في تغطية خاصة لموقع "الفن"، حل قائد الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية المايسترو أندريه الحاج، ضيفاً على برنامج "بين الحلم والحقيقة"، الذي يعده ويقدمه مدير التحرير جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان.

قال الحاج إنه لا يجب أن يشبه الحلم الحقيقة كثيراً، لأن هناك، في بعض الأحيان، أحلاماً من الممكن أن لا تتحقق، ولكنها تدفع الإنسان إلى العمل الدائم لتحقيقها.

وقال المايسترو إنه كان محظوظاً في مسيرته الفنية، منذ بداية دراسته في جامعة الروح القدس في الكسليك، وبلقائه الرئيس الأسبق للمعهد العالي للموسيقى الدكتور الراحل وليد غلمية في تلفزيون لبنان، ثم إنتقاله ليصبح أستاذاً في المعهد العالي للموسيقى، بعد أن كان أستاذاً في جامعة الروح القدس، وبعدها تأسست الأوركسترا في العام 2000، وأصبح القائد الرئيسي لها، عدا عن الألبومين الموسيقيين والمقطوعات الموسيقية التي ألفها، والكتابين اللذين أنجزهما عن آلة العود، مع مجموعة من الأساتذة والأصدقاء.

وعن الحلم الذي من غير الممكن أن يحققه، قال الحاج :"أن أجعل الغربيين يعزفون موسيقانا كاملة، مستحيل أن تكون لديهم القدرة على أن يعزفوا النوتة الموسيقية العربية، هناك موسيقى لنا يتم عزفها لدى الأوروبيين، لكنها ليس النوتة بمفهوم النظريات العربية، ليست النوتة الشرقية".

وعن برنامجه "الأوركسترا وكبارنا" الذي يبث عبر إذاعة لبنان، قال الحاج :"تواصلت معي مديرة البرامج ريتا نجيم الرومي، وطرحت عليّ أن أقدم ما قدمتُه مع الأوركسترا عبر الإذاعة، فوجدنا فكرة أن أكشف الكواليس التي جمعتني بالفنانين والمؤلفين الموسيقيين قبل حفلاتهم مع الأوركسترا، إضافة إلى عرض الحفل في البرنامج".

في القسم الثاني من البرنامج، إختار المايسترو أندريه الحاج الشخصيات الثلاث التي كان يحلم بلقائها، وهي المؤلف والملحن عاصي الرحباني، الموسيقار محمد عبد الوهاب والموسيقار فريد الأطرش، وقال :"أنا أسكن في منطقة النقاش وآل الرحباني يسكنون في منطقة أنطلياس، وعندما رحل الرحباني كنت صغيراً في السن، حضرت جنازته، ولمست ذلك الجو العظيم، وتلك الرهبة التي كانت سائدة حينها في ساحة أنطلياس".

وعن القاسم المشترك بينه وبين الرحباني، قال :"دائماً ما أقول إني من مدرسة الموسيقيين الذين أخذوا الكثير من الغرب، ولكنهم وظفوا ما أخذوه في خدمة الأصوات الكبيرة، وأعطوه هوية لبنانية".

وأضاف :"عاصي الرحباني كان شخصاً قوياً، وحنوناً بنفس الوقت، وكانت لديه كاريزما، وأحب صوته كثيراً عندما يتحدث أو يلقي شعراً، وحين كان يقود الفرقة الموسيقية التي كانت ترافق السيدة فيروز، كنت أراه سعيداً بموسيقاه وبصوتها".

وتابع الحاج :"أسمي الأخوين رحباني دولة الرحباني، لم ينجحا لو لم تكن لديهم قسوة وجدية العمل".

أما عن الموسيقار محمد عبد الوهاب، فقال الحاج :"عبد الوهاب كان يحضر دائماً إلى لبنان ليرى الجيل الجديد من المغنين والموسيقيين، أنا أهديه من ألبومي الأول مقطوعة "موسيقى بس Simply Music" التي تشبه موسيقاه قليلاً، أظن أنها كانت ستعجبه، وسيثني عليها".

وأضاف :"أحب كثيراً أغنيته "أنا لك على طول"، التي لحنها وغناها عبد الحليم حافظ، هذه الأغنية تأخذني إلى مكان أستطيع بعده أن أؤلف موسيقى وأوزعها موسيقياً".

وبالإنتقال إلى الموسيقار فريد الأطرش، قال الحاج :"لو تم لقائي به، كنت سأقول له إنه لو إستطاع بعد مغادرته سوريا، أن يتجه إلى بلد آخر غير مصر، لكان أصبح مؤلف موسيقى كلاسيكية، إذ كانت ستكون له بصمة، مثل البصمة التي تركها في الأغنية اللبنانية والأغنية المصرية، وفي موسيقاه".

وفي إجابة عن سؤال :"في حال لم يعجب الموسيقار فريد الأطرش بأغلب أعمالك وإنتقدها، هل تتقبل رأيه؟"، قال المايسترو :"حياتي مبنية على النقد، لدي صحفيون كثيرون هم أصدقاء لي، لا أقبل منهم إلا أن يرشدوني إلى الطريق الصحيح، وبمجرد أن يكون فريد الأطرش قد إنتقدني، فهذا بمثابة شهادة منه لي".

وأضاف الحاج :"أنا عزفت من ألحان فريد الأطرش مقدمة أغنيته "نجوم الليل"، وأهديه مقطوعتي الموسيقية "مِنّك أنا"، التي قدمتها لأمهات لبنان، لأن مقطوعتي هذه تشبه موسيقاه قليلاً".

برنامج "بين الحلم والحقيقة" يذاع كل يوم أحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر، ويعاد بثه كل يوم خميس عند الساعة التاسعة مساء، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، إخراج علي أمين.