبر، كون الشبكة عالمية؟ أو في حال كان على المسلسل طرح هذه القضية بالذات، لماذا تبدو لغة الحوار، في الكثير من اللحظات، بلا روح، وكأنها مترجمة، وليست اللغة الأصلية التي نفذ فيها العمل.
إذاً يتخلل المسلسل الكثير من الهفوات والأخطاء الدرامية، لتفقد الحكاية بعدها الواقعي والمنطقي في لقطات عديدة، رغم حساسية القضية التي يطرحها وأهميتها، خصوصاً بين المراهقين والشباب.