مديحة حمديممثلة مصرية عُرفت بصوتها الإذاعي المميز، ولُقّبت منذ طفولتها بـ"الطفلة النابغة"، من خلال تقليدها صباح وفايزة أحمد وشادية.
لم تقبل أن تعتبر نفسها نجمة سينمائية، مع العلم أنها شاركت في التمثيل بعشرة أفلام لأن الله، بحسب قولها، كان يريدها أن تتوجه الى المسرح والتلفزيون والإذاعة، كما شاركت في فوازير رمضان وفي العديد من المسلسلات الدينية.

نشأتها

ولدت مديحة حمدي يوم 23 تموز/يوليو عام 1941في شبرا، ووالدها كان يعمل في مجال الطيران ووالدتها صعيدية.
تعلّمت في مدرسة الراهبات الفرنسية، وفي مرحلة الثانوية إلتحقت بمدرسة "القبة الثانوية بنات"، وبعدها إلتحقت بكلية التجارة جامعة عين شمس.
وقفت للمرة الأولى على خشبة مسرح الأوبرا القديمة، حين شاركت في مسرحية بمدرستها الثانوية، وكانت تقدّم في العرض شخصية زعيمة النساء، وحصلت على الميدالية الذهبية، ومن هنا كانت بداية إرتباطها بالفن والتمرّس فيه.
وافق والدها على إستمرارها في المسرح بشرط عدم الحصول على تقدير أقل من جيد جداً في الجامعة، وفي حال الحصول على تقدير أقل ستُمنع من الذهاب إلى المسرح إلا بعد الحصول على البكالوريوس، وحصلت على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية، وعملت بعد التخرج في الإذاعة.

مسيرتها الفنية

إكتشفت والدةمديحة حمديموهبة إبنتها في التمثيل ولقّبتها العائلة بـ"الطفلة النابغة" من خلال تقليدها الشحرروة صباح، فايزة أحمد، شادية، وفاتن حمامة، وأداءها لبعض أغاني الأفلام. في البداية عُرفت بصوتها الإذاعى المميز وتمكنها من الفصحى، وظهرت على خشبة المسرح للمرة الأولى في مسرحية "السكرتير الفني" مع الممثل الراحل فؤاد المهندس، وإنتقلت إلى الشاشة الصغيرة وشاركت في العديد من المسلسلات، منها: "الدوغري 90" و"عيلة الدوغري"، كما شاركت في بعض الأفلام في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، لكنها كانت تكرّس معظم أوقاتها للعمل في الدراما التلفزيونية.
شاركت بالعديد من المسلسلات الدينية، منها "رسول اﻹنسانية"، "القضاء في الإسلام"، "عمر بن عبدالعزيز"، "الفتح المبين". قدمت الفوازير في شهر رمضان مع الفنانة نيللي، والفنانة شريهان، وقدمت الكثير من حلقات ألف ليلة وليلة، وشاركت في التمثيل بعشرة أفلام، منها : "عائلات محترمة" و"روعة الحب" و"معسكر البنات" و"مدرس خصوصي".

حياتها الخاصة

تزوّجت مديحة حمدي ضابط في الشرطة المصرية، رُقي لاحقاً لمنصب نائب وزير الداخلية، ورزقا بولدين.
إشترط عليها زوجها التوفيق بين المسرح وعائلتها، وقالت لها والدها عندما تقدم لها: " هتعرفي تعيشي بـ85 جنيه، ولا هتيجيبي بيهم طباخ، كانت شايفة إني هعيش في ضغط جامد جدًا". إشتهرت في السعودية بدورها المهم في مسلسل "أصابع الزمن" الذي لاقى شهرة كبيرة في فترة الثمانينيات.
إرتدت الحجاب في التسعينيات، بتشجيع من زوجها وحفظت القرآن الكريم والعديد من الأحاديث النبوية الشريفة، لكنها لم تبتعد عن التمثيل.
أكدت مديحة حمدي أن القدر لعب دوراً مهماً في حياتها، سواء في العمل أو الزواج أو إرتداء الحجاب، وأضافت: "رغم أنني كنت فنانة، فقد تزوجت بشكل تقليدي".


تجارب الحياة

​​​​​​​​​​​​​​مرتمديحة حمديبتجربتين قاسيتين جداً في حياتها، والأولى هي موت إبنها ووصفت التجربة قائلة: "غضبت وكلّمت ربنا وقتها وقولت كلام كتير".
والتجربة الثانية كانت خلال خضوعها لعملية جراحية، وقالت: "كنت بعمل عملية وكنت بخاف من البنج جدا، لأنه الإنسان مبيكونش في وعيه، ولقيت نفسي بسمع ومش شايفة، وحاسىة وسامعة بيقفلوا الجرح إزاي ومكنتش قادرة أتكلم ولا قادرة أتحرك، ولا شايفة بس حاسة بكل حاجة، وحسيت إني متوفية وسامعة الأحياء واستمرت اللحظة دي 5 دقائق، وساعتها استنجدت بربنا".

سرقة أمومتها

​​​​​​​إتهمت مديحة حمدي مربية ولديها أنها سرقت منها أمومتها، لدرجة أن إبنها معتز كان يقول للمربية: "يا ماما"، لكنها ندمت على موقفها وقالت:: "بعد وفاة مربية أولادي، عاتبت نفسي بشدة، لأنها كانت تستحق ان يقال لها "يا ماما" بعد ان ساعدتني على التفرغ لعملي ولبيتي ولزوجي ولشركة الإنتاج، ولولاها ما كنت حققت كل هذا النجاح في بيتي او على المستوي المهني".


الإعتزال

إعتزلت مديحة حدي عام 2016 بعد الكشف عن مرض زوجها بالسرطان، وفضّلت أن تبقى الى جانبه، وقالت إنها إكتفت من التمثيل والشهرة.
يُذكر أن مديحة حمدي لم تبتعد عن الإعلام، فقد إتجهت إلى إقامة صالون فني على غرار الصالونات الثقافية، تستضيف فيه العديد من النجوم والنجمات، وإستقبلت في الحلقة الأولى الممثلة المصرية سميحة أيوب.