عام مر على فاجعة مرفأ بيروت المشؤومة، عام لم يكن فيه لا حسيب ولا رقيب ولا من يحزنون، عام عاش خلاله أهالي ضحايا إنفجار بيروت أبشع أيام حياتهم، فماتوا وعاشوا بعدد الثواني في 365 يوماً مرت.


يا لها من ذكرى أليمة يعيشها الشعب اللبناني اليوم بكل أفراده، بعد مرور عام على إنفجار المرفأ الذي وقع في 4 آب من العام الماضي، وما من كلام يخفف من وطأة الألم الكبير الذي يعيشه أهالي الضحايا الذين ماتوا ظلماً في هذه الكارثة.
آلاف الجرحى سقطوا في هذا الإنفجار الضخم، وأكثر من 200 قتيل أطفأت شمعة حياتهم عند الساعة السادسة وسبع دقائق من مساء 4 آب عام 2020، ولم تبقَ سوى ذكراهم ووجوههم المحصورة في براويز من الزجاج.
رالف ملاحي، سحر فارس، جو نون، الطفلة ألكسندرا نجار، نيكول الحلو وغيرهم، عرسان خطفت أرواحهم غدراً، لكن خطفهم لم يكن مقابل فدية، بل كان خطفاً مؤبداً، وثمناً لفساد مسؤولين.
لا كلام، ولا حتى أفعال، ستعوض أهالي الضحايا عن الخسارة الكبيرة التي فرضت عليهم، وحدها العدالة بحق المستهترين بأرواح المواطنين، هي التي ستشفي غليل هؤلاء الأهالي.
سلام من قلوبنا لأرواح إخوتنا ضحايا إنفجار بيروت، لن ننسى ذكراكم، وبعد رحيلكم باتت قلوبنا منازل مهجورة تنتظر عودة مالكيها.
الرحمة لأرواح ضحايانا، والصبر لأهاليهم الذين فُرض عليهم أن يشربوا كأساً مُرّة، أحنت أكتافهم من كثرة قساوتها.